جاك ضيوف: التزام الملك عبد الله بالأمن الغذائي لشعب السعودية تجلى من خلال زيادة النمو الزراعي ومبادرة الاستثمار في الخارج

منظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة تنوه بجهود خادم الحرمين في تحقيق الأمن الغذائي

TT

أعلنت منظمة الأغذية والزراعة الدولية التابعة للأمم المتحدة (فاو) منح الميدالية الزراعية (ميدالية أغريكولا) وهي أرفع ما تقلده من أوسمة، إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس.

وقالت المنظمة إن ذلك يأتي تعبيرا عن العرفان لخادم الحرمين الشريفين وتقديرا لجهوده الهادفة إلى النهوض بالتنمية الزراعية في العالم العربي والعالم بأسره من خلال إعطاء الأولوية إلى القضايا ذات الصلة بالأمن الغذائي والتغذية والحد من الفقر، وتقديرا لجهوده في دعم التنمية الزراعية والاجتماعية على الصعيدين الوطني والدولي.

وأضافت المنظمة الدولية في بيان تلقته «الشرق الأوسط» أنه «وفقا للعرف المتبع فقد اختار خادم الحرمين الشريفين بنفسه ما نُقش على الميدالية من كلمات، أصلها نص الآية الكريمة رقم 254 من سورة البقرة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم)».

وقال مدير عام المنظمة الدكتور جاك ضيوف إن التزام خادم الحرمين الشريفين الثابت بالأمن الغذائي لشعب المملكة العربية السعودية تجلى بوضوح من خلال زيادة معدل النمو الزراعي للمملكة العربية السعودية 4.5 في المائة في وقت مبكر من هذا العقد، ومؤخرا من خلال إطلاق مبادرة الملك عبد الله للاستثمار السعودي في الخارج، هذه المبادرة التي تساعد في بناء الأمن الغذائي من خلال تشجيع برنامج رئيسي طويل الأجل للاستثمار الدولي، حيث لن تضمن هذه المبادرة فقط التغذية الجيدة بأسعار معقولة لشعب المملكة العربية السعودية ولكن سوف تسهم أيضا، من خلال التمويل والتكنولوجيا الحديثة في تطوير القطاع الزراعي في البلدان النامية حول العالم. وقال ضيوف إن هذه المبادرة جديرة بالثناء من جهة أنها تتطلب استثمارات تصمم لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل وتضمن مصالح الدول المضيفة وكذلك مصالح المستثمرين السعوديين. التي تكون في جميع الحالات على أساس الاتفاقات الثنائية التي تنص على ملكية الأصول أو عقود طويلة الأجل.

كما عبر المدير العام للمنظمة عن شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما قدمته وتقدمه من أجل رفاه جميع الشعوب، حيث لم تدخر الجهود ولا المال لمساعدة البلدان التي تعاني بشدة من الجوع، بالإضافة إلى دعمها للمنظمات الدولية في مجال القضاء على الفقر.

من جانبه، أعرب الدكتور سعد بن عايض العتيبي المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، عن عميق شكره وامتنانه لما يقوم به خادم الحرمين الشريفين على الصعيد الوطني والدولي في مجال تحقيق الأمن الغذائي، كما ذكر بأن التعاون بين المملكة العربية السعودية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مهام الحكم حقق قفزة نوعية كبيرة في اعتماد منهجية جديدة ترتكز على دعم الأمن الغذائي على مستوى السعودية بصفة خاصة وعلى مستوى العالم أجمع، كما تمثل في الزيادة الهامة في عدد المشاريع المنفذة في إطار التعاون الفني بين الطرفين من 6 إلى 15 مشروعا، وفي الميزانيات المخصصة لذلك، حيث ارتفعت هذه الميزانية من 28 مليون دولار خلال الفترة من 2001 إلى 2006 إلى 62 مليون دولار خلال الفترة من 2006 إلى 2011. ولم يقتصر دعم خادم الحرمين الشريفين على تعزيز هذا التعاون بل تعداه إلى دعم برنامج الغذاء العالمي بمبلغ 500 مليون دولار بالإضافة إلى 20 ألف طن من التمور توزع سنويا على فقراء العالم والعديد من المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية العاملة في مجال توفير الغذاء، وآخر مبادرة في هذا الشأن كانت تحمل خادم الحرمين الشريفين لتكاليف تنظيم مؤتمر القمة العالمي حول الأمن الغذائي الذي نظمته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2009 وذلك بما قيمته 5,2 مليون دولار.

