مصر: الرئيس الجديد لحزب الوفد يشكو من «عراقيل» ويعلن عن «خطوات تصحيحية»

طالب بتعدد مرشحي الحزب للرئاسة وهاجم «قلة تريد العودة للوراء»

TT

في خطوة مفاجئة أعقبت انتخابه رئيسا لحزب الوفد المصري المعارض، دعا الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، مساء أمس، إلى اجتماع للهيئة الوفدية، أعلى سلطة في الحزب، وحدد للاجتماع يوم السابع عشر من الشهر الحالي، للنظر في عدد من البنود الداخلية والنظم الأساسية للحزب، مطالبا باختيار مرشح حزبه لرئاسة الدولة من أكثر من مرشح، وهاجم أيضا من سماهم «قلة تريد العودة للوراء»، بالحزب الذي بادر بالانضمام إليه، عقب فوز البدوي برئاسته، عدد من رموز العمل السياسي والاقتصادي والإعلامي في مصر.

وقال أمس إنه لا يريد أن تكون فرص الترشح لموقع رئاسة الدولة المصرية، مقصورة على رئيس حزب الوفد، وأنه يريد من الهيئة الوفدية أن تقر نظاما جديدا يجعل اختيار مرشح الحزب للرئاسة من خلال انتخابات داخلية في الحزب.

ومنذ انتخابه رئيسا للوفد في مايو (أيار) الماضي، التف حوله عدد من رجالات الفكر والسياسة والإعلام، ممن سارعوا بالانضمام للحزب، وصعدت أسهم البدوي، كمرشح محتمل لانتخابات الرئاسة، خلفا لرئيس الوفد الأسبق الدكتور نعمان جمعة، الذي نافس الرئيس المصري حسني مبارك في انتخابات الرئاسة عام 2005.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر داخل حزب الوفد من المقربين من البدوي، أنه لا يحبذ أن يخوض انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، والمقرر لها خريف العام المقبل «حتى لا تلتصق به صفة: مرشح سابق للرئاسة»، بحسب المصادر، التي أشارت أيضا إلى أن البدوي قد يترك الباب مفتوحا، لكي يختار الحزب مرشحا آخر غيره لمنافسة مرشح الحزب الحاكم، سواء كان الرئيس مبارك أو نجله جمال أو أيا من قيادات الحزب.

ومنذ انتهاء انتخابات الرئاسة الأخيرة قبل خمس سنوات، شهد حزب الوفد صراعا داخليا على رئاسته، تبادل فيها المتخاصمون إطلاق الرصاص ورفع القضايا أمام المحاكم. لكن الحزب شهد فترة من الاستقرار في الفترة الأخيرة لرئيسه السابق الدكتور محمود أباظة.

واتهم البدوي، وهو رجل أعمال ومالك لعدة قنوات فضائية وصحف، من سماهم «قلة قليلة» داخل الحزب لم تتقبل إرادة الهيئة الوفدية بانتخابه رئيسا للوفد، وأضاف بيان أصدره أمس وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «لا تزال هذه القلة تضع العراقيل أمام انطلاق الوفد، سواء كان ذلك في المكتب التنفيذي للحزب أو الهيئة العليا».

ووصف البدوي «القلة» التي لم يسمها بأنهم «بعض أعضاء الهيئة العليا والمكتب التنفيذي، وهم قلة لا تتعدى أصابع اليدين، ممن تم تحرير الوفد من قبضتهم ويتحملون مسؤولية كل ما أصاب الوفد من ضمور وتدهور»، ويريدون عودة الوفد إلى سيطرتهم مرة أخرى، «وفقا لسيناريو يخطط له خارج الحزب»، لوضع «العراقيل أمام كل خطوة نخطوها».

وقال البدوي إن الاجتماع الذي دعا إليه من أجل انعقاد الهيئة الوفدية المقبلة (17 الشهر الحالي) سيختص باتخاذ خطوات تصحيحية من أجل تأسيس «مشاركة أكثر فاعلية لكل منكم في إدارة الحزب»، وذلك «ترسيخا لمبدأ المساءلة والمراجعة والمحاسبة بشكل دوري».

وأضاف موضحا فيما يخص طريقة اختيار مرشح من الحزب لمنافسة مرشح الحزب الحاكم في انتخابات الرئاسة، أن العرف السائد داخل الوفد أن رئيس الحزب بالضرورة هو المرشح لرئاسة الجمهورية، معلنا عن تغيير هذه الطريقة بقوله: «يجب أن يتم انتخاب مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية من بين أكثر من مرشح، يتقدمون من بين أعضاء الهيئة العليا يجوبون المحافظات، ويلتقون بالوفديين، ويقدمون رؤاهم وأفكارهم وبرامجهم، كما نرى في معظم الدول الديمقراطية، ثم تجتمع الهيئة الوفدية ليكون لها القول النهائي الفاصل في شخص المرشح بالاقتراع السري».

وتعرض رئيس الوفد لانتقادات من خصومه في الفترة الأخيرة. واقترح في بيان أمس «استحداث وتأسيس هيئات جديدة تحقق التواصل والتفاعل بين رئاسة الحزب واللجان العامة ولجان الشباب والمرأة بالمحافظات»، قائلا إن الاجتماع المقبل الذي دعا إليه «هو الرد الأبلغ على كل مزايدة، وعلى ادعاءات الانفراد بالقرار التي بدأت تتردد من دون أساس في الواقع».