أوباما: هدفنا واضح وهو دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة

الزعماء الخمسة بعد خطاباتهم قبل العشاء في البيت الابيض (نيويورك تايمز)
TT

* نص كلمة أوباما

* عندما توليتُ منصب الرئاسة، أعلنت أن أميركا صديقة كل دولة وكل شخص ينشد مستقبلا من السلام والكرامة، وأن الولايات المتحدة مستعدة لتقود السعي من أجل ذلك المستقبل. وصرحت في بداية حكومتي بأن سياستنا هي أن نشارك بفاعلية ونشاط في السعي من أجل سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، ومن أجل السلام الشامل بين إسرائيل وكل جيرانها العرب. ودعما لقيادة وزيرة خارجيتي المتميزة هيلاري كلينتون، عينتُ مبعوثا خاصا هو أحد أبرع رجال الدولة في بلدنا، السيناتور السابق جورج ميتشل، كي يوجه جهودنا. وكما أعلنت مرارا، فإن هدفنا هو التوصل إلى حل الدولتين الذي ينهي النزاع ويكفل حقوق وأمن الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء. وإننا على الرغم من التحديات الحتمية لم نتردد أبدا في سعينا وراء هذا الهدف. وقد اجتمعت برئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في مناسبات كثيرة. وبينها قامت الوزيرة كلينتون والسيناتور ميتشل بزيارات لا تعد إلى المنطقة.

وقد اتخذت الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية خلال السنة الماضية خطوات مهمة لبناء الثقة. وانخرط الإسرائيليون والفلسطينيون، وبدعم من السيناتور ميتشل في عدة جولات من المحادثات المقربة، حتى في غمرة الظروف الصعبة. ولكننا أوضحنا دوما أن السبيل الوحيدة المؤدية إلى السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين هي المحادثات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وغدا، وبعد ما يقرب من السنتين، سنعيد إطلاق تلك المحادثات المباشرة من جديد.

اليوم كانت لي سلسلة من الاجتماعات المثمرة جدا مع شركائنا الرئيسيين في هذا الجهد، وقد حثثت رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس على اعتبار هذه اللحظة كما هي على حقيقتها، أي لحظة تلوح فيها فرصة يجب أن تُغتنم. وشكرت الرئيس المصري مبارك وجلالة عاهل الأردن الملك عبد الله على قيادتهما الثمينة ودعمهما الضروريين للمضي قدما. وأنا أتطلع لاستضافة هؤلاء القادة الأربعة الليلة في عشاء عمل خاص بالبيت الأبيض.

وأود أيضا أن أغتنم هذه الفرصة كي أعبر عن امتناننا لأصدقائنا وحلفائنا الكثر، ولشركائنا في الرباعية على الأخص. وسينضم إلينا رئيس الوزراء السابق توني بلير كممثل للرباعية في عشاء هذا المساء. إن الغرض من هذه المحادثات واضح جلي؛ فستكون مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهذه المفاوضات ترمي إلى حل كل القضايا المتعلقة بالوضع النهائي، والهدف هو التوصل إلى تسوية يتفاوض عليها الطرفان وتنهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967، وتسفر عن قيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية قابلة للحياة والعيش، جنبا إلى جنب، في سلام وأمن مع دولة إسرائيل اليهودية وجيرانها الآخرين. هذه هي الرؤيا التي نسعى في سبيلها. والآن، أنا أعلم أن هذه المحادثات استقبلت في بعض الأوساط بالشك، ونحن لا تساورنا أي أوهام. والمشاعر عميقة متوقدة. فلكل جانب مصالح مشروعة ودائمة، وسنين من عدم الثقة لن تختفي بين عشية وضحاها. فبناء الثقة يتطلب دبلوماسية مثابرة وجادة، وثقة من الطرفين. وقبل كل شيء، هناك سبب جعل الحل الخاص بالدولتين يراوغ الأجيال السابقة، وهذا أمر فائق التعقيد وفائق الصعوبة.

