تكتم حول انفجار مبنى «الشهابية».. وأنباء عن تدريبات لحزب الله

المتحدث باسم «اليونيفيل»: لم يمنعنا الجيش اللبناني من الوصول إلى المكان

TT

لا يزال حزب الله متكتما حيال تفاصيل الانفجار الذي شهدته بلدة الشهابية في قضاء صور، جنوب لبنان، أول من أمس، في مبنى مؤلف من 3 طبقات، تطابقت المعلومات حيال استخدامه من قبل الحزب. وباستثناء البيان المقتضب الذي أصدره الحزب بعد إطلالة أمينه العام السيد حسن نصر الله، والذي نفى فيه وقوع جرحى أو قتلى، تعليقا على ما نقلته وسائل إعلام في بيروت بعد وقوع الانفجار، فإنه لا معلومات إضافية رشحت من جانب حزب الله.

وفيما لم يؤكد بيان الحزب أو ينفي وجهة استخدام المبنى وعلاقته به، غاب الخبر بالكامل عن الموقع الإلكتروني لتلفزيون «المنار» أمس، ولم تتضح أي معلومات جديدة، مع استمرار الجيش اللبناني في إقفال المداخل المؤدية إلى موقع الانفجار.

وفي موازاة صمت حزب الله، وقيام دورية تابعة للكتيبة الإيطالية بتفقد موقع الانفجار تمهيدا لإعداد تقرير بالمشاهدات وإرساله إلى الناقورة ليصدر قائد «اليونيفيل» في الجنوب ألبرتو أسارتا نتيجة التحقيق بالتشاور والتنسيق مع الجيش اللبناني، توقع «مصدر أمني دولي» أن يكون «ما جرى في بلدة الشهابية سببه تدريبات يقوم بها حزب الله داخل المنزل الذي وقعت فيه الانفجارات». وذكر، وفق ما نقله عنه موقع إلكتروني لبناني أمس، أنه «منذ صدور القرار 1701 إثر حرب يوليو (تموز) عام 2006 وقع في منطقة جنوب الليطاني انفجاران في سهل المجادل وآخر بين سلعا والشهابية ورابع في بلدة طيرفلسية وخامس في خربة سلم والسادس خلال تدريبات للحزب داخل حسينية الشهابية والسابع أمس في مركز للحزب في منزل يملكه المواطن أحمد سلوم في الشهابية والموجود خارج لبنان».

وفي سياق متصل، اعتبر المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) نيراج سينغ أن «القوة الدولية تنتظر نتائج تحقيقاتها لتحدد طبيعة الانفجارات»، علما أن المؤكد حتى الآن هو أن حريقا شب في موقع الحادث. وأوضح أنه «بمعزل عن حقيقة أن حريقا شب في المكان، فإنه بانتظار الحصول على النتائج من المحققين لا يمكن تأكيد أي شيء». ولفت إلى «أننا أجرينا تحقيقات إضافية في موقع الحادث، والحصول على رد من المحققين سيستلزم بعض الوقت».

ونفى سينغ «منع القوات الدولية من الوصول إلى المكان»، مشيرا إلى أن «قائد القطاع الغربي دخل إلى المنزل، وهناك تعاون بشكل جيد مع الجيش اللبناني». ويأتي هذا الموقف ليدحض صحة الادعاءات الإسرائيلية التي نقلتها أول من أمس الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن مسؤول أمني إسرائيلي لناحية اتهامه «الجيش اللبناني بالعمل على منع قوات اليونيفيل من الاقتراب من مكان الانفجار». ولم تلق الادعاءات الأمنية الإسرائيلية أي رد لبناني، لجهة اعتبار الانفجار «دليلا جديدا على مواصلة تعزيز قدرات حزب الله العسكرية بين السكان المدنيين في بلدات الجنوب اللبناني، ضمن استعداد الحزب للحرب المقبلة»، والإشارة إلى أن «هذه الخطوة تؤكد من جديد توثيق التعاون والعلاقات بين الجيش اللبناني وحزب الله».

وفي هذا الإطار، توقف الخبير العسكري، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، في اتصال مع «الشرق الأوسط» عند تكرار الجانب الإسرائيلي لمعزوفة «التعاون الوثيق بين الجيش والمقاومة». ورأى أنه «من الطبيعي أن يكون التنسيق قائما بين الجيش والمقاومة في منطقة جنوب الليطاني»، وقال: «المقاومة رسميا ليست موجودة في جنوب الليطاني، لكنها تابعة لحزب الله، وهذا الأخير موجود في السلطات المحلية والأهلية وتتعاطف معظم القرى الجنوبية معه، وبالتالي من المفروض أن ينسق الجيش معه من أجل تنفيذ مهامه». وأوضح أن هذه «المهام تتلخص بحفظ الأمن ومنع تجاوز الحدود من كلا الطرفين ومنع وجود أو نقل السلاح»، مؤكدا أنه «لا يمكن لأحد التصور بأن منطقة جنوب الليطاني خالية كليا من السلاح».

واعتبر أن «إسرائيل تحاول منذ عام 2006 وبشتى الوسائل أن تثبت أن المقاومة موجودة في منطقة جنوب الليطاني، وهي في الواقع موجودة وليست موجودة»، مشيرا إلى أن «كل قدرات العدو الإسرائيلي التقنية وشبكات التجسس والأقمار الاصطناعية ودوريات (اليونيفيل) لم تتمكن من العثور على أسلحة للمقاومة في المنطقة، إما لعدم وجودها وإما لأنها مموهة بشكل لا يمكن الوصول إليها».

وبدا لافتا أمس غياب انفجار الشهابية عن واجهة الاهتمام السياسي في بيروت. وفي إطار المواقف الصادرة، أوضح وزير السياحة وليد عبود أن «وجود المقاومة في الجنوب لا يزعجه في ظل التجارب مع إسرائيل»، معتبرا أنه «إذا لم يكن للمقاومة مخازن للسلاح في جنوب الليطاني فهذا يعني أنها لا تستطيع أن تقوم بواجبها».

واعتبر النائب في تكتل التغيير والإصلاح نبيل نقولا أنه «إذا كان المبنى مخزن سلاح للمقاومة فهذا مصدر فخر واعتزاز ويعني أن على إسرائيل أن تفهم أنها ليست بعيدة عن رد فعل لبنان إذا ما قامت بأي عدوان».

ودعا النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت إلى «انتظار تحقيق الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل بشأن الحادثة»، مؤكدا أن «انتشار السلاح بين المنازل في الجنوب إذا صح يخلق ذريعة لإسرائيل لضرب تلك المواقع».