كرزاي يندد بقتل الناتو للمدنيين.. وغيتس يلتقي «نخبة» القوات الأميركية

أكد على ضرورة التمييز بين أنصار الديمقراطية ومن يحاربونها

TT

ندد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بشدة بغارة جوية شنتها قوات الناتو أول من أمس، مما أودى بحياة 10 مدنيين. وجدد كرزاي تأكيده على ضرورة «التمييز بين أنصار الديمقراطية ومن يحاربونها في الحرب على الإرهاب».

جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده الرئيس مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي وصل في زيارة عمل مفاجئة إلى البلاد أول من أمس. وقال كرزاي: «إن 10 أشخاص قتلوا وجرح 3 آخرون. لقد فتحنا تحقيقا وسوف نتبادل المعلومات مع حلفائنا ومع الحلف الأطلسي». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية قوله قبل ذلك: «لن يضيف القصف الجوي لقرى أفغانية شيئا إلى الحرب على الإرهاب سوى مقتل مدنيين أفغان». بدوره قال غيتس: «إنها المرة الأولى التي أسمع فيها بضحايا مدنيين وسوف ندرس الوضع». كما أكد رواية حلف الناتو وقال إنه قصف موكبا للمسلحين.

وكانت الطائرات التابعة لحلف الناتو شنت هجوما على 3 سيارات نقلت أنصار أحد مرشحي الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها يوم18 سبتمبر(أيلول) الحالي. وقال مسؤول حكومي أفغاني لوكالة «رويترز» إن الهجوم وقع في منطقة روستاك بالإقليم الهادئ نسبيا في الشمال. بدوره صرح ناطق باسم الحلف في أعقاب هذا الحادث بأن «التحقيقات جارية في العمليات التي نفذت في المنطقة». وحسب معطيات الأمم المتحدة فإن عدد الضحايا المدنيين ارتفع بنسبة 31% في الأشهر الستة الأولى من عام 2010 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث تسببت هجمات المتمردين في مقتل أكثر من ثلثيهم. وأضاف التقرير أن عدد المدنيين الذين قتلوا بأيدي القوات الموالية للحكومة تراجع بشكل مثير وذلك يعود أساسا إلى تراجع عدد قتلى الغارات الجوية بعد تشديد القادة الميدانيين قواعد الاشتباك. وقد بحث غيتس وكرزاي عددا من المسائل المعقدة، ومنها تأمين خط سير مواكب تموين قوات الناتو وتوفير الحماية اللازمة للممثليات الأجنبية في كابل بعد انسحاب شركات الحراسة الخاصة من أفغانستان. وانتهز الرئيس الأفغاني أيضا زيارة غيتس للدفاع بشدة عن نفسه ضد الاتهامات بالفساد.

والتقى غيتس أمس جنودا من بلاده في جنوب أفغانستان، وصفهم المتحدث باسمه بأنهم «النخبة» في الحرب على طالبان، فيما يتكبد هؤلاء مزيدا من الخسائر بيد متمردي طالبان. ويشكل الجنود الأميركيون أكثر من ثلثي القوات الدولية في أفغانستان البالغ عددها 150 ألف جندي التي تقاتل تحت لواء حلف الأطلسي. ويقوم غيتس بزيارة لأفغانستان منذ الخميس، وتوجه أولا إلى قاعدة صغيرة متقدمة لقوات حلف الأطلسي (إيساف) في ولاية قندهار التي تعتبر معقلا لطالبان. وخاطب غيتس نحو مائة جندي أميركي يتمركزون في هذه القاعدة الواقعة في ضاحية قندهار عاصمة الولاية قائلا: «أنتم بالتأكيد على خط الجبهة». وخسرت هذه الوحدة أخيرا ثمانية جنود في معارك.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف موريل خلال هذه الزيارة أن الجنود المنتشرين في ولاية قندهار يشكلون «نخبة» القوات التي تتصدى لمتمردي طالبان. ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام، تصاعد تمرد طالبان واتسع نطاقه ليشمل غالبية مناطق البلاد. ويعتبر 2010 العام الأكثر دموية في أفغانستان بالنسبة إلى القوات الأميركية التي خسرت منذ أول يناير (كانون الثاني) الفائت 326 جنديا من أصل 493 جنديا قتلوا في صفوف القوات الدولية. وكان عام 2009 سجل سقوط 521 قتيلا، وهو رقم قياسي بالنسبة للقوات الدولية. وفي أسبوع واحد، قضى 28 جنديا أميركيا، معظمهم في جنوب البلاد، جراء انفجار ألغام يدوية الصنع، وهو السلاح الأكثر استخداما من جانب طالبان، أو في هجمات. وأضاف غيتس أمام الجنود في القاعدة المتقدمة: «كان هذا الأسبوع قاسيا جدا بالنسبة إليكم جميعا».

ومع تصاعد استياء الرأي العام من إرسال مزيد من الجنود الأميركيين إلى أفغانستان، كرر الرئيس باراك أوباما الأربعاء أن انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد سيبدأ في صيف 2011 كما سبق أن وعد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حين قرر إرسال نحو ثلاثين ألف جندي إضافي في محاولة لقلب مسار الحرب.