لكننا ندرك أن الوضع الراهن القائم، سواء للإسرائيليين وللفلسطينيين وللمنطقة وللعالم، وضع غير قابل للداوم. ومن المصلحة الوطنية لكل المعنيين، بمن فيهم الولايات المتحدة، أن ينتهي هذا الصراع بالسلام. وهكذا فإننا حتى مع رؤيتنا الواضحة للتحديات والمشكلات التي تنتظرنا، نرى بالوضوح نفسه الأسس للتقدم. فالحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية تتعاونان فعلا على أساس يومي لتعزيز الأمن وتخفيف العنف وبناء المؤسسات وتحسين الأحوال على أرض الواقع. وهناك تأييد واسع النطاق عند الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني للحل الخاص بالدولتين، بخطوطه العريضة المعروفة جيدا. وحتى في غمرة الخلاف يجد الناس العاديون الإسرائيليون والفلسطينيون - من قادة دينيين وجماعات أهلية وأطباء وعلماء ورجال أعمال وطلاب - الوسائل التي يعاونون من خلالها كل يوم، وجهودهم البطولية التي تبذل من الجذور الأساسية الشعبية تبين أن التعاون والتقدم ممكنان، وينبغي لهما أن يلهمانا جميعا.

وعلاوة على ذلك فإنني أعتقد أن رئيس الوزراء نتنياهو، والرئيس عباس، زعيمان يريدان السلام. وقد أشار الاثنان إلى أن هذه المفاوضات يمكن أن تتم وتختتم في ظرف سنة واحدة. وكما أبلغت كلا منهما اليوم بأن هذه اللحظة من الفرصة الماثلة قد لا تتاح مرة أخرى في وقت قريب، وليس بوسعهما أن يدعاها تفلت منهما. فالوقت الآن هو وقت القادة الذين يتحلون بالشجاعة والرؤيا لكي يحققوا السلام المستحق لشعوبهم. والولايات المتحدة ستلقي بكل ثقلها وراء هذا المجهود. وسنكون مشاركا ناشطا ومستديما، وسنؤيد أولئك الذين يتخذون الخيارات الصعبة سعيا في سبيل السلام. لكن دعوني أكون واضحا جدا في أن الولايات لا تستطيع فرض حل في نهاية المطاف، وليس بوسعنا أن نرغب فيه أكثر من الطرفين نفسيهما، وهنا تكمن مجازفات جسيمة لكل الأطراف المعنية، لكننا لا نستطيع أن نفعلها نيابة عنهم. لكننا نستطيع خلق البيئة والأجواء للمفاوضات، لكن الموضوع في نهاية الأمر سيتطلب قيادة من الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، ومن أولئك في المنطقة الذين يقولون إنهم يريدون دولة فلسطينية على السواء. ولذا، فالإسرائيليون والفلسطينيون فقط هم القادرون على اتخاذ الاختيارات الصعبة، وبناء الإجماع والموافقة عند شعبيهم من أجل التقدم، الإسرائيليون والفلسطينيون هم القادرون على البرهنة لبعضهم عن استعدادهم لإنهاء هذا الصراع، وتقديم التنازلات التي يعتمد عليها السلام الدائم. أما ما يمكن أن يفعله بقيتنا، بما فيها الولايات المتحدة، فهو دعم تلك المباحثات، تأييد تلك المحادثات، ودعم تلك الجهود، وليس محاولة تقويضها. وهكذا فإن العمل الصعب قد بدأ فقط. والنجاح والفشل ليسا حتميين. هذا ما ندركه، وهو أننا إذا لم نقم بالمحاولة فالفشل عندئذ مضمون، وإذا لم يلزم الطرفان نفسيهما بصدق وأمانة، فإن الصراع الذي طال أمده سيستمر في التدهور وينهك جيلا آخر. وهذا ببساطة أمر لا يمكن أن نسمح به. نحن ندرك أنه ستكون هناك لحظات تشكل اختبارا لعزمنا. نحن نعلم أن المتطرفين وأعداء السلام سيبذلون كل ما في وسعهم للقضاء على هذا الجهد، كما شاهدنا في تلك الهجمات الشنيعة قرب الخليل، التي شجبناها بشدة. ولكننا نعلم أيضا أن دماء كثيرة قد أريقت، وأرواحا كثيرة قد أزهقت، وقلوبا كثيرة قد تفطّرت. وعلى الرغم مما يقوله الناقدون المتهكمون، فإن التاريخ يعلمنا أن ثمة سبيلا مختلفة، هي سبيل العزم والتصميم حيث التنازل ممكن، ويمكن أن تنتهي الصراعات القديمة بعد طول انتظار. وهي السبيل التي سلكها الذين حققوا السلام لبلدانهم من أيرلندا الشمالية، حيث كان السيناتور ميتشل مشاركا بكثافة، إلى البلقان، ومن أفريقيا إلى آسيا، والذين صنعوا السلام بين إسرائيل ومصر، وبين إسرائيل والأردن.

