انفجار داخل مبنى في جنوب لبنان.. وأنباء عن استخدامه من حزب الله كمخزن للسلاح

يعتبر الثالث من نوعه خلال عام في منطقة جنوب الليطاني الخاضعة للقرار «1701»

TT

في حادث هو الثالث من نوعه في منطقة جنوب الليطاني التابعة لنطاق عمل قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، وخلال فترة زمنية تتجاوز العام الواحد بقليل، دوى، أمس، انفجار في بلدة الشهابية، قضاء صور، في مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق، رجحت الأنباء الواردة، أمس، استخدامه من قبل حزب الله كمخزن أسلحة.

وسارع مكتب حزب الله الإعلامي إلى نفي وقوع أي إصابات، جاء في بيان مقتضب: «تنفي العلاقات الإعلامية في حزب الله ما تداولته وسائل الإعلام حول وقوع شهداء أو جرحى في الحريق الذي حصل في بلدة الشهابية». وأضاف: «يقوم الجيش اللبناني بالتحقيق في الحريق لمعرفة ملابساته». ولم يؤكد الحزب أو ينفي في البيان ما إذا كان الحريق وقع في منزل أحد المنتمين لحزب الله. ولم يتطرق الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في كلمته التي ألقاها بعد ظهر أمس في بيروت بمناسبة يوم القدس، إلى الانفجار الذي وقع في الشهابية.

وفي حين أعاد هذا الانفجار التذكير بانفجارين سبق أن شهدتهما المنطقة في بلدتي خربة سلم (14 يوليو [تموز] 2009) وطير فلسيه (12 أكتوبر [تشرين الأول] 2009)، فإن ظروف الانفجارات الثلاثة متشابهة من ناحية التضارب في المعلومات حول أسباب وقوعها وعلاقة حزب الله بها.

وتقع الشهابية، كما خربة سلم وطير فلسيه، في منطقة جنوب نهر الليطاني، الخاضعة للقرار الدولي «1701» الصادر في الثاني عشر من أغسطس (آب) 2006. ويمنع هذا القرار، الذي صدر في أعقاب «حرب يوليو» وجود أي سلاح في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني باستثناء سلاح الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل».

وعلى الرغم من إعلان المتحدث باسم «اليونيفيل»، نيراج سينغ، أن «القوة الدولية تنسق مع الجيش اللبناني وأرسلت دوريات إلى المنطقة»، فإن شاهد عيان أكد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه ليس هناك وجود لأي دوريات لـ«اليونيفيل» قرب موقع الانفجار. وأشار إلى أن الجيش اللبناني يفرض طوقا أمنيا عند المدخل الذي يؤدي من الطريق العام إلى خراج بلدة الشهابية لناحية بلدة كفردونين. وأوضح أن «عناصر الجيش اللبناني يمنعون الناس الذين يسلكون الطريق الذي يشهد حركة سير نشطة بسبب توجه الأهالي من بيروت إلى قراهم لتمضية عطلة نهاية الأسبوع، من التوقف أو النزول من سياراتهم».

وتلتقي رواية الشاهد العيان لـ«الشرق الأوسط» مع ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام (الوكالة الرسمية) في لبنان، إذ أفادت بأنه «لم يشاهد بعد أي جندي تابع لـ(اليونيفيل) في المكان، في حين حلقت مروحية تابعة لها فوق المنطقة الواقعة ضمن نطاق عملياتها». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد سكان بلدة الشهابية، يقطن قرب المبنى المتضرر، قوله إن «المنزل مستأجر من حزب الله منذ وقت طويل».

ونقلت وكالة «كونا» الكويتية الرسمية، عن مصدر عسكري لبناني رفيع المستوى، إشارته إلى أن «انفجارات متتالية وقعت في أحد المنازل في جنوب لبنان دون أن يفيد بوقوع قتلى». وأوضح أن «القوى الأمنية اتخذت تدابير احترازية إلى جانب إجراء التحقيق من الموضوع لمعرفة ملابساته»، متوقعا أن تكون تلك الانفجارات «ناجمة عن ذخائر».

وأجمعت معلومات صحافية في بيروت، أمس، على أن عناصر من حزب الله ضربوا طوقا محكما حول المكان وباشروا بإخماد النيران على مدى أكثر من ساعتين، مستخدمين المياه والتراب، ومنعوا أي شخص من الاقتراب من الموقع أو تصويره، كما صادروا أشرطة فيديو من عدد من الصحافيين.

ووفق المعلومات الأولية، فإن المنزل الذي اندلع فيه الحريق «تعود ملكيته للمواطن أحمد س، من الشهابية، وهو مؤلف من ثلاثة طوابق». وتباينت الروايات حول سبب الانفجار الذي أحدث حريقا ثم انفجارات متتالية، بين رواية تحدثت عن انفجار قارورة غاز، وأخرى عن انفجار خزان مازوت. وذكرت الوكالة الرسمية للإعلام أن «الانفجار وقع في مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق يحتوي على مخزن أسلحة».

كذلك، تضاربت المعلومات حول سقوط عدد من الجرحى، وأفادت معلومات غير رسمية عن سقوط جريحين على الأقل. وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى موقع الانفجار بعد وقوعه.

ويطرح تكرار حصول انفجارات مماثلة في منطقة جنوب الليطاني تساؤلات كثيرة عن أسبابها وظروفها، ولم يؤد التحقيق في الحوادث السابقة إلى نتائج ومعلومات واضحة. ففي يوليو 2009، وقع انفجار في أحد المنازل في بلدة خربة سلم، يستخدمه حزب الله كمخزن للأسلحة. وتباينت المعطيات عن الأسباب بين «احتكاك كهربائي، في مبنى لتخزين أسلحة وذخائر»، وبين كونه «ناتجا عن انفجار قنابل عنقودية خلفتها إسرائيل بعدما قام مواطنون من المنطقة بجمعها».

وفي بلدة طير فلسيه، دوى انفجار في 12 أكتوبر 2009 في مرأب منزل مواطن من آل عيسى. وفي حين نفى حزب الله أن يكون مستودعا للأسلحة، بث الجانب الإسرائيلي شريط فيديو التقطته طائرة من دون طيار، يظهر، وفق الرواية الإسرائيلية، عناصر من حزب الله ينقلون أسلحة وعتادا عسكريا من داخل المنزل إلى شاحنة بعد الانفجار لتهريبها.

وفي 26 ديسمبر (كانون الأول) 2009، شهدت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت انفجارا في مبنى تشغل حركة حماس أحد طوابقه، وأدى إلى سقوط ناشطين في صفوف الحركة، من دون أن تتضح الأسباب.