كما ذكر الدكتور العتيبي بأن القطاع الزراعي في السعودية كان وما يزال ينال الاهتمام والمساندة السياسية الفاعلة لقناعة الحكومة بالدور المحوري الذي تقوم به الزراعة في تحقيق التنمية المستدامة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث يعتبر القطاع الزراعي في السعودية واحدا من أعمدة القطاعات الوطنية الإنتاجية، غير النفطية، لمساهمته في تحقيق الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي والرفع من مستوى الدخل وتحسين نوعية الحياة، وفي ترقية التنمية الإقليمية المتوازنة. وقد ارتفعت كل من كفاءة الإنتاج وفرص العمل من خلال تطبيق سياسات الدعم لمدخلات ومخرجات هذا القطاع مما أدى إلى تحقيق نمو مستمر خلال فترة تنفيذ خطط التنمية التي نتج عنها زيادة في الناتج الزراعي المحلي من 5,5 مليار ريال سعودي في عام 1969 م الموافق 1388هـ إلى 1,39 مليار ريال سعودي في عام 2007م الموافق 1428هـ لترتفع نسبة إسهام القطاع الزراعي في الناتج الإجمالي المحلي من 5,3% في عام 1969 إلى 8,4% في عام 2007.

وعن بدء التعاون بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ذكر الدكتور العتيبي أن التعاون الفني بين الوزارة والمنظمة قد بدأ في عهد الملك المؤسس عبد العزيز، وذلك في عام 1369هـ الموافق 1950 م حين تم التوقيع على أول اتفاقية بينهما تقضي بإرسال بعثة إلى المملكة سنة 1371هـ الموافق 1952 لدراسة تطوير الري في وادي جازان، واتسعت بعد ذلك مجالات التعاون إثر إيفاد المنظمة لفريق استشاري للوزارة في عام 1372 الموافق 1953، حيث تم إبرام اتفاقية فنية كان البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة طرفا فيها، وذلك لتطوير الزراعة في جازان واتفاقية أخرى للتدريب الزراعي في الرياض واتفاقية للأبحاث الزراعية في القطيف وأخرى للتدريب البيطري في الهفوف. وفي عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، في عام 1383هـ الموافق 1964م، تم توقيع اتفاقية فنية قامت المنظمة بموجبها بتزويد الوزارة بفريق استشاري لتقديم المشورة والمساندة الفنية للمساهمة في تنمية القطاع الزراعي وتحسين الأداء الفني لأجهزة الوزارة وتنمية المهارات الفنية للكوادر الوطنية عن طريق التدريب في مواقع العمل لتحقيق هدف الوزارة الرامي إلى إحلال الكفاءات الوطنية المدربة محل المتعاقدين وكان يساهم في تمويل هذا التعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وغيره من المنظمات الدولية، وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز نما هذا التعاون، حيث تم في عام 1401هـ الموافق 1981م توقيع اتفاقية «الأموال المودعة» التي بموجبها تقوم المملكة بإيداع المخصصات المالية لدى المنظمة سنويا للصرف منها على احتياجات المراكز من تنفيذ الإنشاءات وتأمين المعدات وتوفير الخبراء وغيرها من الأمور. وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز تم تنفيذ عدد كبير من المشاريع الهامة في إطار التعاون الفني بين الطرفين.