هذا الطريق مفتوح للإسرائيليين والفلسطينيين، إذا ثابرت كل الأطراف بنية طيبة وإيمان وبإحساس بالهدف والإمكانيات، فإننا نستطيع إقامة سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط.

كلمة الرئيس باراك أوباما في عشاء العمل بالقاعدة الشرقية أُسعدتم مساء جميعا. غدا، وبعد نحو سنتين تقريبا سيستأنف الإسرائيليون والفلسطينيون المحادثات المباشرة سعيا لتحقيق هدف نشترك فيه جميعا، ألا وهو الدولتان، إسرائيل وفلسطين، اللتان تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. ويسرني أن أرحب الليلة في البيت الأبيض بشركائنا الرئيسيين في هذا الجهد مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وممثل شركائنا في الرباعية، رئيس الوزراء (البريطاني) السابق توني بلير.

الرئيس عباس، رئيس الوزراء نتنياهو، جلالة الملك عبد الله، الرئيس مبارك، نحن خمسة رجال فقط. وعشاؤنا هذا المساء عبارة عن اجتماع مصغر حول مائدة واحدة. ولكننا إذ نلتقي لن نكون وحدنا. فستكون معنا الأجيال، تلك التي ذهبت من قبل وتلك اللاحقة في أعقابها. كل واحد منكم وريث صانعي السلام الجسورين الذين تجرأوا، بيغن والسادات، ورابين والملك حسين، وكانوا رجال الدولة الذين شاهدوا العالم كما كان، ولكنهم تخيلوا أيضا، ورأوه كما ينبغي أن يكون. وتلك هي أكتاف أسلافنا التي نقف عليها، وعملهم هو الذي نتابعه، والآن، فإننا مثل كل واحد منهم، يجب الآن على كل منا أن يتساءل: هل أملك الحكمة والشجاعة كي أسير على درب السلام ذاته؟

كلنا جميعا قادة شعوبنا، وهي بغض النظر عن اللغات التي تتكلمها والديانات التي تمارسها، تنشد الشيء ذاته، وهو: العيش في أمن وتحرر من الخوف، وحياة الكرامة، والحرية من الحاجة، وإعالة أسرهم، وتحقيق غد أفضل. إنهم يتطلعون إلينا الليلة وعلى كل منا أن يقرر؛ هل سنعمل من أجل تحقيق طموحاتهم؟ وعلى الرغم من أن كلا منا يحمل لقب امتياز وشرف - رئيس ورئيس وزراء وملك - فنحن يربطنا كلنا لقب واحد مشترك، نحن آباء، نحن آباء رُزقنا نعمة الأبناء والبنات. فدعونا إذن نسائل أنفسنا؛ ما نوع العالم الذي نريد أن نورثه لأبنائنا وأحفادنا؟

هذه هي الأسئلة التي ينبغي أن نطرحها الليلة، وفي الأيام والشهور المقبلة. وهي الأسئلة التي يجب أن نجيب عنها، وهذه هي اللحظة المناسبة لفعل ذلك. للمسلمين، هذا شهر رمضان. وهو لليهود إلول (شهر الندم والتوبة). ومن النادر أن يتصادف ويلتقي هذان الشهران الفضيلان. ولكنهما يجتمعان هذه السنة وهذه الليلة، دينان مختلفان وشعائر مختلفة، ولكن الوقت وقت مشترك للتعبد والتأمل. وقت للتفكّر في الصواب والخطأ، وقت لتأمل المرء في مكانه في العالم، إنه وقت كي يذكّر فيه أناس من دينين عظيمين العالم بحقيقة بسيطة، ولكنها أساسية، ألا وهي أننا جميعا، كلنا، قادرون في صميم قلوبنا وفي حياتنا على أن نحقق تغييرا كبيرا ودائما.

