عشرات القتلى والجرحى بتفجيرين في باكستان

طالبان باكستان تتبنى تفجيرات لاهور

TT

سقط 45 قتيلا على الأقل وجرح عشرات آخرون، في هجوم انتحاري استهدف مسجدا للطائفة الأحمدية. وقال وفيق خان قائد شرطة مدينة مردان الصغيرة حيث وقع الهجوم إن «انتحاريا حاول دخول قاعة للطائفة الأحمدية، لكن الحراس منعوه ففجر قنبلته في الخارج مما أدى إلى مقتل احد المارة وإصابة أربعة آخرين بجروح». وكان آخر هجوم تعرضت له هذه الطائفة في 28 مايو (أيار) الماضي عندما هاجم انتحاريون مسجدين يتردد عليهما أتباعها في لاهور، شمال، مما أدى إلى مقتل 82 منهم. وينظر السنة وأيضا الشيعة إلى الأحمديين على أنهم غير مسلمين بل ويتهمونهم بالكفر. وأتباع هذه الطائفة ليس لهم رسميا الحق في ممارسة شعائرهم علنا في باكستان وكذلك في دول إسلامية أخرى. وقد أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي هذه الطائفة غير مسلمة عام 1973 ومنعت أتباعها من أداء فريضة الحج.

واستهدف تفجير آخر الحشود المشاركة في الاحتفال بـ«يوم القدس»، الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان. وقتل 43 شخصا على الأقل في انفجار وقع وسط مظاهرة حاشدة بمناسبة «يوم القدس»، في مدينة كويتا، جنوب غربي باكستان، وأسفر الانفجار عن سقوط أكثر من 40 جريحا آخرين. وذكرت الشرطة أن 43 شخصا قتلوا وأصيب ما يزيد على المائة أمس في انفجار قنبلة خلال مسيرة نظمها مسلمون شيعة في جنوب غربي باكستان. وقام مهاجم انتحاري بتفجير ما يحمله من متفجرات في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان الواقع جنوب غربي البلاد، حيث كان آلاف من المسلمين الشيعة يحتفلون بيوم القدس، وهو احتفال سنوي لنصرة الشعب الفلسطيني ومناهضة الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس.

وقال قاضي عبد الواحد، كبير محققي الشرطة في كويتا: «عثرنا على الرأس المقطوع للمفجر..عمره يتراوح بين 35 و40 عاما».

وأظهرت صور تلفزيونية دراجات هوائية وأخرى نارية محطمة ومبعثرة في أحد الشوارع بوسط المدينة. ويعكف رجال الإنقاذ على نقل المصابين والجثث في سيارات الإسعاف.

وقال جاويد إقبال، المتحدث باسم خدمة «إدهي» للإنقاذ إن خمسة وثلاثين جثة وما يزيد على المائة مصاب نقلوا لثلاثة مستشفيات في المدينة. وأطلق بعض المشاركين في المسيرة النار في الهواء عقب انفجار القنبلة. ويأتي هذا الانفجار بعد يومين من مقتل 38 شيعيا وإصابة نحو 300 آخرين جراء ثلاثة انفجارات انتحارية استهدفت مسيرة شيعية في مدينة لاهور شرق باكستان.

وكانت حركة طالبان وجماعة من المتطرفين السنة مرتبطة بطالبان، أعلنتا مسؤوليتهما عن هجوم لاهور.

وقتل أكثر من 3600 شخص في غضون ثلاثة أعوام في 300 هجوم تقريبا، أغلبها هجمات انتحارية، نفذها عناصر حركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة أو مجموعات مرتبطة به والتي أعلنت «الجهاد» على إسلام آباد بسبب دعمها لواشنطن. والشيعة من الأهداف المفضلة لعناصر حركة طالبان السنية المتطرفة. ويشكل السنة نحو 80% من أصل 170 مليون نسمة تقريبا في باكستان. وموجة الاعتداءات التي تشهدها باكستان منذ صيف 2007 تقف وراءها خصوصا طالبان الباكستانية التي أعلنت ولاءها لـ«القاعدة» عام 2007 وأعلنت «الجهاد» على السلطات الباكستانية. وتعتبر المناطق القبلية في شمال غربي باكستان والمحاذية لأفغانستان معقلا لطالبان الباكستانية وكوادر «القاعدة» الذين يدربون فيها انتحاريين بمساعدة طالبان. إلى ذلك أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن التفجيرات الثلاثية التي استهدفت مسيرة للشيعة في مدينة لاهور وأدت إلى مقتل 33 شخصا وجرح 180 آخرين. وتعد التفجيرات التي وقعت الأربعاء الأكبر في باكستان منذ كارثة الفيضانات التي شغلت البلاد على مدى الشهر الماضي. وقال شيخ الله محسود الناطق باسم قاري حسين محسود، أحد قادة طالبان باكستان: «إنه انتقام لمقتل أبرياء سنة. لدينا أيضا شرائط فيديو وقد نعرضها». ومنذ أكثر من 20 عاما، قتل الآلاف في أعمال العنف الطائفية بين مسلحين ينتمون إلى الغالبية السنية في باكستان وبين الأقلية الشيعية. ويعد قاري حسين محسود من أبرز قادة حركة طالبان باكستان التي يتزعمها حكيم الله محسود الذي اتهمه الادعاء الأميركي هذا الأسبوع بالوقوف وراء المخطط الذي أدى إلى مقتل سبعة موظفين من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في قاعدة عسكرية بأفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأدرجت واشنطن حركة طالبان باكستان على لائحتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، ورصدت مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقال حسين محسود والمسؤول الثاني في الحركة ولي الرحمن. كذلك أعلنت باكستان عن مكافأة بقيمة 590 ألف دولار لمن يقدم أي معلومات عن حكيم الله وحسين محسود وولي الرحمن. ويلقب قاري حسين بـ«مرشد الانتحاريين». وهو حمل السلاح مع تنظيم مسلح معاد للشيعة قبل انضمامه إلى طالبان باكستان، التي تحارب القوات الحكومية الباكستانية وتعتبر مصدر تهديد رئيسيا للولايات المتحدة. وأعلنت هذه الحركة المدعومة من تنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن محاولة الاعتداء الفاشلة في «تايمز سكوير» بنيويورك.