المعارضة الإيرانية تطلق قناة فضائية من بروكسل لمواجهة هيمنة الإعلام الحكومي

جمعت تمويلها من تبرعات عبر «الفيس بوك» وتبث خطبا لخاتمي وموسوي وكروبي

TT

بعد أن لجأت إلى الصحف ثم إلى شبكة الإنترنت عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل «الفيس بوك» و«تويتر»، قررت المعارضة الإيرانية، بقيادة الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، المرشحين السابقين للرئاسة الإيرانية، افتتاح قناة فضائية تبث من العاصمة البلجيكية، بروكسل، للوصول إلى جمهورها داخل وخارج إيران.

واختارت المعارضة التي تطلق على نفسها «الحركة الخضراء» اسما مقاربا للقناة الجديدة «راسا تي في»، وهو اختصار لـ«قناة الإعلام الأخضر الإيراني».

وكانت المعارضة الإيرانية قد انطلقت إثر الانتخابات الرئاسية عام 2009 التي فاز بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، غير أن موسوي وكروبي اتهما السلطات بتزوير الانتخابات من أجل التمديد لنجاد لولاية ثانية، ومنذ ذلك الحين انطلقت الحركة الخضراء التي نظمت مظاهرات واحتجاجات في أنحاء متفرقة في إيران.

وتبث القناة باللغة الفارسية على القمر تيليستار 12 وعلى موجة 11527، ومعظم برامجها إخبارية وتركز على اللقاءات والحوارات وبث خطب لعدد من الإصلاحيين أبرزهم محمد خاتمي، الرئيس الإيراني السابق، فضلا عن خطب كروبي وموسوي.

وتعرف المحطة الإخبارية نفسها في موقعها على شبكة الإنترنت بأنها محطة «مستقلة» تابعة لمجموعة تعرف باسم إعلام الحركة الخضراء، وتؤكد، حسبما اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، أنها تعمل من أجل تقديم خدمة إعلامية صريحة وتحليلات للإيرانيين، وفي الوقت نفسه تعكس وجهة نظر الشعب الإيراني وبشكل صريح لمناقشة جميع القضايا ذات الصلة بإيران، وهو أمر غير متوفر في الوقت الحالي بين أجهزة الإعلام الإيراني المملوكة للدولة.

ويقول الموقع «إن المحطة ستلعب دورا هاما لإظهار أنشطة الحركة الخضراء الإيرانية في المدن الكبرى مثل الأحواز وتبريز وشيراز ومشهد مع تسهيل وصول المعلومة للإيرانيين العاديين، وبذلك ستكون الحركة الخضراء قادرة على الوصول إلى جمهور أكبر من الإيرانيين أكثر من أي وقت مضى في القرى والمناطق الريفية والنائية، كما ستعمل على كسر احتكار السلطات الحكومية للمعلومات وستكون بمثابة ثورة على طريق الكفاح ضد الرقابة والمتابعة من قبل الدولة».

والموقع الإلكتروني للمحطة (rasatv.net) يتخذ من اللون الأخضر رمزا له، كما يبث مقاطع فيديو لخطب موسوي وكروبي ولقطات أرشيفية للمظاهرات التي اندلعت في طهران والمواجهات التي دارت بين المتظاهرين المطالبين بالإصلاحات وبين قوات الباسيج أو «التعبئة الشعبية» التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وبحسب إبراهيم نبوي، أحد القائمين على القناة، فإن الهدف من «راسا تي في» هو «كسر احتكار القنوات التي تديرها الدولة على تدفق الأخبار ومحاربة الرقابة الحكومية وكذلك عكس كل آراء الشعب الإيراني ومناقشة كل القضايا المرتبطة بإيران وبصراحة تامة».

ونقل راديو «أوروبا الحرة» من خلال موقعه على شبكة الإنترنت عن نبوي قوله إن «التلفزيون الحكومي الإيراني لم يبث خلال العام الماضي أي أخبار حول الحركة الخضراء كما أن ما تم بثه لم يكن أكثر من مجرد أكاذيب».

وكان أول بث حي للقناة في 31 أغسطس (آب)، وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» فقد ظهر كروبي الخميس الماضي على شاشة القناة الفضائية وأثنى عليها قبل ساعات فقط من قيام عناصر قوات الباسيج بمحاصرة منزله لمنعه من المشاركة في يوم القدس العالمي، الذي صادف أول من أمس، والذي يحتفل به الإيرانيون في الجمعة الأخيرة من رمضان، وفقا لدعوة من روح الله آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية. وانتهى الحصار بمواجهات بين حراس كروبي وعناصر الباسيج وأسفرت عن إصابة كبير حراسه بجروح بالغة.

وقال نبوي إن هناك عاملين سيخدمان كمحفز لإنشاء القناة وهما نقص الأخبار حول السجناء السياسيين وضحايا القمع الذي تلا المواجهات التي اندلعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) 2009، وكذلك التلاعب بالأخبار الذي تقوم به السلطات الإيرانية.

وبسبب ضعف التمويل فإن القناة تبث حاليا لمدة ساعة واحدة فقط وينوي القائمون على المحطة تمديد ساعات البث في حال تلقيهم مزيدا من التمويل.

وأضاف نبوي أن المحطة تختلف عن بقية القنوات الإخبارية التي تتعامل مع الشأن الإيراني مثل «بي بي سي» الفارسية وراديو «فردا» ومحطة «دوتشه فيله» الألمانية، موضحا أن «تلك القنوات أجنبية وتمويلها حكومي وبالتالي فإنها تتبع خطا معينا في تغطيتها، أما (راسا تي في) فإنها تتلقى التمويل من كل أنحاء العالم»، في إشارة إلى استقلالية المحطة. وأضاف أن التبرعات التي استخدمت لإنشاء المحطة جمعت عبر الموقع الإلكتروني للتواصل الاجتماعي «الفيس بوك».

وتتخذ المحطة من بروكسل مقرا لها إلا أن مراسليها ينتشرون في أماكن عدة ويتواصلون عبر شبكة الإنترنت.