* كلمة الرئيس مبارك

* يسعدني أن أشارك معكم اليوم في إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إنني أتطلع مثلكم جميعا.. ومثل الملايين من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب الشرق الأوسط والعالم.. إلى أن تكون مفاوضات نهائية وحاسمة.. تفضي إلى اتفاق سلام بين الجانبين في غضون العام.

إن اجتماعنا اليوم.. ما كان ليتحقق لولا الجهد الكبير الذي بذله الرئيس باراك أوباما وإدارته. إنني أحييكم وأشكركم - سيادة الرئيس - على التزامكم الشخصي الجاد.. منذ الأيام الأولى لتوليكم مهام الرئاسة.. بالسعي للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية.. أتوجه إليكم بالإشادة والتقدير.. لمثابرتكم طوال الفترة الماضية.. من أجل تذليل الصعاب وإعادة إطلاق المفاوضات. إنني أعتبر دعوتكم اليوم تأكيدا جديدا لهذا الالتزام.. كما أعتبرها رسالة بالغة الدلالة.. على أن الولايات المتحدة ترعى بقوة وعلى أعلى مستوى المفاوضات المقبلة.

لا يدرك قيمة السلام كمن عرف الحروب وويلاتها.. ولقد شاءت الأقدار أن أكون شاهد عيان على أحداث منطقتنا.. في سنوات الحرب والسلام. خضت معارك الشرق الأوسط وحروبه.. وشاركت في مسيرة السلام منذ اليوم الأول. لم أدخر جهدا للدفع بها إلى الأمام.. وما زلت متطلعا لاكتمالها ونجاحها. لقد مرت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بصعاب كثيرة.. منذ مؤتمر مدريد عام 1991.. ما بين تقدم وانحسار.. وانفراج وانتكاس. لا يزال احتلال الأراضي الفلسطينية قائما.. وما زالت الدولة الفلسطينية المستقلة حلما في ضمير الشعب الفلسطيني. ولا شك أن هذا الوضع يسبب لشعوبنا قدرا هائلا من الغضب والإحباط.. فلم يعد من المقبول أو المعقول ونحن في مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة.. أن نفشل في إقامة سلام عادل ينهي قرنا كاملا من النزاع.. يحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني.. يضع نهاية للاحتلال.. ويقيم علاقات طبيعية بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. علاقات تقوم على الندية والاحترام المتبادل.. وتحقق الأمن للجميع دون تمييز.

صحيح أن التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي عادل ظل أملا يراودنا ويراوغنا طوال عقدين.. إلا أن الخبرات المتراكمة لدى الجانبين وجولات التفاوض الطويلة والتفاهمات التي تم التوصل إليها عبر السنوات الماضية، وبالذات ما تضمنته «معايير كلينتون» لعام 2000، وما تلاها من تفاهمات في «طابا» ومع الحكومة الإسرائيلية السابقة، صارت ترسم في مجملها ومحصلتها الملامح الأساسية للتسوية المقبلة.. وهي الملامح التي أصبحت معلومة للمجتمع الدولي وللشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبالتالي فإن المفاوضات المقبلة لن تبدأ من نقطة الصفر أو من فراغ. ولا شك أن الموقف الدولي المتمثل بشكل أساسي في البيانات المتتالية للجنة الرباعية الدولية، وآخرها البيان الصادر يوم 20 أغسطس (آب) الماضي، قد كرس الاحترام الواجب لقرارات الشرعية الدولية.. وشدد على أن المفاوضات المباشرة التي ستنطلق غدا.. تستهدف التوصل لتسوية سلمية متفق عليها تنهي الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في يونيو (حزيران) عام 1967.. وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، لتعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل.

لقد اجتمعت برئيس الوزراء نتنياهو عدة مرات منذ توليه رئاسة الحكومة العام الماضي.. واستمعت منه في لقاءاتنا إلى تأكيدات لرغبته في تحقيق السلام مع الفلسطينيين.. وفي أن يسجل التاريخ هذا الإنجاز باسمه.. وأقول له اليوم إنني أتطلع إلى أن تأخذ تأكيداته طريقها إلى أرض الواقع.. وإلى نجاحه في تحقيق سلام طال انتظاره، يتطلع إليه الشعب الإسرائيلي وسائر شعوب المنطقة. إن التوصل إلى السلام العادل سوف يتطلب من إسرائيل اتخاذ قرارات هامة ومصيرية وصعبة.. لكنها ضرورية لتحقيق السلام والتعايش والاستقرار.. إن الاستيطان على الأرض الفلسطينية المحتلة يتم بالمخالفة للقانون الدولي.. وهو لن ينشئ لإسرائيل حقوقا أو يحقق لها سلاما أو أمنا.. ولذلك فالأولى أن يتم وقفه تماما إلى حين انتهاء العملية التفاوضية برمتها.. إنني أقول للإسرائيليين: اغتنموا الفرصة الحالية ولا تدعوها تفلت من بين أيديكم.. اجعلوا السلام الشامل هدفا.. ومدوا أيديكم لتلاقي اليد العربية الممدودة إليكم بالسلام.

وأقول للرئيس محمود عباس.. إن مصر ستستمر في دعمها للشعب الفلسطيني الصابر ولقضيته العادلة.. سنواصل جهودنا وعملنا المخلص معكم.. من أجل تحقيق تطلعات شعبكم واستعادة حقوقه المشروعة.. سنظل إلى جانبكم إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة.. على الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. كما سنواصل السعي لرأب الصدع الفلسطيني.. تحقيقا للمصالح الوطنية الفلسطينية. أعرب مجددا عن الشكر للرئيس أوباما.. وأجدد التزام مصر بمواصلة العمل لدفع عملية السلام إلى الأمام.. بالجهد المتواصل والمشورة الصادقة.. والالتزام بالثوابت التي تتأسس عليها سياسة مصر العربية والإقليمية.

* كلمة الملك عبد الله الثاني

* صعبة هي المهمة التي نتصدى لها. فقد مرت عقود لم يتم خلالها التوصل إلى سلام فلسطيني إسرائيلي. وكانت النتيجة أن استمرت معاناة ملايين الرجال والنساء والأطفال، وأن فقد الكثيرون الثقة بقدرتنا على تحقيق السلام الذي تنشده الشعوب. وفي الأثناء، استغل المتطرفون والإرهابيون مشاعر الإحباط لبث الكراهية وإشعال الحروب. وتورط العالم في صراعات إقليمية لا يمكن التعامل معها بفاعلية من دون تحقيق السلام العربي الإسرائيلي. وهذا ماض يؤكد أهمية الجهد الذي نقوم به اليوم.

وهنالك، بين الطرفين، أولئك الذين يريدون أن نفشل، والذين يعملون كل ما في وسعهم لإعاقة الجهود التي نبذلها اليوم، ذلك أنه عندما يتوصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى السلام، وعندما يتمكن الجيل الشاب من التطلع إلى مستقبل مشرق ومليء بفرص الإنجاز، يفقد المتطرفون والمتشددون قدرتهم على التأثير.

من أجل ذلك يجب أن ننجح اليوم، لأن فشلنا سيعني نجاحهم في إغراق المنطقة في المزيد من الحروب وعدم الاستقرار، مما سيزيد من المعاناة في المنطقة وخارجها.

الرئيس أوباما..

نثمن التزامكم بتحقيق السلام في منطقتنا، ونعول على استمرار جهودكم لمساعدة الأطراف على التقدم إلى الأمام. وكنت قد قلت إن تحقيق السلام في الشرق الأوسط جزء من الأمن القومي الأميركي.. وذلك صحيح. وهو أيضا مصلحة أوروبية، وركيزة للأمن والاستقرار الدولي. والسلام حق لكل مواطن في منطقتنا. وتحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين هو شرط تحقيق الأمن والاستقرار لجميع الدول في الشرق الأوسط، ذلك أنه مدخل السلام الإقليمي، الذي سيؤدي إلى علاقات طبيعية بين إسرائيل و57 دولة عربية ومسلمة تؤيد مبادرة السلام العربية. والوصول إلى هذا السلام سيكون أيضا خطوة فاعلة لتحييد قوى الشر والعنف، التي تهدد شعوبنا. السيد الرئيس، المنطقة تحتاج إلى مساندتكم كوسيط نزيه وكشريك لمساعدة الطرفين وهما يسيران على الطريق الصعب، لكن الذي لا بديل له لتحقيق السلام.

