أوساط عسكرية في إسرائيل تتهم باراك بمحاولة دفع أشكنازي للاستقالة مبكرا

اليوم تصادق الحكومة على تعيين غالانت رئيسا للأركان رسميا

TT

اتهمت مصادر عسكرية في إسرائيل وزير الدفاع إيهود باراك، بمحاولة تحطيم رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي ودفعه إلى خلع بزته العسكرية قبل انتهاء دورته في فبراير (شباط) المقبل. وقالت هذه الأوساط إن مؤامرة باراك تنفذ لأسباب شخصية ولحسابات فئوية ضيقة وليس بدافع من الحرص على الجيش.

وجاءت هذه الاتهامات في تسريبات صحافية لعدة وسائل إعلام إسرائيلية، أمس. واعتبرت ردا على الخطاب الذي ألقاه باراك في مطلع الأسبوع أمام هيئة رئاسة أركان الجيش، وقال فيه إن «هناك عناصر في الجيش حاولت التطاول على القيادة السياسية ومنعها من تعيين رئيس أركان للجيش»، وأسمى ذلك «نوعا من التمرد والعفن في الجيش» ولمح إلى أن أشكنازي ليس بريئا من المسؤولية عنه.

وأكدت تلك الأوساط أن أشكنازي يغيظ باراك بسبب شعبيته العالية واقتناع الجمهور بأنه شخصية نظيفة على عكس السياسيين الإسرائيليين التقليديين. وهو - أي باراك - يخشى من صعود أشكنازي إلى السياسة بعد ترك الجيش ويريد تلويثه وتحطيم سمعته الطيبة، بهدف التخلص منه. ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كما تقول هذه الأوساط، شريك معه في هذا الخوف وكذلك في مؤامرة تحطيم أشكنازي.

يذكر أن الحكومة الإسرائيلية، التي تلتئم اليوم في جلستها الأسبوعية، ستصادق على تعيين الجنرال يوآف غالانت، رئيسا للأركان. وغالانت هو المرشح الشخصي لباراك، الذي لم يكن أشكنازي يرغب به.

وكانت الصحافة الإسرائيلية قد كشفت عن وثيقة، نسبت إلى غالانت، تتضمن مؤامرة للمساس بأشكنازي والجنرالات المقربين إليه. وتبين تحقيقات الشرطة أن الوثيقة مزورة. وأن من زورها هو ضابط سابق في الجيش، يدعى بوعز هرباز، وهو رجل أعمال مقرب من زوجة أشكنازي ومن مساعده ومدير مكتبه في رئاسة الأركان، إيلي أرزوني. وقد كشفت الشرطة أن هرباز وأرزوني وزوجة أشكنازي تبادلوا الرسائل الهاتفية الموثقة، التي تدل أولا على وجود علاقة وثيقة بينهم، وثانيا على أنهم ثرثروا ضد عدة ضباط في الجيش وتحادثوا عن تعيينات وحاولوا التدخل في مصائر عدد من كبار الضباط وتآمروا على ضباط آخرين.

وقال آري شبيط في «هآرتس»، الذي يرافق الجيش الإسرائيلي كصحافي ومعلق لسنوات طويلة، إن ما يجري هو عفن وفساد كبيران. وأضاف: «اعتدنا الحديث عن نشاز وشواذ وعشب بري. وعندما يكبر العفن يقولون، شجرة كاملة أصيبت بالتعفن. ولكن في الجيش الإسرائيلي توجد غابة من العفن». وكان إيهود باراك، قد عين لجنة تحقيق داخل الجيش برئاسة الجنرال يتسحاق بريك، للتحقيق في «الشوائب وتخليص الجيش منها». ولكن شبيط قال إن هذه اللجنة ليست الحل ولن تقدم أو تؤخر شيئا في معالجة العفن. والأمر يحتاج إلى لجنة تحقيق رسمية، برئاسة شخصية قضائية رفيعة مثل ميني مززوز، المستشار القضائي السابق الذي وضع في قفص الاتهام أهم ثلاثة قادة في إسرائيل: رئيس الحكومة إيهود أولمرت بتهمة السرقة والرشوة، ورئيس الدولة موشيه كساب بتهمة الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، ووزير المالية أبراهام هيرشنزون بتهمة السرقة.