حماس تعد بمواصلة العمليات.. والسلطة تعتقل نحو 600 من عناصرها

محلل سياسي: العملية تبعث برسائل حول دورها

TT

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس، مسؤوليتها عن هجوم منتصف الليلة قبل الماضية، الذي استهدف سيارة إسرائيلية قرب رام الله، وأدى لإصابة مستوطنين اثنين بجروح.

وقالت كتائب القسام في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «العملية هي أبلغ رد على الأبواق التي قالت إن عملية الخليل لن تتكرر، وعهدنا لكم يا أهلنا في القدس والضفة والقطاع ولأسرانا البواسل وأهلنا في المنافي والشتات ألا تكون هذه العملية الأخيرة بإذن الله.. فليبق الصهاينة في تخبطهم وهلعهم.. فنحن سنخرج لهم من حيث لا يحتسبون».

ويمثل هذا الإعلان تحديا أكبر للسلطة الفلسطينية التي كان رئيس وزرائها سلام فياض قد تعهد بعد عملية بني نعيم قرب الخليل التي أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين، بعدم السماح بتكرار هكذا عمليات، داعيا الفلسطينيين إلى نبذ العنف والعمليات التي تضر «بالمشروع الوطني» وتستهدف المفاوضات.

وبهاتين العمليتين أظهرت حماس قدرة كبيرة على استئناف العمل المسلح في الضفة الغربية بعد سنوات من الحرب التي شنتها إسرائيل من جهة والسلطة من جهة أخرى لكبح جماحها وتفكيك بنيتها العسكرية.

وتنطوي عمليات حماس في هذا التوقيت على أكثر من رسالة، لكنها طرحت أيضا أكثر من سؤال على الساحة الفلسطينية. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة إبراهيم ابراش، لـ«الشرق الأوسط»، إن «حماس أرادت من خلال عملياتها إرسال عدة رسائل مهمة معا.. الرسالة الأولى: أرادت أن تقول إنها ما زالت على حالة المقاومة، ولم تتخل عنها، خصوصا مع ارتفاع الأصوات التي تتحدث عن تخليها عن المقاومة في سبيل الحفاظ على سلطتها في غزة (تصريحات لزعيم الجهاد الإسلامي في دمشق). والرسالة الثانية: أرادات أن ترد على بدء المفاوضات بطرح بديل عملي من وجهة نظرها وهو العمل المسلح على الأرض. والثالثة وهي الأهم: رسالة للأميركيين تفيد بأن أي مفاوضات أو اتفاقات سلام أو تسويات في المنطقة لا يمكن أن تمر من دون حماس. أرادت القول إنها بوابة الحرب والسلم والفاعل الرئيسي على الأرض».

وفي المقابل، قال ابراش إن العمليتين كذلك تثيران أسئلة كثيرة، وأوضح «إذا كانت تستطيع تنفيذ عمليات في الضفة، إذن لماذا لم تبادر إلى ذلك في أوقات سابقة طيلة السنوات الماضية واختارت وقت انطلاق المفاوضات لتنفيذ عملياتها؟ وثانيا لماذا من الضفة، هل تتوقع مثلا أن يكون الرد الإسرائيلي في الضفة فقط؟ هذا خطير للغاية».

ويرى ابراش أن «السلبيات التي ستأتي بها العمليات في الضفة أكثر من الإيجابيات». وقال «سيردون (إسرائيل) بالتوسع الاستيطاني واستمراره، وبالتأكيد على أن الحاجة أولا هي للتفاهمات الأمنية وليس أي شيء آخر.. هذا أيضا خطير».

وهددت حماس بمواصلة العمليات رغم مواصلة أجهزة الأمن الفلسطينية حملة اعتقال مئات من عناصرها في الضفة. وقالت حماس «إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام إذ نعلن مسؤوليتنا الكاملة عن هذه العملية البطولية (رام الله) فإننا نؤكد أنها حلقة ضمن سلسلة العمليات التي وعدنا بها شعبنا.. وهي تبعث برسالة للاحتلال ومغتصبيه بأن جرائمهم واعتداءاتهم لا يمكن أن تمر من دون عقاب، وللمفرطين والمتخاذلين الذين تماهوا مع قوات الاحتلال».

واتهمت حماس في بيان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أجهزة الأمن الفلسطينية بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوفها الحركة. وقالت إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت 550 من قيادييها وأنصارها في الضفة خلال اليومين الماضيين، فيما تم استدعاء نحو 1500 آخرين للتحقيق، لكن السلطة نفت أي علاقة بين الاعتقالات والعمليات.

وأضافت أن «الحملة طالت رموزا وقيادات وعلماء وأطباء ومهندسين وأسرى محررين، كما ركزت على استهداف نواب الحركة في المجلس التشريعي من خلال اختطاف واستدعاء العشرات من أبنائهم وأشقائهم وذويهم».

لكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية نفت على لسان الناطق باسمها، اللواء عدنان الضميري، اعتقال المئات من كوادر وناشطي حماس على خلفية عملية الخليل، قائلا «قوى الأمن الفلسطينية تؤكد أنه لم يتم اعتقال أي كان على خلفية سياسية أو خلفية ما جرى في الخليل».