إسرائيل تشيد بـ«التنسيق الأمني» مع السلطة.. وحماس والجهاد تهاجمانه

قالت إنه في أفضل حالاته منذ اتفاق أوسلو

TT

في الوقت الذي تعهد فيه الجيش الإسرائيلي، على لسان قائد المنطقة الوسطى افي مزراحي، بقتل منفذي عملية الخليل أو اعتقالهم، أبدى في المقابل رضا كاملا عن عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومستوى التنسيق الأمني بينهما في ملاحقة منفذي هجومي الخليل ورام الله الذي أودى بحياة 4 مستوطنين وجرح اثنين.

وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي، إن الجيش مرتاح لتعاون الأجهزة الأمنية الفلسطينية في عملية التصدي لمنفذي العمليات التي تستهدف المستوطنين في الضفة الغربية، مضيفا أن التعاون مستمر رغم هذه الهجمات، حتى إنه بلغ مستوى يعتبر بين أعلى مستوياته منذ اتفاقات أوسلو قبل 17 عاما.

ولا تخفي السلطة حالة التنسيق، وتقول إنها تأتي لما فيه مصالح الفلسطينيين وليس الإسرائيليين، لكن هذا التعاون الأمني الرفيع، بغض النظر عن من يخدم من، كان على المحك في اليومين الماضيين، إذ نجحت حماس في تنفيذ عمليتين في أقل من 48 ساعة في الضفة الغربية، وذلك في منطقتين مختلفتين تخضعان للسيطرة الإسرائيلية وعلى مقربة من المدن الفلسطينية الرئيسية، بالأسلوب نفسه، عبر سيارات متحركة.

واعتبرت السلطة أن ذلك يهدد المصالح الفلسطينية، وراحت تشن حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة وكثفت من انتشارها الأمني في مناطق سيطرتها، وتعهدت بعدم تكرار العمليات التي حذر الجيش الإسرائيلي من إقدام حماس على تنفيذ مزيد منها.

وأبدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رضا عن اعتقال مئات من عناصر حماس في الضفة بعد عمليتي الخليل ورام الله، وهو رضا قابله غضب في حماس التي اتهمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بـ«الاستماتة في محاولة الوصول إلى منفذي العمليتين البطوليتين». وقالت إن ذلك «يؤكد حقيقة الدور الخياني لهذه الأجهزة، ويعتبر حماية للصهاينة المغتصبين ودعما لوجودهم واستيطانهم وغطاء معلنا يفتح الباب واسعا أمام المستوطنين لمواصلة اغتصابهم لأرضنا واعتدائهم على شعبنا».

وتباهي حماس بأنها نفذت العمليتين بعد 3 أعوام من المطاردة في الضفة الغربية ومحاولة السلطة تفكيك بنيتها التنظيمية.

وكانت السلطة قد شنت في السنوات الماضية حربا لا هوادة فيها على مصادر أموال وأسلحة حماس في الضفة وفصائل أخرى.

وانضمت حركة الجهاد الإسلامي إلى حماس، وأشادت الحركة أمس، بـ«سواعد المقاومة الأبية»، التي نفذت العمليتين، «اللتين جاءتا للتأكيد على حيوية نهج الجهاد وتجذره، رغم ملاحقات الاحتلال المستمرة للمقاومين وتمادي سياسة التنسيق الأمني التي تتبعها السلطة الفلسطينية في الضفة».

وأدانت حركة الجهاد في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، ما وصفته بـ«حملات الاعتقال والمطاردة والملاحقة في صفوف المقاومين والمجاهدين»، وقالت إنها «تطالب السلطة بالتوقف عن هذه الجريمة وهذا التجاوز لكل القيم الوطنية والدينية».

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال باللواء عدنان الضميري، الناطق باسم الأجهزة الأمنية، للتعقيب على اتهامات حماس، دون أن يتسنى لها ذلك.