ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الانتحاري في كويتا إلى 57 قتيلا

البيت الأبيض يدين «بأشد التعبيرات» الهجمات في باكستان

TT

قتل 57 شخصا على الأقل وأصيب 197 بجروح في هجوم انتحاري استهدف مسيرة نظمتها الأقلية الشيعية بمناسبة «يوم القدس» في كويتا جنوب غربي باكستان أول من أمس، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها الشرطة التي فرضت إجراءات أمنية مشددة السبت بمناسبة تشييع الضحايا. وقال قائد شرطة الولاية مالك محمد إقبال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «حصيلة قتلى الاعتداء الانتحاري هي 57 قتيلا». وبحسب الشرطة، فإن انتحاريا اندس يوم الجمعة بين حشد من 450 شيعيا كانوا يسيرون في تظاهرة بمناسبة «يوم القدس» وفجر نفسه عند وصول التظاهرة إلى الساحة الرئيسية في المدينة. الانفجار أحدث فوضى، وبدأ عدد من الغاضبين بإضرام النيران وإطلاق النار في الهواء بينما فر آخرون أو استلقوا على الأرض لتجنب الأعيرة النارية. وأضاف إقبال أن «الإجراءات الأمنية تم تشديدها لضمان أمن التشييع الجماعي بعد ظهر أمس». وأغلقت جميع المتاجر والمؤسسات في كويتا أبوابها السبت استجابة لدعوة إلى الإضراب أطلقتها جمعية تجار المدينة. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن «الطرقات خاوية وقوات الأمن ومكافحة الإرهاب تسير دوريات في مختلف الأنحاء». وأكد الضابط أن الشرطة لم تعتقل حتى الساعة أي مشتبه به في الهجوم، لكن التحقيقات الجارية تحرز تقدما. من جهته، قال المسؤول في الشرطة سردار خان إن حصيلة جرحى الهجوم بلغت 197 جريحا.

ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الهجمات الطائفية. فقد فجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم في موكب ديني للشيعة الأربعاء في مدينة لاهور شرق باكستان مما أدى إلى مقتل 31 شخصا وإصابة المئات. وفي وقت سابق من يوم الجمعة قتل شخص واحد على الأقل وأصيب أربعة آخرون عندما فجر انتحاري نفسه بعد أن أوقفته الشرطة أمام مسجد للطائفة الأحمدية في مدينة ماردان شمال غربي باكستان، بحسب الشرطة. وصرح واقف خان رئيس الشرطة أن «انتحاريا حاول دخول مسجد للأحمدي، إلا أن الشرطة اعترضته» مضيفا أن الشرطة قتلت الانتحاري بالرصاص قبل أن يفجر نفسه. وذكر خان أن «أحد المارة قتل كما أصيب أربعة آخرون في إطلاق النار والتفجير الانتحاري»، إلا أنه قال إنه من غير الواضح ما إذا كان الرجل قتل بالتفجير أم برصاص الحراس. والشيعة الذين يشكلون قرابة 20% من عدد السكان، هم من الأهداف المفضلة لعناصر حركة طالبان السنية المتطرفة وحلفائها من السنة. ويشكل السنة نحو 80% من أصل عدد سكان باكستان البالغ نحو 170 مليون نسمة. إلى ذلك، أدان البيت الأبيض أول من أمس «بأشد التعبيرات الممكنة» الهجمات التي استهدفت الأقليات الدينية في باكستان، مؤكدا تضامن الولايات المتحدة مع الشعب الباكستاني «في هذه الأوقات العصيبة». وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية في بيان: «تدين الولايات المتحدة، بأشد التعبيرات الممكنة، الاعتداءات الإرهابية على مسيرة دينية في كويتا ومركز للعبادة في بيشاور. نتقدم بأصدق تعازينا إلى عائلات الضحايا». وأضافت الرئاسة الأميركية أن «استهداف مدنيين أبرياء خلال شهر رمضان المقدس في وقت عصيب أصلا، تحاول خلاله البلاد معالجة آثار الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة، يجعل هذه الأعمال محط استنكار أكبر». وختم البيان بالقول إن البيت الأبيض «سيواصل وقوفه إلى جانب الشعب الباكستاني في هذه الأوقات العصيبة». وفي وقت سابق من يوم الجمعة، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن الولايات المتحدة تندد بـ«بالهجمات الوحشية» التي وقعت في باكستان و«تقف إلى جانب الشعب الباكستاني الذي يجب أن يكون قادرا على ممارسة قناعاته الدينية بسلام، خاصة خلال رمضان».