توقعات بوصول موجة جديدة من العراقيين إلى دمشق بعد الانسحاب الأميركي

العراقيون يهربون من الحر وانقطاع الكهرباء والوضع الأمني

لاجئون عراقيون يسجلون أسماءهم لدى مفوضية اللاجئين في دمشق (أ.ب)
TT

توقعت الأوساط العراقية في دمشق أن تزداد حركة قدوم الوافدين من العراق إلى سورية، في الأيام المقبلة، نتيجة تزايد أعمال العنف في العراق، التي تزامنت مع عملية الانسحاب الأميركي، فيما أكد المواطن العراقي المقيم في سورية أبو علي البغدادي منذ عام 2006 أن «هناك عددا من أقاربه جاءوا من بغداد إلى دمشق هربا من الحر الشديد وسوء الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي بالإضافة إلى تزايد التفجيرات»، مشيرا إلى أنهم «كانوا في دمشق ما بين عامي 2006 و2008، ويبدو أنهم عادوا الآن ولا يعرفون إلى متى ستستمر إقامتهم». وتوقع أبو علي أن «تزيد حركة قدوم الرجال من العراق بعد الانسحاب» إذ «لم يستبعد أن تقوم الحكومة بموجة اعتقالات مع توقعات بزيادة الفوضى والعنف».

من جانبه، قال القيادي البعثي محمد الدليمي لـ«الشرق الأوسط» إنه لاحظ كثافة في أعداد العراقيين في منطقة مخيم اليرموك في دمشق، خلال الفترة القصيرة الماضية تشبه الكثافة التي حصلت عام 2007، ورد ذلك إلى «تأزم الوضع الأمني وتردي الخدمات» مرجحا حصول موجة لجوء عراقية في الأيام المقبلة، لأنه على الأرجح وفي ظل الفراغ السياسي والأمني أن «تفرض الميليشيات سيطرتها، الأمر الذي يهدد بعودة الاضطرابات والعنف الطائفي كالتي حصلت عام 2007 وما تلاها حتى 2009» ووصف محمد الدليمي الانسحاب الأميركي بـ«مجرد لعبة» وأنها «عملية تهدف لدعم أوباما في انتخابات الكونغرس».

وأضاف موضحا «الأميركيون سحبوا 60 ألف جندي أميركي، في حين أنهم اتفقوا مع شركات أمنية خاصة بمجموع أفراد يصل إلى 300 ألف عنصر بحسب الخطة الجديدة التي سيشرف عليها بايدن» ولفت الدليمي إلى أنه حتى الشركات النفطية يدخل معها جيش من المرتزقة أي «عمليا جرى بيع العراق للشركات التي ستعمل مكان الجيش والعدد سيضاعف حسب المعلومات التي تأتي من الداخل» وفي رأي الدليمي أن «هذا سيؤدي إلى الفوضى حتما».

من جانبه ذكر سائق تاكسي سوري يعمل داخل دمشق أن الكثير من العراقيين الذين كان يقلهم بسيارته يتحدثون عن صعوبة العيش في العراق بسبب «الحر الشديد وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة والوضع الأمني المضطرب».

فيما قال طبيب سوري لـ«الشرق الأوسط» إن بعضا من مرضاه نحو 4 عراقيين يعانون من أمراض مزمنة كانوا مقيمين في سورية عام 2007 وغادروا إلى العراق 2009، فوجئ أنهم عادوا إلى «عيادته منذ نحو أسبوع لمتابعة العلاج وعلم منهم أن إقامتهم ربما تطول هذه المرة».

أبو محمد مشرف دور في كراج العباسيين لانطلاق سيارات من دمشق إلى شمال العراق والموصل وتكريت، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يمكن اعتبار فترة شهر رمضان صالحة للقياس عليها حركة السير من وإلى العراق»، كما أن المناطق الشمالية «أكثر استقرارا» من باقي المناطق العراقية، وقال إن «تأثير الانسحاب على حركة التنقل لم يظهر بعد»، لكنه لاحظ عودة عدد من العائلات العراقية إلى دمشق، لافتا إلى «أن المعدل الطبيعي للحركة كل يوم نحو 20 سيارة تذهب من دمشق إلى شمال العراق، وفي الأيام التي يكون هناك ظروف أمنية قد يزيد ليصل إلى نحو 25 سيارة يوميا».

أبو يزن من مكتب سفريات في السيدة زينب شكا من قلة الحركة واعتبر السبب هو «قيام الحكومة السورية منذ أسبوعين بفرض 80 دولارا على كل رحلة يدفعها السائق العراقي، في حين كان يدفع 200 دولار في العام» وفسر ذلك بالقول إن «الحكومة السورية تعمل وفق مبدأ المعاملة بالمثل، فالحكومة العراقية تأخذ من السائقين السوريين 80 دولارا عن كل رحلة»، وأكد أبو النور أن هذا الأمر أثر على حركة القادمين من بغداد لأن السائقين يرفضون المجيء، ومع ذلك فإن نسبة القادمين من العراق إلى دمشق تبقى أكثر من نسبة المغادرين إلى العراق، وعلى سبيل المثال يوميا هناك 5 سيارات (في كل سيارة 6 ركاب) تأتي من البصرة مقابل ذهاب سيارة واحدة من دمشق.