أصحاب الفخامة والسعادة..

كل الأنظار علينا اليوم. وبالتالي فإنه يجب أن تحقق المفاوضات المباشرة، التي ستبدأ غدا، نتائج إيجابية وبأسرع وقت ممكن. فالوقت ليس في صالحنا. ويجب أن نبذل كل جهد ممكن من أجل معالجة جميع قضايا الوضع النهائي بهدف التوصل إلى حل الدولتين، الحل الوحيد الذي يضمن حقوق الطرفين، والحل الوحيد الذي سيوجد المستقبل الذي تستحقه منطقتنا. مستقبل يضمن السلام الذي يتيح لكل أب أن يربي أطفاله من دون خوف، ويوفر لجيل الشباب فرصة التقدم والإنجاز، ويسمح بتعاون 300 مليون شخص من أجل تحقيق الفوائد المشتركة.

ولزمن أطول مما يحتمل، حرم الكثيرون في المنطقة من حقهم الإنساني الأساسي في العيش بسلام وأمن وكرامة وحرية، وسيكون الثمن غاليا جدا على الجميع إذا ما خيبت الآمال مرة أخرى. فشعوبنا تريدنا أن نلبي تطلعاتهم. ونحن قادرون على فعل ذلك، إذا ما تم التعامل مع المفاوضات بحسن نية، وجدية وشجاعة.انتهى.

