«الأصالة والمعاصرة المغربي» يأمل في ضم مليون عضو ليصبح أكبر قوة سياسية في البلاد

بيد الله الأمين العام: لدينا مشكلات داخلية لأننا نجتاز فترة مراهقة سياسية

TT

أقر محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (معارضة برلمانية) بوجود مشكلات داخلية في حزبه، وذلك لأول مرة منذ تأسيسه.

وعزا بيد الله، وهو أيضا رئيس مجلس المستشارين، ذلك إلى «مشكلات وتناقضات عرفها الحزب في الآونة الأخيرة في مدن الدار البيضاء وفاس ومناطق أخرى». وقال إن الحزب «يجتاز فترة المراهقة بعد مضي أقل من سنتين على تأسيسه»، بيد أنه أكد أن عضويته في تزايد مستمر.

وتجنب الشيخ بيد الله، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية خلال لقاء حزبي في الدار البيضاء، الحديث عن «حملة التطهير» التي عرفها الحزب أخيرا، التي أسفرت عن اتخاذ قرارات تأديبية وصلت إلى فصل بعض القياديين، إضافة إلى أعضاء مجالس بلدية وقروية. وشدد بيد الله على أهمية المرحلة التي يجتازها الحزب باعتبارها مرحلة استكمال بنائه التنظيمي ليكون في مستوى الطموحات التي رافقت تأسيسه. وقال: «المرحلة التي نعيشها الآن مهمة، حزبنا الآن هو الضابط للإيقاع السياسي في بلادنا يمينا ويسارا، وميلاده خلق توقعات تتولد عنها مسؤوليات أكبر وأصعب فيما يتعلق بآمال الناس».

وأشار بيد الله إلى أن أكبر تحدٍّ يواجهه الحزب يتمثل في توظيف النجاح الباهر الذي حققه، على الرغم من أنه حديث النشأة، وقال: «في ظرف أقل من عامين من تأسيسه، أصبح حزبنا أكبر قوة سياسية في المغرب».

ويبلغ عدد أعضاء الحزب في المجالس البلدية 6032 عضوا، ويترأس الحزب 499 بلدية، وصوّت عليه في الانتخابات البلدية الأخيرة 1.15 مليون ناخب. ويقول بيد الله: «نحن الآن قطب الرحى فيما يتعلق بالعمل السياسي، ولكن يجب الاحتراس حتى لا نتقهقر كما يقع للأحزاب التي لها ثقة مفرطة في برامجها وأطرها وسياستها. نحن في مرحلة البناء، أوصلنا هذا البناء إلى سنام المشهد السياسي في بلادنا، بمواطنين ومناضلين من جميع أنحاء المغرب، وعبر وجود ميداني كبير ومتميز جدا، وفريقين برلمانيين كبيرين ومهمين رفعا من وتيرة العمل على صعيد البرلمان بمجلسيه».

وأضاف بيد الله أن نتائج الانتخابات الجزئية التي عرفها المغرب أخيرا كشفت عن استعداد الحزب واستمرار جاذبيته، حيث عرف تقدما، في الوقت الذي تراجعت فيه أحزاب أخرى. وأشار إلى أن على الحزب أن يواصل الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة في 2012 و2015 «بنكهة جديدة وبنظرة جديدة للمستقبل، وتهيئة التنظيم ليتمكن من الإعداد لهذه المحطات في جو تسوده روح المسؤولية والروح النضالية واستحضار الطموحات الكبيرة التي تولدت عن ميلاد الحزب»، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن الحزب قرر تأجيل مؤتمره العام في انتظار استكمال هياكله المحلية وعقد مؤتمراته المحلية، التي يعتزم تنظيمها على أسس صلبة وعلى أساس حصر دقيق للأعضاء. وقال أيضا إن الحزب قرر تأجيل مؤتمره الوطني لحين استكمال كل المؤتمرات المحلية والإقليمية، وذلك بهدف الوصول إلى تنظيم «مؤتمر وطني بمواصفات عصرية ينطلق من القاعدة وتسود فيه الديمقراطية وتساوي الحظوظ، وننتهي من مرحلة التوافق والذهاب والإياب بين المشكلات المحلية والإقليمية والوطنية» على حد تعبيره.

وقال: «لا يمكن أن نستمر بنفس الاستعداد دون أن نتمكن من استكمال تنظيم حزبنا على الصعيد المحلي والإقليمي والوطني بصورة دقيقة وعلمية وعصرية، حتى نتمكن من خلق روابط مستمرة تضمن تدفق المعلومات بين القيادة والقاعدة».

وقال بيد الله إن الحزب مستمر في تحقيق هدفه الرامي إلى أن يضم مليون عضو، مشيرا إلى أن عدد الأعضاء الحزب في الرباط وحدها بلغ 22 ألف عضو.