اليمن: الحوثيون يعيدون الانتشار في حرف سفيان ويرتكبون «خروقات»

7 قتلى و15 جريحا في اشتباكات بجنوب البلاد واعتقال عربي مشتبه بالإرهاب

يمنيون مؤيدون للحوثيين خلال تجمعهم احياء ذكري يوم القدس في محافظة صعدة أمس (أ.ف.ب)
TT

تواصلت في جنوب اليمن الحوادث الأمنية المتفاقمة، ولليوم الثاني على التوالي سمع دوي انفجارات في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الانفجارات التي سمعت فجر أمس وقعت في مبنى جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، وتلاها تبادل إطلاق نار، وإن هذه الواقعة جاءت بعد أقل من 24 ساعة على انفجارات مماثلة في الحوطة اتضح أنها وقعت في مبنى إدارة الأمن العام بالمدينة، وتشير المعلومات الأولية إلى مقتل 3 أشخاص في الاشتباكات التي تلت تلك التفجيرات.

وشهدت مدينة الحبيلين، مركز مديريات ردفان بمحافظة لحج، أمس اشتباكات بين مسلحين يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين هاجموا عددا من الأطقم العسكرية وسط سوق المدينة، الأمر الذي أسفر عن مقتل جندي وإصابة 4 من رفاقه و6 مواطنين في الاشتباكات، إضافة إلى إحراق آلية عسكرية، وجاءت هذه الاشتباكات تواصلا لاشتباكات اندلعت في وقت متأخر من مساء الجمعة، واستمرت حتى صباح أمس في أطراف مدينة الحبيلين بين قوات الأمن والجيش، من جهة، والمسلحين من جهة أخرى، وأسفرت عن مقتل جندي و2 من المسلحين وإصابة 5 آخرين. وقالت مصادر محلية إن المواقع العسكرية المرابطة في أكثر من موقع قصفت بعض المواقع التي كان المسلحون يتحصنون فيها.

وأكدت مصادر أمنية يمنية اعتقال 9 من المشتبه في تورطهم في الهجوم الذي استهدف إدارة أمن محافظة لحج وإلى جانبه مكتب مدير عام مديرية تبن، وقال مركز الإعلام الأمني التابع للداخلية اليمنية إن «المادة المتفجرة وضعت في برميل قمامة كان موجودا في منطقة تقع بين مبنى إدارة الأمن ومكتب مدير مديرية تبن»، وأشار إلى أن الانفجار لم يسفر عن أي «أضرار بشرية ولكنه أحدث فتحة في جدار مبنى إدارة أمن محافظة لحج»، وإلى أن المعتقلين الـ9 جرى إحالتهم إلى إجراءات التحقيق والتحري، فيما تتواصل الإجراءات لمعرفة دوافع حادثة التفجير التي وصفتها أجهزة الأمن بأنها «تستهدف السكينة العامة بمدينة الحوطة».

واعتقلت أجهزة الأمن اليمنية في منطقة مكيراس، بمحافظة أبين الجنوبية، مواطنا عربيا للاشتباه في صلته بالإرهاب، وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن أفراد الأمن المرابطين في النقطة الأمنية في «عقبة ثره» بمديرية مكيراس ألقوا القبض على مواطن عربي يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة ويدعى جابر علي القيضي ويبلغ من العمر 27 عاما، وأشارت إلى أن القيضي اعتقل أثناء قدومه على متن دراجة ناريه من مديرية لودر وبمحافظة أبين، وإلى أنه «لم تكن بحوزته أي وثائق تثبت هويته»، مؤكدة أنه جرى «التحفظ عليه لإجراءات التحقيق والتحري».

وجاء اعتقال هذا المواطن العربي بعيد اعتقال مواطنين يعتقد بانتمائهما إلى «القاعدة»، أحدهما قيادي ويدعى صلاح علي عبد الله الدماني، وذلك عندما وصل إلى النقطة الأمنية الواقعة في منطقة «أمشعة» في مديرية لودر وهو «يركب دراجة نارية، وقد ضبطوا بحوزته بندقية آلية و3 مخازن ذخيرة»، بالإضافة إلى «قنبلة يدوية».

وقال أفراد النقطة الأمنية إن المتهم عند اعتقاله كان «يتحدث عبر الهاتف الجوال»، وإن آخر كلمة قالها هي: «أمسكوني»، وإنه على أثر ذلك قامت «عناصر تنظيم القاعدة بإطلاق النار على النقطة الأمنية، دون حدوث أي خسائر بشرية أو مادية».

أما في العاصمة صنعاء، فقد ذكرت مصادر عسكرية يمنية أن أحد عناصر تنظيم القاعدة سلم نفسه، الجمعة، إلى السلطات، وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن المدعو جلال الصيدي استسلم لأجهزة الأمن في مديرية لودر، وإنه كان من بين 7 من «عناصر التنظيم الذين فتشت منازلهم، اليومين الماضيين»، والذين تم «القبض على عدد منهم خلال عملية تمشيط تقوم بها أجهزة الأمن، للقبض على ما تبقى من عناصر التنظيم بمدينة لودر ومناطق محيطة بها».

على صعيد آخر، وبعيد يوم واحد من مظاهرة للآلاف من أنصار عبد الملك الحوثي، القائد الميداني لجماعة الحوثيين في مدينة ضحيان، في ذكرى «يوم القدس» استجابة لدعوة قائدهم، اتهمت السلطات اليمنية «العناصر الحوثية» بـ«تكثيف تواجدها» في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، الواقعة إلى الشمال من العاصمة صنعاء.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن «العناصر الحوثية» انتشرت في مناطق «العشية، الزعلاء، السماط»، بالإضافة إلى تواجدها بشكل مكثف في مدينة سفيان ووادي الغلبة، إلى جانب انتشارهم في «الخطوط الرئيسية – سفيان – صعدة – سفيان – برط»، وكذا قيامهم بـ«استفزاز المواطنين وتفتيشهم في النقاط والتدخل في شؤون المواطنين المدنية والجنائية».

وأضاف مركز الإعلام الأمني الحكومي أن «العناصر الحوثية، في حرف سفيان، قامت باحتلال مدارس ومراكز صحية وخدمية» في ظل «استمرارهم في تحصين المواقع المتواجدين فيها من وقت لآخر».

واعتبرت الداخلية اليمنية «هذه الأعمال» أنها «استفزازية وخروقات»، تتزامن مع «تكثيف نشاطهم الدعائي الموجه ضد الحكومة والتحريض عليها»، وأضافت المصادر الحكومية اليمنية أن هذه «الاستفزازات والتصرفات تقوم بها العناصر الحوثية في حرف سفيان»، وأيضا «خرق للنقاط الـ6 وعائقا أمام عودة المواطنين النازحين من المديرية إلى قراهم وإجبارهم على تسليم الزكاة لهم».

وكانت سلطات الأمن اليمنية اتهمت «العناصر الحوثية» في مديرية «خراب المواشي» بمحافظة الجوف بإطلاق النار «على بعضهم البعض»، وقالت إن «مجموعة من الحوثيين كان على رأسهم المدعو عادل باقي هذيل، وعبده أبو رأس قد تبادلوا إطلاق النار مع طرف آخر من الحوثيين من آل عاطف وآل مسيع»، وإن «العناصر الحوثية قامت بالتمركز في جبل مجادر بجبل الشمس»، قبل أن يتبادل الطرفان إطلاق النار، دون توفر معلومات حول الضحايا.