السلفيون ينفون امتلاكهم أسلحة متوسطة أو ثقيلة.. ويؤكدون العمل «تحت أجنحة الأحزاب العلمانية»

دقماق وبكري يردان على عون باسم كل السلفيين في لبنان

TT

نفى الشيخ بلال دقماق، رئيس جمعية «اقرأ» من طرابلس أمس، وباسم كل السلفيين في لبنان، أن يكون هؤلاء مسلحون بأسلحة متوسطة أو ثقيلة، قائلا: «إن السلاح الفردي يحمله كل اللبنانيين، وليس حكرا على السلفيين فقط». كما نفى الداعية عمر بكري، باعتباره خبيرا في الجماعات الإسلامية، أن يكون في لبنان «سلفيون جهاديون أصلا»، معتبرا أن «السلفيين في لبنان يعملون تحت أجنحة الأحزاب العلمانية الموجودة في البلد، وأحزاب أخرى، فمنهم من يناصر تيار المستقبل، ومنهم من عقد اتفاقا، ذات يوم، حتى مع حزب الله، وهم منخرطون في النظام السياسي الوطني التعددي. وهذا في حد ذاته ينافي المبادئ السلفية الجهادية ومنطق تنظيم القاعدة». وأكد بكري أنه «ليست هناك منظومة إمارة إسلامية في لبنان».

جاءت هذه التصريحات في مؤتمر صحافي عقده دقماق مع الداعية بكري في طرابلس أمس للرد باسم السلفيين على الجنرال ميشال عون، الذي كان قد تساءل في معرض كلام له عمن يدعون إلى جعل بيروت منزوعة السلاح «لماذا لا يكون لبنان منزوع السلاح؟ ومم تشكو طرابلس لتكون منزوعة السلاح وكل المناطق الداخلية، ليبقى من يسهمون في الدفاع عن لبنان يحملون السلاح؟». وتساءل عون عن «الغاية من سلاح السلفيين الموجود في طرابلس وأكروم وعكار ومناطق أخرى»، معتبرا أن «اجتزاء الأمن يجب ألا يحصل، لأن فكرة الأمن شاملة كل الأراضي اللبنانية، والأمن يجب أن يأتي بثقة شاملة».

ورد دقماق على اتهامات الجنرال عون بالقول: «ما قاله عون عن السلاح صحيح، ولكنه لم يسم الجهة الحقيقية التي تمتلك السلاح، ألا وهم حلفاؤه من الحزب العربي الديمقراطي وجبهة العمل الإسلامي والقوميون والبعثيون والأحباش». وأضاف دقماق: «نقول للحكومة ورئيسها، إما أن تكونوا أنتم من يملك قرار السلم والحرب أو تكون الفوضى الأمنية هي الغالب في البلد». وقبل أن يتحدثوا عن نزع السلاح من السلفيين نتمنى عليهم أن ينظروا في أمر الموقوفين الإسلاميين في السجون، الذين لم يرتكبوا ما ارتكبه غيرهم».

واعتبر الداعية عمر بكري أن «منظومة الجيش والشعب والمقاومة في مواجهة إسرائيل التي يدعو إليها حزب الله تصلح في بلد علماني، أما لبنان فهو بلد علماني يقوم نظامه على أساس طائفي ومذهبي، وهذه التقسيمات لا تسمح بقيام مقاومة تشمل كل الناس» وأضاف بكري «خلال حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 طلبنا أن يسمح لنا نحن أهل السنة بالتسلح للمقاومة ولم يسمح لنا. لأن السلاح ممنوع علينا من أميركا والغرب. ونحن نتساءل اليوم، لماذا تبحث الدولة اللبنانية عن سلاح للجيش اللبناني لحماية لبنان والسلاح موجود بيد حزب الله؟ لماذا لا يسلح الجيش بسلاح المقاومة الموجود والمتوفر؟ ولماذا لا تنضم المقاومة إلى الجيش وتعمل تحت إمرته؟». يأتي رد دقماق وبكري اللذين اعتبرا أنهما يتكلمان باسم كل السلفيين في لبنان بعد جدال لبناني سياسي مستمر، منذ المعارك التي اشتعلت بين حزب الله والأحباش في منطقة برج أبي حيدر في بيروت يوم الأربعاء 24 أغسطس (آب) الماضي. وهي معارك اعتبرت الأعنف منذ أحداث السابع من مايو (أيار) 2008، التي وضعت حزب الله وحلفاءه في مواجهة أنصار الحريري وحلفائه، وتسببت في مقتل أكثر من مائة. وهو ما استجر كلاما من حلفاء حزب الله حول تسلح فئات خارج العاصمة، وتحديدا السنة، وهو ما ينفيه السلفيون، حيث قال دقماق في المؤتمر الصحافي أمس: «إن السلفيين بقرار ضمني منهم، وقرار دولي وحكومي، ممنوع عليهم حمل السلاح ولو كان فرديا».