أوباما متشجع بعد لقائه قادة الشرق الأوسط.. ويؤكد التزام بلاده بإنجاح المفاوضات

مبارك وعباس يشددان على أهمية تجميد الاستيطان.. وعبد الله يحذر من فشل يقوي المتطرفين

TT

يشعر الرئيس الأميركي باراك أوباما بمزيج من الحذر والأمل فيما يخص المرحلة المقبلة من مفاوضات السلام، قائلا بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري محمد حسني مبارك إنه «متفائل بحذر» من إمكانية إنجاح جهود السلام بعد إطلاقها في واشنطن وبرعاية أميركية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أمس إن أوباما «تشجع» بعد اجتماع البيت الأبيض أول من أمس، ولكنه أضاف «نتفهم وجود عدم ثقة، ولن ينتهي ذلك في اجتماع واحد».

وبينما كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هي التي رعت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أمس، أشرف أوباما على المصافحة الأولى بين عباس ونتنياهو مساء أول من أمس. وألقى كل من القادة الخمسة خطابا حول السلام مساء أول من أمس قبل المشاركة في عشاء عمل لهم وبمشاركة كلينتون ومبعوث الرباعية الدولية توني بلير.

وشدد أوباما على الطابع التاريخي للقاء في واشنطن، قائلا «عندما نجتمع هنا، لا نجتمع بمفردنا، تنضم إلينا الأجيال، تلك التي سبقتنا والتي ستأتي بعدنا».

وكانت هناك جدولة لوصول الوفود الخمسة للاستماع إلى القادة، إذ وصل إلى «القاعة الشرقية» في البيت الأبيض المفاوضون الفلسطينيون، وجلسوا لبضع دقائق قبل وصول الوفد الإسرائيلي، وتصافح الطرفان، ليصل بعدها الوفد الأردني والمصري ليتبادلا التحية وجلسا قبل وصول بلير وكلينتون والمبعوث الأميركي الخاص بالسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل قبل أن يصل القادة الخمسة للقاء خطاباتهم.

وكان هناك إجماع بين خطابات القادة في الحديث عن أهمية السلام وصعوبة الوصول إليه، وقال عباس، إنه آن الأوان «لصنع السلام في أرض السلام».

وكان عباس ومبارك الوحيدين اللذين أشارا إلى قضية الاستيطان في خطابيهما، ودعيا نتنياهو للتعهد بتجميد الاستيطان. أما نتنياهو فأوضح أن أولويته هي الحصول على الضمانات الأمنية، مشيرا إلى استهداف المستوطنين، كدليل على أهمية الضمانات الأمنية. وقال «خرجنا من غزة وحصلنا على الإرهاب، خرجنا من لبنان وحصلنا على الإرهاب، يجب ألا يتكرر ذلك».

وتطرق عباس إلى الهجوم في الخليل على المستوطنين الأربعة، قائلا «ما حصل بالأمس أدنّاه إدانة شديدة، لا نريد أن تراق قطرة دم من إسرائيلي أو فلسطيني». وأضاف «دعنا نوقع اتفاقية سلام إلى الأبد».

واعتبر مبارك أنه لم يكن من الممكن إجراء المفاوضات من دون دعم أوباما، وهو ما كرره كل المجتمعين في واشنطن، في إشادة بجهود الإدارة الأميركية.

وشدد مبارك في خطابه على أن المفاوضات «لا تأتي من فراغ»، مشددا على أهمية موقف «المجتمع الدولي، بما تم الإعلان عنه في بيان الرباعية وخاصة البيان الأخير في 20 أغسطس (آب) الذي يحترم القرارات الدولية ودعم إطار الحل النهائي». ووجه مبارك كلامه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن على إسرائيل أن «تتخذ قرارات صعبة ولكن ضرورية لتحقيق السلام والاستقرار». وأضاف «النشاط الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية يعارض القرارات الدولية ولن يحقق حقوقا لإسرائيل»، موضحا «أقول للإسرائيليين لا تدعوا الفرصة تفوتكم».

ودعا العاهل الأردني جميع الأطراف إلى عدم إضاعة الفرصة للتوصل إلى السلام، قائلا إن «الراديكاليين والإرهابيين استغلوا حيرة الناس لتغذية الكراهية وإطلاق الحروب». وحذر من أن «هناك أطرافا على الجانبين يريدوننا أن نفشل وسيعملون كل ما بوسعهم لعرقلة جهودنا اليوم، لأنه عندما يحصل الفلسطينيون والإسرائيليون على السلام، يخسر الراديكاليون والمتطرفون جاذبيتهم، لهذا علينا أن ننجح».

وكان الخطاب الأخير لنتنياهو الذي تعهد بالسلام وقال لعباس: «أنت شريكي في السلام»، مؤكدا «اليهود ليسوا غرباء على هذه الأرض التي تعود لأجدادنا، ولكن نقر بأن شعبا آخر يشارك هذه الأرض معنا».

وفور انتهاء العشاء مساء أول من أمس، توجه العاهل الأردني والرئيس المصري إلى المطار وغادرا مع وفديهما واشنطن ليبقى الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي ليطلقا المفاوضات المباشرة أمس.