الموقف اللبناني الرسمي من المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية ينتظر قرار مجلس الوزراء

حزب الله يرفضها جملة وتفصيلا.. وتضارب بين مواقف رئيسي الجمهورية والحكومة

TT

لم يتضح بعد موقف لبنان الرسمي من المفاوضات المباشرة التي انطلقت بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في واشنطن برعاية الرئيس الأميركي باراك أوباما. وفي وقت أبلغ فيه رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، في وقت سابق، مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية «عدم تغطية لبنان هذه المفاوضات أو مباركته لها» مبديا شكوكه حولها، أعلن رئيس الحكومة، سعد الحريري، في خطاب ألقاه في حفل إفطار دار الأيتام الإسلامية، الذي أقيم الأسبوع الماضي، ترحيبه بها.

وأوضح النائب عن كتلة المستقبل التي يتزعمها الحريري، عمار حوري، موقف رئيس الحكومة قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إن ما قاله رئيس كتلته لا يندرج في إطار الترحيب، كما لا يمكن تفسيره بأنه ضد هذه المفاوضات». وقال: «نحن ننظر إلى المفاوضات التي تجري في واشنطن باهتمام وعلى أساس أنها تطور إقليمي لا يمكن تجاهله، ولا بد لنا أن نراقب نتائجها ومدى تأثيرها على لبنان، مع تأكيدنا على حق العودة والوصول إلى دولة عاصمتها القدس». ودعا حوري إلى استذكار الإجماع العربي حول المبادرة العربية وحول مبادرة مدريد، وأضاف: «الموقف اللبناني يُستمد من الموقف العربي الموحد.. وعلى الجامعة العربية التحرك في هذا المجال». وكان الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، قال، أول من أمس، إن «الولايات المتحدة تسعى دائما إلى إطلاق مفاوضات سلام بين إسرائيل من جهة وسورية ولبنان من جهة أخرى». وكان مجلس الوزراء اللبناني في جلسته الأخيرة التي عقدت في قصر بعبدا تجنب التطرق إلى هذا الملف بحجة ضغط الأحداث والملفات الداخلية. وفي وقت لاحق، كشفت وزيرة الدولة، منى عفيش، أن «مجلس الوزراء سيتخذ الموقف المناسب في شأن المفاوضات الجارية في واشنطن نظرا إلى مركز لبنان في المفاوضات، حيث يجب أن يكون على اطلاع بما يجري كي لا يحصل أي اتفاق على حساب مصلحة لبنان»، مشددة على «ضرورة الحفاظ على مصلحة لبنان انطلاقا من هذه المفاوضات».

أما موقف حزب الله من الملف فعبر عنه الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، الذي رفض المفاوضات ووصفها بأنها «ميتة قبل أن تولد». وكان قد قال النائب عن الحزب، علي المقداد، إن «حزب الله يرفض هذه المفاوضات جملة وتفصيلا، خصوصا أن الراعي الأميركي هو طرف في الصراع العربي الإسرائيلي منذ عام 1948، وأن إسرائيل دولة تأسست بطريقة غير شرعية فكيف تشرع هذه الدولة وتجرى معها مفاوضات لإعطاء صاحب الحق حقه المسلوب؟».

واعتبر المقداد أن «مصير هذه المفاوضات الفشل، لأن أغلب الفصائل والقوى الفلسطينية ضدها، ولأن الراعي الأميركي هو أكبر عدو للعرب والفلسطينيين». وقال المقداد لـ«الشرق الأوسط»: «لبنان حرر أرضه بالقوة وبالمقاومة، لذلك نحن غير معنيين بهذه المفاوضات ولا نخاف منها، وإذا أرادت بعض القوى في الداخل الترحيب بها، فهذا شأنها»، مشيرا إلى أن «هذه المفاوضات تندرج في خانة تضييع الوقت لهروب نتنياهو إلى الأمام سعيا إلى كسب جولة جديدة في الداخل الإسرائيلي ومع أميركا».

من جهته، كشف مستشار رئيس حزب الكتائب، سجعان قزي، عن «معطيات تفيد بأن أميركا وإسرائيل والمفاوض الفلسطيني أبدوا ارتياحهم خلال المفاوضات للتشريعات الأخيرة التي تمت في لبنان بشأن الحقوق الفلسطينية، واعتبروا أن هذا الأمر من شأنه أن يسهل نجاح مفاوضات الحل النهائي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية». وقال قزي لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر يؤكد أن نجاح هذه المفاوضات مرتبط بإسقاط حق العودة، وهو أمر بات مفروغا منه، وهناك اتجاه لتثبيت اللاجئين في أمكنة انتشارهم وفي دول مستعدة لاستضافتهم، لذلك أي تقدم ستحرزه المفاوضات سيكون على حساب لبنان الذي يستضيف أكثر من نصف مليون لاجئ». ودعا قزي اللبنانيين إلى البقاء في حالة يقظة حيال هذه المفاوضات كي لا تأتي نتائجها على حسابه.