باكستان: الأغنياء حولوا مجرى المياه في اتجاه قرى غير محمية لإنقاذ محاصيلهم

الأمم المتحدة تحذر من تباطؤ المساعدة الدولية لضحايا الفيضانات

TT

دعا سفير باكستان لدى الأمم المتحدة، عبد الله حسين هارون، لإجراء تحقيق في مزاعم تفيد بأن الأغنياء من مالكي الأراضي في باكستان، قد حولوا مجرى المياه في اتجاه القرى غير المحمية خلال الفيضانات الأخيرة، وذلك لإنقاذ محاصيلهم الزراعية.

وأضاف حسين هارون في حديث لـ«بي بي سي» أن هناك أدلة على أن هؤلاء المالكين سمحوا بتفجير السدود، كي تتدفق المياه بعيدا عن أراضيهم. ولقي أكثر من 1600 شخص حتفهم في الفيضانات التي أضرت بنحو 17 مليونا من سكان باكستان.

وقال هارون لـ«بي بي سي» إن الفيضانات «لم تصب على مر السنين الأقوياء والأثرياء»، وأشار إلى اعتقاد بأنه «في بعض المناطق، فإن المحصنين سمح لهم وسمحوا بتحويل مسار المياه إلى الجانب المقابل لجرها بعيدا. إذا كان هذا ما حصل، فعلى الحكومة فتح تحقيق» في الأمر.

وغطت الفيضانات، عندما بلغت أوجها، خمس مساحة باكستان، وهي رقعة بحجم دولة إيطاليا. وبدأت المياه بالتدفق في بحر العرب، مما أدى لانخفاض منسوب الأنهار نسبيا في بعض المناطق، فيما تستمر فيضانات في إقليم السند.

إلى ذلك، حذرت الأمم المتحدة من أن المساعدة الدولية لضحايا الفيضانات التي لا تزال تغمر قسما من باكستان، تتباطأ فيما دخلت الأزمة الإنسانية مرحلة حساسة تجعل من ملايين المنكوبين مهددين بالموت، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وبعد أكثر من شهر على هطول الأمطار الموسمية الغزيرة التي غمرت أكثر من 20 في المائة من أراضي بلد تعداد سكانه نحو 170 مليون نسمة، بدأت المياه تنحسر من الشمال والوسط، وبالتراجع في وادي السند جنوب المنطقة الأكثر تضررا. لكن مع 18 مليون شخص تأثروا بالفيضانات، بينهم ثمانية ملايين بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة و4.8 مليون دون مأوى، فإن «الأزمة الإنسانية لم تنته بعد ودخلت مرحلة حساسة» حسبما حذرت تامي هاسلفيلد، التي تتولى رئاسة منتدى باكستان الإنساني، هيئة تنسيق المساعدات بين المنظمات غير الحكومية الناشطة في هذا البلد. وأضافت «في حال لم نتحرك بسرعة فإن أطفالا وأشخاصا تضرروا من هذه الفيضانات قد يموتون».

وقالت الأمم المتحدة إن المساعدات الإنسانية «تتباطأ، في حين نكتشف يوما بعد يوم» حجم الكارثة. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن «الأموال التي تقدم شهدت ركودا»منذ 10 أيام. وتابع المصدر أن النداء الذي وجهته الأمم المتحدة في 11 أغسطس (آب) الماضي لجمع 460 مليون دولار لعملياتها العاجلة لم يلب سوى بـ63.4 في المائة حتى هذا اليوم. والحاجات ضخمة وعمليات الإغاثة تبقى معقدة جدا في هذا البلد الذي دمرت الفيضانات الآلاف من طرقاته وجسوره وتشرد كل يوم عددا من الأشخاص.

وقال مانويل بيسلر، مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، «نظرا إلى عدد المحتاجين فإن حجم هذه العملية الإنسانية غير مسبوق». ويخشى مسؤولون من أن يتحول النقص الحاد في المواد الغذائية وسوء التغذية اليوم إلى مجاعة في الأشهر المقبلة.

وقالت جوزيت شيران، المديرة العامة لبرنامج الأغذية العالمي، إن «الأشخاص خسروا محاصيلهم وإيراداتهم، مما يجعلهم عرضة للجوع».

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن المزارعين الباكستانيين «بحاجة ماسة» إلى بذور القمح، لأن البلاد «قد تخسر محاصيل سنة بكاملها». وفي إقليم السند الجنوبي وعلى الأخص في وادي نهر السند الأدنى، الذي فاض في الأيام الأخيرة إلى 40 ضعفا من حجمه المعتاد، أجلي ملايين الأشخاص من القرى والمدن الكبرى وتركوا لحالهم على الرغم من بدء المياه في الانحسار منذ يومين.

وفي منطقة ثاتا التي تأثرت بشكل خاص، غمرت المياه جاتي ووصلت إلى بعد كيلومترين من مدينتي شوهار وجمالي اللتين أخليتا من السكان، حسبما أعلنت السلطات المحلية.