كلمة محمود عباس أود في البداية أن أشكر الرئيس أوباما على دعوتنا واستضافتنا هنا اليوم، تمهيدا لإطلاق مفاوضات الوضع الدائم للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي حول كل قضايا الوضع النهائي خلال عام، واستنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة والقانون الدولي. نتقدم نحو إطلاق هذه المفاوضات غدا ونحن مدركون للمصاعب والمحاذير والعقبات التي تقف أمامنا ومستوعبون لدروس التجارب السابقة. ونؤكد هنا باسم منظمة التحرير الفلسطينية أننا سنعمل بكل تصميم وجدية ونية صادقة من أجل إنجاح هذه المفاوضات. ونجدد التزامنا بتنفيذ كل ما ترتب علينا من التزامات وندعو جيراننا، الجانب الإسرائيلي، لتنفيذ التزاماته خاصة وقف الأنشطة الاستيطانية كافة، مؤكدين أن الدعوة لتنفيذ الالتزامات، وكذلك رفع الحصار المفروض على غزة وإنهاء الإغلاق والحواجز التي تخالف حق الفلسطينيين في الحياة والتحرك، لا تشكل شروطا مسبقة وإنما هي تنفيذ لتعهدات والتزامات سابقة، وأننا سنبذل كل جهد ممكن وبلا كلل أو ملل، كي تصل إلى غايتها وأهدافها في معالجة جميع القضايا، قضايا المرحلة النهائية: القدس، واللاجئين، والمستوطنات، والحدود، والأمن، والمياه، ومن ثم الإفراج عن جميع المعتقلين، بغية تحقيق السلام الذي تتوق إليه شعوب منطقتنا، السلام الذي يحقق الحرية والاستقلال والعدالة للشعب الفلسطيني، في وطنه وفي الشتات، الذي يعاني أشد المعاناة منذ عقود، السلام الذي يصحح الظلم التاريخي الذي ألحق بشعبنا، والسلام الذي يحقق الأمن والأمان له وللشعب الإسرائيلي ويفتح أمامهما وأمام شعوب المنطقة حقبة من السلام العادل على المسارات كافة، وحقبة من الاستقرار والتقدم والرخاء. إن تصميمنا هذا يستمد تشجيعا كبيرا من عزيمتكم، فخامة الرئيس أوباما، وجهدكم المتواصل منذ توليتم الرئاسة، والروح الوثابة التي أطلقتموها في العالم، ومن رعايتكم لهذه المفاوضات مباشرة وعبر الدور المتميز للسيدة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، والسيناتور ميتشل وطاقمه. إن مشاركة فخامة الرئيس مبارك وجلالة الملك عبد الله دلالة على الدور الجوهري والفاعل والمتصل، لجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية في دعم فرص تحقيق السلام، وهو دور متصل بالموقف الذي عبرت عنه مبادرة السلام العربية التي جسدت إجماع الدول العربية، وبالتالي الدول الإسلامية أيضا، على تحقيق السلام الشامل والعادل على كل المسارات في منطقتنا، بما في ذلك المسار السوري - الإسرائيلي والمسار اللبناني - الإسرائيلي، وقدمت فرصة مخلصة وثمينة لصنعه. كما أن حضور السيد توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية، معنا اليوم مؤشر بالغ الدلالة، وهو الذي يتابع بجهود مشكورة منذ سنوات ما تقوم به السلطة الفلسطينية من عمل استثنائي لبناء مؤسسات الدولة. لقد آن أوان صنع السلام، وآن أوان إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، ونيل الشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال والعدالة، آن الأوان لأن تقوم دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، إلى جانب دولة إسرائيل، آن الأوان لوضع حد نهائي للصراع في منطقة الشرق الأوسط. إن الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه في الحرية والاستقلال، هو الأكثر احتياجا للأمن والعدل والسلام، لأنه الضحية والأكثر تضررا من استمرار دوامة الحروب والعنف، وهو يرسل رسالة إلى جيراننا الإسرائيليين وإلى العالم بأنه الأحرص أيضا على تدعيم فرص نجاح المفاوضات، وإنجاز اتفاق السلام العادل في أسرع وقت ممكن، بهذه الروح سنعمل لإنجاح هذه المفاوضات، وبهذه الروح نثق في أننا قادرون على تحقيق مهمتنا التاريخية الصعبة، صنع السلام في أرض السلام. السيد نتنياهو، ما حصل بالأمس أدنّاه إدانة شديدة، وما حصل اليوم ندينه أيضا، ولا نريد إطلاقا أن تراق قطرة دم لا من الإسرائيليين ولا من الفلسطينيين، نريد سلاما بينهم وعيشا طبيعيا بينهم، نريد أن نعيش شركاء وجيرانا إلى الأبد، دعنا نوقع اتفاقا نهائيا للسلام وننهي حقبة طويلة من الصراع، وإلى الأبد.

* كلمة نتنياهو

* أنا سعيد جدا بأن أكون هنا اليوم للبدء في الجهود المشتركة لتحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

أود أن أبدأ بشكر الرئيس أوباما لجهوده التي لا تكل لاستئناف مفاوضات السلام. وأريد أن أشكر وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والسيناتور جورج ميتشل، والكثير من أفراد فريق إدارة أوباما، بالإضافة إلى توني بلير مبعوث الرباعية، الذي عمل بجد لجمع الفلسطينيين والإسرائيليين معا اليوم. وأود أيضا أن أشكر الرئيس حسني مبارك والملك عبد الله لدعمهما الحثيث ذي المعنى للترويج للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وأنا أقدر عميق التقدير حضوركم اليوم. أبدأ بالكلمة العبرية للسلام (شالوم).. هدفنا هو السلام.. هدفنا هو تحقيق سلام دائم وثابت بين الإسرائيليين والفلسطينيين. نحن لا نريد هدنة قصيرة بين حربين، لا نريد فترة لالتقاط الأنفاس بين أعمال الإرهاب، نريد سلاما ينهي الأزمة بيننا إلى الأبد. نسعى إلى سلام يستمر لأجيال.. جيلنا وجيل أولادنا والجيل الذي يليه.

هذا هو السلام الذي يسعى إليه شعبنا بلا كلل. هذا هو السلام الذي تطمح إليه شعوبنا.. هذا هو السلام الذي يستحقونه. الآن السلام الدائم هو سلام بين شعوب، بين الإسرائيليين والفلسطينيين. علينا أن نتعلم كيف نعيش معا، نعيش جنبا إلى جنب ومع بعضنا بعضا، لكن كل سلام يبدأ بقادة.

