نائب ميتشل استطلع وجهة نظر دمشق حول الموقف الأميركي من المسار السوري

في زيارة لم تعلن عنها سورية

TT

لم تعلن سورية عن زيارة فريدريك هوف، نائب مبعوث السلام الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل، إلى دمشق ولقائه مع وزير الخارجية وليد المعلم أول من أمس الأربعاء، وبحثه عملية السلام في المنطقة، وهو ما فسره مراقبون في دمشق بأنه نتيجة موقف سورية الذي لا يرفض ولا يؤيد عملية المفاوضات المباشرة الإسرائيلية - الفلسطينية، باعتبار ذلك شأنا فلسطينيا. وفيما يخص لقاء هوف - المعلم قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن فريدرك هوف زار سورية لاستطلاع وجهة نظرها حول الموقف الأميركي من عملية السلام على المسار السوري ضمن الإطار الذي أعلنه مبعوث السلام جورج ميتشل أول من أمس الأربعاء في واشنطن بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما لديه رغبة «في التوصل إلى سلام في كل المنطقة وليس فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، حيث قال «عندما أعلن الرئيس تعييني بعد يومين من تسلمه السلطة، تحدث عن سلام شامل حدده بأنه بين إسرائيل والفلسطينيين وبين إسرائيل وسورية وبين إسرائيل ولبنان، وأن تكون إسرائيل في سلام وتقيم علاقات طبيعية مع جميع جيرانها العرب، وهذا الأمر ما زال هدفنا». وقالت المصادر المطلعة إن هوف وضع المعلم في صورة أجواء واشنطن، مشددا على التزام إدارة أوباما «بتحقيق سلام شامل في المنطقة».

ويشار إلى أن سورية لم تعبر حتى الآن عن موقفها من المفاوضات المباشرة، ولم تعلن عن زيارة هوف ولا عن وجهة نظرها حول ما تطرحه إدارة أوباما، مع العلم بأن هذا اللقاء يعد الثاني لهوف مع المعلم خلال شهر تقريبا.

وكان ميتشل إثر لقاءاته مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وأطراف العملية السياسية في واشنطن أول من أمس دعا إلى استئناف العملية التفاوضية مع إسرائيل على المسارين السوري واللبناني. وقال ميتشل للصحافيين في البيت الأبيض «فيما يتعلق بسورية، جهودنا مستمرة في محاولة لدفع إسرائيل وسورية إلى محادثات ومفاوضات تؤدي إلى سلام، وكذلك الأمر بين إسرائيل ولبنان».

من جانب آخر، ومع بدء المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية في واشنطن، حذرت لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني وتحالف القوى الفلسطينية - تضم ثمانية فصائل من ضمنها حركتا حماس والجهاد الإسلامي - من نتائج هذه المفاوضات، واعتبرت الفصائل الفلسطينية المعارضة «أن أي نتائج لن تكون ملزمة» للشعب الفلسطيني. ووصفت في بيان صدر عنها أمس الخميس المفاوضات في واشنطن بـ«الكرنفال»، معتبرة «مشاركة الفريق الفلسطيني المفاوض فيه «لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا تعبر عن إرادته»، وأنها «خروج عن موقف الإجماع الوطني، وتغطية للعدوان والاستيطان والحصار». وقال البيان الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه «الاستمرار في هذه المفاوضات يهدد مستقبل القضية الوطنية والحقوق الفلسطينية ومسيرة مقاومة الاحتلال». ودعت القوى الفلسطينية المعارضة والموجودة في دمشق إلى حشد كل الطاقات «من أجل مواجهة المخاطر الناجمة عن هذه المفاوضات».

ومن جانبها، أصدرت «جبهة النضال الشعبي الفلسطيني» بيانا أعلنت فيه رفضها للمفاوضات، وقالت إنها «تتناقض مع موقف الإجماع الوطني وتشكل تغطية للعدوان والاستيطان»، و«تلحق أفدح الأخطار بمستقبل القضية الفلسطينية»، محذرة من «النتائج الكارثية» لهذه المفاوضات، داعية كل القوى والفصائل الفلسطينية «للاضطلاع بالمسؤوليات التاريخية لإحباط ما تخطط له الدوائر الأميركية والصهيونية من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية».