الأمم المتحدة تنتقد أوروبا لترحيلها عراقيين قسرا

دعت إلى حماية الهاربين من 5 محافظات وسطى

TT

طالبت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، الحكومات الأوروبية، أمس، بوقف ترحيل العراقيين، منددة بما قالت عنه «الجولة الثالثة المنسقة على الأقل لإعادة العراقيين قسرا منذ أبريل (نيسان) الماضي».

وقالت المفوضية إن طائرة مستأجرة تقل ما يصل إلى 61 عراقيا كانوا يعيشون في بريطانيا والدنمارك والنرويج هبطت في مطار بغداد، أول من أمس، في تزامن مع إنهاء العمليات القتالية الأميركية في العراق. وأضافت، حسب وكالة «رويترز»، أن لديها تقارير غير مؤكدة بأن ثلاثة من بين 61 شخصا أعيدوا إلى العراق إيرانيون.

وقال أدريان إدواردز، المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين: «نحث الحكومات الأوروبية بشدة على أن توفر الحماية للعراقيين إلى أن تسمح المناطق التي جاءوا منها في العراق بعودة آمنة وطوعية».

وأصدرت المفوضية العليا قواعد إرشادية لجميع الحكومات توصي بشدة بأن لا تتم إعادة العراقيين إلى خمس محافظات في وسط العراق من بينها بغداد، حيث إن هذه المناطق لا تزال خطيرة.

وقال إدواردز في إفادة صحافية: «لا تزال تفجيرات السيارات والقنابل التي تزرع على الطرق والهجمات بقذائف (الهاون) والخطف تهديدات يومية للعراقيين». وأضاف: «وفي هذه اللحظة الانتقالية الحرجة نشجع أيضا جميع الجهود لتهيئة الظروف في العراق التي تؤدي إلى عودة مستدامة وطوعية». وتشير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى أن محافظات بغداد وديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين لا تزال تعاني من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ومن حوادث أمنية. وأوضح إدواردز: «موقفنا يقضي بأن يستفيد طالبو اللجوء العراقيون من هذه المحافظات الخمس من الحماية الدولية في صورة وضع اللاجئ بموجب اتفاقية اللاجئين لعام 1951 أو من شكل بديل للحماية».

وأفادت سيبيلا ويلكيس المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين بأن ترحيل العراقيين من أوروبا الغربية بدأ في أبريل (نيسان) الماضي، وأن هذه هي ثالث جولة من الترحيل المنسق التي تعلم بها المفوضية العليا. وقالت: «إننا لم نعلم بالأمر إلا بالصدفة».

وتشير المفوضية العليا إلى أن بعض العائدين مؤخرا قد يكونون توجهوا إلى مناطق أكثر هدوءا مثل المنطقة الكردية المتمتعة بحكم ذاتي في حين أن الآخرين قد يكونون اختاروا العودة طوعا. ولم يكن لدى المفوضية حرية وصول مسبقة إلى الذين تم ترحليهم في الدول المضيفة ولم تتمكن إلا من مقابلة عدد قليل عند عودتهم إلى بغداد. وتفيد بيانات قدمتها الحكومة العراقية للمفوضية العليا بأن الأردن وسورية ما زالا يستضيفان ما يقدر بنحو 1.6 مليون عراقي فروا من العنف والاضطهاد وهناك 50 ألفا غيرهم في لبنان.