الصومال: الشيخ أويس يدعو الرئيس شريف إلى التنحي عن السلطة

مصرع 15 وجرح 27 آخرين في انفجار لغم على ثلاث حافلات للركاب

TT

دعا الشيخ حسن طاهر أويس، زعيم الحزب الإسلامي المعارض، الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد إلى التنحي من منصبه بدعوى أن سلطته غير شرعية، وفرضها المجتمع الدولي على الصومال. وتعهد الشيخ أويس بمواصلة القتال ما دامت قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام موجودة على الأراضي الصومالية.

وأضاف الشيخ أويس - الذي كان حليفا سابقا للرئيس شريف: «إن على الرئيس شريف أن يترك السلطة ويتنحى من منصبه؛ لأنه ليس لديه ما يقدمه للناس سوى الدعوة لجلب المزيد من القوات الأجنبية إلى البلاد لقتل الصوماليين الأبرياء». وتابع قائلا: «من المؤسف جدا أن ينادي الرئيس شريف لجلب الأعداء، كان يدعي بالأمس القريب أنه يحاربهم، واليوم يسعى لجلبهم مرة أخرى، في مثل هذه الحالة يجب أن يتنحى من منصبه». وأدلى الشيخ أويس بهذا التصريح خلال مؤتمر صحافي عقده في مقديشو أمس للتعليق على الدعوة التي أطلقها الرئيس الصومالي الشيخ شريف للمجتمع الدولي قبل يومين بمد يد العون لإنقاذ حكومته من خطر «القاعدة»، وتقديم مزيد من الدعم العاجل للحكومة الصومالية في حربها ضد ما وصفهم بالمتشددين الإسلاميين. واتهم الشيخ أويس الرئيس شريف بأنه يسلك الطريق نفسه الذي سلكه سلفه عبد الله يوسف أحمد (الرئيس الصومالي السابق)، وأنه يدعو إلى ما كان يدعو إليه يوسف نفسه، في إشارة إلى التدخل الإثيوبي عام 2006.

وشدد الشيخ أويس أيضا على أنه لا يمكن حل الأزمة الصومالية عن طريق التدخل العسكري من العالم، ودعا إلى انسحاب القوات الأجنبية الموجودة حاليا من الصومال فورا، ومن دون شروط، وعدم جلب قوات أخرى، لكن رمضان العمامرة، مفوض السلم والأمن للاتحاد الأفريقي، قال: «إن قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام لن تنسحب من الصومال، إلا بعد أن تكون الدولة الصومالية قادرة على بسط سلطتها على كامل التراب الصومالي، وبعد أن تكتمل المؤسسات الديمقراطية وتكتمل عملية المصالحة الوطنية إلى مستوى يجعل الجميع على قناعة بأن الصومال وصل إلى بر الأمان». وأوضح العمامرة أن الاتحاد الأفريقي تأخر في إنجاز نشر 8 آلاف جندي، لكنه الآن بصدد استكمال تلك القوات للعدد الذي رصده الاتحاد الأفريقي (8 آلاف جندي). وأكد رمضان العمامرة أن قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال جزء من الحل ومساعدة عملية السلام وهي جزء من المؤسسات التي انبثقت عن اتفاق جيبوتي للسلام، وليست جزءا من المشكلة، وليست ضد أحد.

وجدد زعيم الحزب الإسلامي المعارض رفضه بالتفاوض مع الحكومة التي يقودها الشيخ شريف، وذكر أنه لا يعترف إلا بحكومة شرعية صومالية، وقال: «ليس هناك سلطة نعترف بها، يجب ألا يخدعنا الأعداء والغربيون مثلما خدعوا شريف، نحن مستعدون لمواصلة القتال حتى إخراج القوات الأجنبية من بلادنا». وقال الشيخ أويس أيضا إنه يحث المقاتلين الإسلاميين على توحيد صفوفهم، الاتحاد، مضيفا أنهم هم الجيدون القادرون على حكم البلاد. وكان الرئيس الصومالي الشيخ شريف قد وجه نداء إلى المجتمع الدولي من أجل إعادة تركيز اهتمام العالم على الصومال.

ميدانيا، لقي نحو 15 شخصا مصرعهم، وأصيب 27 آخرون في مكان واحد بعد انفجار لغم على ثلاث حافلات للركاب في غرب العاصمة مقديشو، ووقع التفجير بالقرب من الأكاديمية العسكرية غرب العاصمة التي تتمركز فيها وحدات من القوات البوروندية ضمن قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، وجميع القتلى والجرحى كانوا من ركاب الحافلات الثلاث، التي كانت في طريقها إلى منطقة عيلاشا بين مقديشو وأفجوي، واتهمت الحكومة حركة الشباب بأنها كانت وراء زرع اللغم وتفجيره. وقتل أكثر من 150 شخصا، وجرح أكثر من 350 آخرين معظمهم من المدنيين، في معارك متواصلة على مدى أيام، بين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين، وقوات الحكومة الصومالية التي تدعمها قوات الاتحاد الأفريقي.