اليمن: اعتقال 9 من «القاعدة».. والداخلية: «الحراك» و«القاعدة» وجهان لعملة واحدة

مقتل جندي وجرح 4 في هجومين منفصلين في جنوب البلاد

جنديان يمنيان في حاجز للتفتيش على مداخل حرف سفيان (رويترز)
TT

شن مسلحون في جنوب اليمن، مساء أمس، هجومين منفصلين، أسفرا عن مقتل جندي وإصابة 4 آخرين، وقالت مصادر محلية مطلعة في محافظة أبين، لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين مجهولين نصبوا كمينا في أحد المواقع، كان يستخدم في السابق كموقع عسكري، بالقرب من مدينة جعار في محافظة أبين، وأطلقوا النار من الموقع على سيارة عسكرية كانت تنقل وجبة الإفطار لعدد من المواقع العسكرية في المنطقة، الأمر الذي أسفر عن مقتل جندي على الفور وإصابة آخر بجراح بليغة، نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات مدينة عدن.

وفي مديرية ردفان في محافظة لحج الجنوبية، أصيب 3 جنود بجراح متفاوتة، أحدهم في حالة خطرة، جراء هجوم مسلح نفذه مسلحون مجهولون على نقطة أمنية، قبل أن يلوذوا بالفرار، وجاء هجوم ردفان بعد ساعات من سماع دوي 3 انفجارات، هزت مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، واتضح، فيما بعد، أنها وقعت داخل مبنى إدارة أمن المحافظة، دون أن تتوفر أي معلومات حول سقوط ضحايا.

وأعلنت السلطات اليمنية، أمس، اعتقال 9 من عناصر تنظيم القاعدة الذين تجري ملاحقتهم في مديرية لودر بمحافظة أبين والذين خاضوا الأسبوعين الماضيين مواجهات عنيفة ضد قوات الجيش والأمن اليمنيين، على خلفية مقتل 11 عسكريا في كمين لتلك الجماعة المسلحة. وقالت أجهزة الأمن اليمنية إنه جرى اعتقال عنصرين في لودر، أمس، وإن أحدهما شخص قيادي يدعى، صلاح علي عبد الله الدماني، وإن اعتقالهما يأتي في «إطار الحملة المستمرة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في تعقب فلول العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة»، ونقل موقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية، عن مصادر أمنية قولها إن «رجال الأمن في نقطة مفرق أمشعة بلودر ضبطوا الدماني أثناء فراره بعد أن كان قد ألقى قنابل على مبنى الأمن في مدينة لودر»، مشيرة إلى أنه يعد من «أخطر العناصر في صفوف تنظيم القاعدة، والمطلوب من قبل الأجهزة الأمنية»، وإلى العثور في المنزل الذي اعتقل فيه الدماني وزميله على «متاريس كان يستخدمها الإرهابيون في مقاومة رجال الأمن بعد الكمين الغادر الذي تعرض له جنود الأمن»، وقالت السلطات إنه جرى اعتقال 7 آخرين خلال اليومين الماضيين.

وتشهد بعض محافظات مناطق اليمن الجنوبية اختلالات أمنية، وتعزو السلطات اليمنية ما يجري، تارة إلى قوى الحراك الجنوبي، وتارة أخرى، إلى تنظيم القاعدة، غير أنها ربطت، أمس، ولأول مرة، بين «القاعدة» و«الحراك»، بصورة مباشرة، فقد ربط مصدر أمني مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية بين الجماعتين، وقال إن «ما يسمى بالحراك في بعض مناطق المحافظات الجنوبية وتنظيم القاعدة هما وجهان لعمله إرهابية واحدة».

وأردف المسؤول الأمني، حسبما نقل عنه مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية، أن «التحقيقات في الجرائم الإرهابية التي وقعت، مؤخرا، واستهدفت رجال أمن وعسكريين بمحافظة أبين كشفت عن وجود تنسيق بين الطرفين لاستهداف الأمن والاستقرار بالمحافظة».

وأضاف أن «التنسيق والتعاون بين العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وعناصر ما يسمى بالحراك، كانت أكثر وضوحا في الأحداث التي شهدتها مديرية لودر أواخر الشهر الماضي، حيث هبت عناصر الحراك من يافع وأبين ومناطق أخرى لمؤازرة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة التي منيت بهزيمة ساحقه بمديرية لودر، وقد تم ضبط الكثير منهم في حملة تمشيط وتطهير المديرية من عناصر تنظيم القاعدة»، وأن «أجندة ما يسمى بالحراك وتنظيم القاعدة تلتقي في السعي المحموم لكل منهما للإضرار باليمن ومصالحه العليا».