نصر الله: لسنا معنيين بأسئلة المحكمة.. إذا كان القضاء اللبناني صندوق بريد بيننا وبينها

ربط بين زيارة نجاد وتسليح الجيش.. ووصف المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنها ولدت ميتة

TT

قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إن حزبه ليس معنيا بالمحكمة الدولية ولا بالإجابة عن طلبات المدعي العام، دانيال بلمار، محذرا القضاء اللبناني من أن يكون «صندوق بريد».

وفي إطلالة، أمس، بمناسبة يوم القدس العالمي، جدد نصر الله الإشارة إلى أن حزب الله غير معني «بالتحقيق الدولي ولا بالمحكمة، وغير معنيين بالإجابة عن طلبات مدعي عام المحكمة، نحن قدمنا ما لدينا من قرائن للقضاء اللبناني بناء على طلب القضاء اللبناني». وأضاف: «إذا كان لدى القضاء اللبناني أسئلة تعنيه كقضاء لبناني، فنحن جاهزون، أما إذا كان صندوق بريد بيننا وبين المحكمة الدولية، فنحن لسنا جاهزين، لأننا غير معنيين بالمحكمة».

وأشار إلى «إننا لم نذهب بقضية الإمام موسى الصدر إلى المحكمة الدولية، فقد عرض على بري أن يتم معالجة الموضوع بالدولارات، ولكننا لا نبيع قادتنا ولا حتى أطفالنا بملايين من الدولارات». وأوضح أن «عائلة الإمام لجأت إلى القضاء اللبناني»، معلنا تأييده «الدعوة إلى مقاطعة أي قمة عربية في ليبيا، وكل كلمة قالها الرئيس نبيه بري في هذه المسألة، سواء على المستوى القضائي أو السياسي، فالقضاء يجب أن يتحمل مسؤوليته عن قادة لبنانيين اختطفوا».

وفي إطلالته الأولى بعد أحداث برج أبي حيدر بين حزب الله و«الأحباش» الذي أوقع 3 قتلى، أسف نصر الله لـ«التوظيف السياسي لحادث فردي لم يكن صغيرا، ولكنه ليس بالضخامة التي أثيرت في الوسائل الإعلامية». وانتقد «بعض من يخرج ليقول إنه يريد حل ملف السلاح بعد حادثة برج أبي حيدر»، مشددا على أن «هذه الملفات لا تعالج على هذا النحو، وهذه المنهجية خاطئة». واستغرب كيف أن «لبنان الذي كانت تفرض عليه الشروط للتسليح، عندما تحدثنا عن تسليح إيران للجيش بدأوا بوضع الشروط على إيران»، مؤكدا الإصرار على المعادلة الماسية «الجيش والشعب والمقاومة».

وقال إن ما حصل أنها «حادثة فردية لا خلفية لها وكل ما سمعتموه من تحليلات سياسية هؤلاء ناس فاشلون ومحبطون، فهم أدوات صغيرة في مشروع كبير». وطمأن إلى أن «القيادتين، الإيرانية والسورية، أكثر إيمانا بصوابية تحالفهما، والعلاقة بين المقاومة وسورية، بعض الأطفال يريدون اللعب بهذه العلاقة، وأقول لكم، لم يأت يوم كانت فيه العلاقة مع سورية بهذه القوة (فليخيطوا بغير هالمسلة)». ودعا إلى «التهدئة والهدوء، فالموضوع أخذ مساره والقضاء وضع يده على الملف، ولا أحد يريد إلغاء أحد أو تجاوز أحد».

وأوضح أن «ملف السلاح شائك من قبل أن يولد الكثيرون، وأصبح معقدا مع الحرب اللبنانية، وزاده تعقيدا العدو الإسرائيلي، وملف بهذا الحجم بحاجة إلى حكمة ووقت». وانتقد «من يقوم بالتوظيف والاستغلال لحادثة برج أبي حيدر»، معتبرا أن «ما جرى يمزق ولا يلم الشمل». وأضاف: «أريد أن أقول مشاعري لمن أخطأ بعد الحادثة: بعضهم لا نعتب عليه، ولكن البعض الآخر أقول له إنه لم يضع ملحا في الجرح، بل وضع ملحا على السكين ووضعها في قلبنا».

وفي ما يتعلق بتسليح الجيش، أكد «تأييد الدعوة إلى تسليحه وتمكينه ليدافع عن الأرض اللبنانية»، مطالبا «مجلس الوزراء بتشكيل وفود وزارية لطلب مساعدة عربية». وقال: «بسبب لبنان يستطيع كل عربي أن يعتز بأنه عربي، فما المشكلة؟ من واجبهم أن يساعدونا»، وسأل: «ماذا تعطينا أميركا؟ الإخوة في إيران أعلنوا استعدادهم للمساعدة بناء على طلب للحكومة اللبنانية»، موضحا أن «الرئيس نجاد سيأتي بعد أسابيع إلى لبنان»، داعيا إلى أن «نكون جاهزين لحوار جدي لتسليح الجيش اللبناني».

وعلق نصر الله أيضا على المفاوضات المباشرة التي انطلقت في واشنطن بين الإسرائيليين والفلسطينيين، واعتبر أنها «ولدت ميتة واستهدافاتها واضحة، والتوظيف السياسي الأميركي والحاجة الأميركية والإسرائيلية السياسية لها واضحة، وللأسف بعض الحاجة العربية الرسمية لها واضحة وآخر ما تعنيه هذه المفاوضات هي فلسطين». وقال: «المفاوضات مع هذا العدو الإسرائيلي المستعلي والطاغي والمستبد الذي يمتلك هذا المستوى من التأييد الغربي لا نتيجة له سوى إعطاء المزيد من الشرعية التي ليست شرعية لهذا الكيان»، لافتا إلى أن «أغلبية الفصائل الفلسطينية رفضت هذه المفاوضات، حتى الفصائل التي ليس لديها نقاش حول المبدأ أعلنت رفضها هذه المفاوضات، وكل استطلاعات الرأي أوضحت أن أغلبية الشعب أعلن رفضه للمفاوضات وبالتالي لا قيمة لها».