الرئيس عباس أنت شريكي في السلام الذي يعود إلينا بمساعدة أصدقائنا، لإنهاء الأزمة المؤلمة بين شعبينا، ونمنحهما بداية جديدة، إن الشعب اليهودي ليس غريبا في أرض الأسلاف والأجداد. لكننا نقر بوجود شعب آخر يشاطرنا هذه الأرض. جئت إلى هنا اليوم لأجد حلا تاريخيا يمكّن شعبينا من العيش بسلام وأمن وكرامة، ولم آت إلى هنا لاختلاق جدل، جئت إلى هنا لصنع السلام ولم آت إلى لعبة إلقاء اللوم، حيث الفائز خاسر، الكل سيخسر من دون السلام. وجئت إلى هنا لتحقيق السلام الذي سيأتي بالمنافع والفوائد إلينا جميعا.

لم آت إلى هنا لاختلاق الأعذار أو صنعها، جئت لكي أجد الحلول. أنا عارف بتاريخ أزمتنا والتضحيات التي قدمت. أعرف الحزن الذي أصاب الكثير من الأسر التي فقدت الأحباء والأعزاء، بالأمس فقط 4 إسرائيليين فقدوا أرواحهم، من بينهم امرأة حبلى، وامرأة لستة أطفال.. بوحشية على أيدي إرهابيين متوحشين. وقبل ساعتين كان هناك هجوم إرهابي، ونشكر الله أن أحدا لم يمت فيه. ولن أدع الإرهابيين يسدون طريق السلام، وكما أثبت هذان الحدثان مجددا، فإن السلام لا بد أن يدعم بالأمن.

أنا مستعد لأن أسير في طريق السلام، لأني أعرف ما يمكن أن يعنيه السلام لأطفالنا وأحفادنا، أعرف أنه سيفتح بداية جديدة يمكن أن تطلق فرصا غير مسبوقة للإسرائيليين والفلسطينيين وكل شعوب المنطقة ومن وراءها. وأعتقد أنه سيكون له تأثيره على مجمل العالم. إذا عملنا معا فإننا سنستغل الفوائد العظيمة التي يوفرها لنا موقعنا الفريد تحت هذه الشمس، نحن ملتقى 3 قارات ومفترق التاريخ ومفترق المستقبل. إن جغرافيتنا وتاريخنا وثقافتنا ومناخنا ومواهب شعوبنا يمكن أن تنطلق لتخلق فرصا غير عادية في مجالات السياحة والتجارة والصناعة والطاقة والمياه، وفي الكثير من المالات. لكن لا بد من حماية السلام من أعدائه، نريد أجواء رام الله مليئة بالأبراج السكنية لا الصواريخ. ونريد شوارع الضفة الغربية تطفح بالتجارة لا بالإرهابيين. هذا ليس طلبا نظريا لشعبنا، خرجنا من لبنان ولاقينا الإرهاب، وغادرنا غزة وواجهنا الإرهاب، ونريد أن نكون متأكدين من أننا لن نترك الأراضي التي سنتنازل عنها لتتحول إلى جيب إرهابي مسلح ترعاه إيران في قلب إسرائيل، وموجه إلى كل واحد منا يجلس على هذا المنبر. ولهذا فإن السلام الذي يمكن الدفاع عنه بحاجة إلى ترتيبات أمنية، يمكن أن نتحمل تجارب الزمن والكثير من التحديات التي بالتأكيد ستواجهنا. وسيكون هناك الكثير من التحديات الكبير منها والصغير، دعونا، لن نقع في مستنقع كل خلاف بيننا. دعونا نوجه شجاعتنا وتفكيرنا وقراراتنا نحو تلك القرارات التاريخية التي تنتظرنا. هناك الكثير من المشككين. الشيء الوحيد أيها السيد الرئيس الذي ليس لدينا نقص فيه هو المشككون. هذا شيء نحن معتادونه، هناك الكثير من المشككين، ولكن ليس لدي شك في أن السلام ممكن.