القيود اللوجيتسية والمالية تعرقل جهود الإغاثة في باكستان

800 ألف فرد لا يمكن الوصول إليهم إلا عن طريق الجو

TT

تواجه جهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الفيضانات في باكستان عقبات رئيسية، وتعرقل القيود اللوجيستية والمالية عملية الإغاثة وتجعل من المستحيل تقديم الإغاثة للأفراد المتضررين من الفيضانات بالسرعة المطلوبة، حسبما ذكر مسؤول بارز من الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط».

وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن تدفق المساعدات المالية إلى الأمم المتحدة من الشركاء الدوليين توقف تقريبا منذ بداية الأسبوع الماضي.

وقال مسؤول بارز بمكتب الأمم المتحدة في باكستان: «تحسن تمويل الأنشطة التي تم ذكرها في خطة الاستجابة لطوارئ الفيضانات في باكستان تحسنا كبيرا خلال الأسابيع التي تلت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى باكستان في 15 أغسطس (آب)، لكنه توقف تقريبا منذ بداية الأسبوع الماضي».

وقال المسؤولون إن إجمالي المساهمات بلغ 274 مليون دولار في 24 أغسطس (آب) الماضي، أي 59.6 في المائة من المساهمات المطلوبة، وبلغ الآن 291 مليون دولار (ما يمثل 63.4 في المائة من المطلوب). وقال تامي هاسيلفيلدت، رئيس تحالف من المنظمات غير الحكومية يسمى «المنتدى الإنساني في باكستان»، «إن الأزمة لم تنته بعد. في الحقيقة، إننا ندخل الآن المراحل الأكثر صعوبة. وإذا لم يكن بمقدورنا العمل بالسرعة الكافية، فإن الأطفال وغيرهم من الأفراد المعرضين للخطر قد يموتون».

وتتطلب جهود الإغاثة حاليا 459.7 مليون دولار، لكن المتطلبات من المتوقع أن ترتفع بصورة كبيرة للغاية عندما يتم مراجعتها نهاية الشهر الحالي.

وقال مسؤولو الأمم المتحدة إنه على الرغم من التحديات الراهنة، فإن الأمم المتحدة وشركاءها قدموا حتى الآن بطاقات غذاء تكفي لمدة شهر إلى نحو ثلاثة ملايين فرد، بالإضافة إلى بسكويت عالي الطاقة إلى 750 ألف طفل. وتم تقديم الرعاية الطبية لنحو 3.9 مليون فرد، وتم توفير الإمدادات التي تكفي الاحتياطات الطبية لنحو 3.6 مليون فرد إلى المستشفيات في جميع أنحاء البلاد.

ويعد الحجم المذهل للكارثة في حد ذاته إحدى العقبات الرئيسية. أثرت الفيضانات على أكثر من 18 مليون فرد وأتلفت مساحة لا تقل عن 160 ألف كيلومتر مربع، أي أكبر من المساحة المسطحة لإنجلترا.

ويقود ذلك إلى تحديات ضخمة في ما يتعلق بتقديم إمدادات الإغاثة وتوزيعها. وقال مارتن موغوانجا، منسق الأعمال الإنسانية في باكستان: «كانت هذه الفيضانات في بعض الأوقات قادرة على تشريد مليون فرد في يوم واحد، ولا نستطيع بكل بساطة أن نعمل بسرعة المياه. نواصل العمل على مدار الساعة بأقصى سرعة ممكنة، ونصل إلى مئات الآلاف من الأفراد كل يوم».

ولا يزال الدمار الذي لحق بالطرق والجسور إحد ىالعقبات الرئيسية في الكثير من المناطق. ويجري بذل الجهود لإصلاح البنية التحتية، ويجري جلب مزيد من طائرات الهليكوبتر إلى البلاد من جانب برنامج الأغذية العالمي، وغيره من الكيانات الدولية. وقال فرانسيس كينيدي، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في باكستان، «لا تزال الطائرات الهليكوبتر وسيلة أساسية، حيث إن هناك 800 ألف فرد لا يمكن الوصول إليهم سوى عن طريق الجو، سواء في الشمال حيث تأثرت الطرق والجسور تأثرا بالغا، أو في المناطق الأخرى في منطقة الفيضان، حيث إن المجتمعات المحلية تقطعت بها السبل بفعل المياه المرتفعة».