مصادر فلسطينية: الأجهزة الأمنية تتعرف على منفذي هجوم الخليل.. وتشن اعتقالات في مناطق «ج»

13 جناحا عسكريا تتعهد بإفشال المفاوضات بتصعيد العمل المسلح

TT

قالت مصادر مطلعة في رام الله إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت مشتبهين في علاقتهما بالهجوم الذي قتل فيه 4 مستوطنين قرب الخليل مساء يوم الثلاثاء الماضي. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه تم اعتقال أشخاص كانوا يملكون سيارة استخدمت في العملية قبل بيعها لآخر يعتقد أنه يقف وراء الهجوم ولا يزال مطاردا.

وتواصل السلطة حملة هي الأكبر منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة قبل 3 سنوات، لاعتقال قياديين وناشطين من الحركة في الضفة، ووصل عدد المعتقلين إلى أكثر من 600 حتى صباح أمس. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بعد أن سمحت إسرائيل للسلطة أمس باقتحام مدن وقرى في مناطق «ج» في الخليل تقع تحت سيطرتها، واعتقلت عشرات آخرين من حماس.

وفتحت عملية إطلاق نار ثالثة على سيارة إسرائيلية عند مستوطنة عوفرا قرب مدينة رام الله ليل الجمعة، شهية السلطة على مواصلة الاعتقالات، بداعي التوصل إلى معلومات جديدة حول خلايا مسلحة قادرة على العمل في الضفة الغربية.

واتهمت حماس في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه السلطة بتعريض المعتقلين للشبح والتعذيب الشديد، ونشرت أسماء نحو 500 منهم. وحذر إسماعيل رضوان، أحد ناطقي حماس السلطة من استمرار عمليات الاعتقال.

وتتوقع إسرائيل والسلطة شن مزيد من الاعتقالات في مدن أخرى من الضفة، بعدما تعهدت حماس مع 12 فصيلا آخر؛ من بنيها حركة الجهاد الإسلامي، بتصعيد المقاومة، وقال أبو عبيدة الناطق باسم «القسام» الجناح العسكري لحماس، في مؤتمر صحافي في غزة، إن الفصائل جميعا اتفقت على شن مزيد من الهجمات على إسرائيل بما في ذلك احتمال تنفيذ تفجيرات في الداخل، وأضاف: «سنعمل من أجل عمليات أكثر فاعلية للرد على مفاوضات بيع الأرض الفلسطينية».

والجماعات المسلحة الـ13 هي كتائب القسام، سرايا القدس (الجهاد)، ألوية الناصر صلاح الدين، كتائب الناصر صلاح الدين، كتائب المجاهدين، حماة الأقصى، كتائب شهداء الأقصى (فتح)، وحدات الشهيد نبيل مسعود، كتائب أبو علي مصطفى (الجبهة الشعبية)، كتائب سيف الإسلام، كتائب الشهيد جهاد جبريل (القيادة العامة)، قوات الصاعقة (البعث السوري)، وكتائب الأنصار.

يذكر أن كثيرا من هذه الجماعات لا يملك القدرة على العمل المسلح وليست له قواعد في الضفة الغربية أصلا.

وقال أبو عبيدة: «نحن نعلن أن العمل المقاوم قد دخل مرحلة متقدمة من التنسيق والتعاون الميداني على أعلى المستويات، وشكلنا غرفة عمليات مشتركة سيظهر تأثيرها في القريب». وهاجم أبو عبيدة المفاوضات المباشرة، قائلا: «لن نسمح بتمريرها وستكون للمقاومة كلمة»، مستهجنا ما وصفه بـ«الحملة التي تقوم بها السلطة في رام الله ضد المقاومين»، داعيا لوقف الهجمة فورا.

ورفضت كتائب الأقصى، المؤتمر، وقالت في بيان لاحق إنه لا أحد يمثل الكتائب في مؤتمر الأجنحة العسكرية بغزة، وعلى الرغم من أنها أكدت دعمها للمقاومة «كخيار نوعي واستراتيجي»، فإنها أوضحت أن لا أحد مثلها أو مثل موقفها في المؤتمر الصحافي الذي عقدته الأجنحة العسكرية بغزة، مؤكدة أنها لن تقبل أن تكون في «مهرجانات إعلامية، هدفها تسويق البندقية وحرفها عن مسارها الصائب واللعب بكرامة المقاومة لتحقيق غايات ومصالح حزبية وفئوية ضيقة لا تحقق سوى أهداف إقليمية على حساب الكل الفلسطيني».

وفي ما تتخذ السلطة إجراءات لمنع تكرار عمليات مسلحة في الضفة، اتخذت إسرائيل هي الأخرى إجراءات واضحة للعيان، ودفعت بمزيد من قواتها في شوارع الضفة الغربية التي يمر منها المستوطنون وعلى مداخل المدن، ونشرت مزيدا من الحواجز الثابتة والمتحركة التي عادة ما تعرقل حركة الفلسطينيين.

وزار المفتش العام للشرطة الإسرائيلية الجنرال دودي كوهين أمس منطقة تنفيذ العملية في الخليل، وقال إن «شهر سبتمبر (أيلول) الحالي يعتبر حساسا بشكل خاص من الناحية الأمنية بسبب التطورات السياسية الأخيرة وحلول شهر رمضان والأعياد العبرية، ولهذا فإن قوات الأمن أجرت استعداداتها اللازمة تحسبا لأي طارئ».

واستولى الجيش الإسرائيلي على منزل فلسطيني قريب من مكان العملية، وحوله لنقطة مراقبة. ونظم 300 مستوطن من «بيت حغاي»، التي كان يسكن فيها القتلى الأربعة، مسيرة إلى مكان العملية للتعبير عن غضبهم على الإجراءات الأمنية الإسرائيلية وإزالة حواجز من شوارع الضفة.

وكان المستوطنون قد استغلوا العملية، واستولوا أمس على نحو 130 دونما في منطقة المرجان جنوب قرية قريوت في محافظة نابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن عشرات المستوطنين من مستوطنة شيلو، استولوا على المنطقة المذكورة، وشرعوا في تجريفها وزراعتها بالزيتون.