خادم الحرمين يستقبل الأمير رشيد بن الحسن الثاني وأمين رابطة العالم الإسلامي وذوي الفقيد المقدم طيار عبد الله الزهراني

جامعة أم القرى تمنحه الدكتوراه الفخرية في «خدمة الإنسانية»

TT

منحت جامعة أم القرى في مكة المكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شهادة الدكتوراه الفخرية في خدمة الإنسانية، وأكد مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري معتوق عساس اعتزاز الجامعة بموافقة خادم الحرمين الشريفين على رغبتها في منحه شهادة الدكتوراه الفخرية في خدمة الإنسانية، وقال في كلمة ألقاها أمام خادم الحرمين الشريفين «إن التوافق الدولي رسميا وشعبيا على دوركم في خدمة الإنسانية لم يأت من فراغ؛ فأياديكم - متع الله بكم - في خدمة الإنسانية كثيرة تفوق الحصر، والناظر في هذه الجهود الإنسانية - يا خادم الحرمين - يجدها تنتظم في مجالات كثيرة».

وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل في قصر الصفا بمكة المكرمة قبل مغرب أمس الأمير رشيد بن الحسن الثاني، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وكبار المسؤولين في الرابطة، وصالح بن أحمد الزهراني وابنيه سعيد وخالد، الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم على عزائه ومواساته لهم في فقيدهم الشهيد مقدم طيار عبد الله بن صالح الزهراني الذي استشهد أثناء مهمة عمل تدريبية في إسبانيا.

كما استقبل وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، يرافقه مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وكبار المسؤولين بمناسبة قبول خادم الحرمين الشريفين شهادة الدكتوراه الفخرية في خدمة الإنسانية من الجامعة.

واستعرض الدكتور عساس في كلمته جهود خادم الحرمين الشريفين في عدد من المجالات الإنسانية، وبين أنها تشمل مجال الغوث الإنساني: «مساعداتكم للدول المتضررة مذكورة مشهورة، لا تختص ببلد ولا إقليم ولا جنس ولا ديانة؛ بل شملت القريب والبعيد، وليس الجسر الإغاثي لباكستان عنا ببعيد، ولا مساعدتكم لغيرها بخافية».

وفي مجال التواصل الإنساني «بذلتم كثيرا من الجهود لتحقيق حياة إنسانية مستقرة يتواصل فيها الإنسان بأمن وسلام مع أخيه الإنسان، وذلك عبر مبادرات الحوار المحلي والعالمي وجوائز الترجمة والتراث والثقافة ومشروع الابتعاث الرائد الذي شكل بوابة تواصل ثري مع الثقافات المختلفة، ولا تزال أصداء كلمتكم الصادقة تتجاوب في الآفاق حين قلتم: (وتبلور في ذهني أن أطلب من ممثلي أتباع الأديان السماوية الاجتماع كإخوة يشتركون في إيمانهم وإخلاصهم لكل الأديان.. توجههم إلى رب واحد، للنظر في إنقاذ البشرية مما هي فيه».

وفي مجال الرفاه الإنساني «دعمتم مسيرة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية وجاءت بياناتكم وقراراتكم باستمرار يا خادم الحرمين مناصرة لأصحاب الحق ومدافعة عن المظلومين، كما أنكم أسهمتم بشكل فاعل في دفع عجلة الحركة الاقتصادية محليا وعالميا عبر إنشاء المدن الاقتصادية والمشاركة الفاعلة في القمم العالمية المؤثرة».

ومن أبرز ما تحقق في مجال الرفاه الإنساني «ما بذلتموه وتبذلونه في خدمة مسيرة التعليم العالي في المملكة لما للمنجزات العلمية من دور بارز في تسهيل حياة الإنسان وترقيتها، وحسبنا حصولكم - أيدكم الله - على جائزة الملك خالد - رحمه الله - للإنجاز الوطني في مجال التعليم العالي. ولا عجب، فقد أنشأتم جامعة الملك عبد الله التي خصصت 85 في المائة من مقاعدها لغير السعوديين، فأصبحت بذلك محضنا متميزا للعقول المبدعة من سائر أنحاء العالم، كما تمكنت وزارة التعليم العالي بدعمكم وتوجيهكم، من زيادة عدد الجامعات من 8 جامعات إلى 24 جامعة، وتمكنت كذلك من رفع مستوى الأداء النوعي للجامعات بحيث صارت تنافس على المراكز المتقدمة في التصنيفات العالمية، وتزاحم على المراتب الأولى في المسابقات الدولية، محققة بذلك قفزة تاريخية للتعليم العالي في بلادنا الحبيبة، مما صير تجربة المملكة في التعليم العالي مثلا يقتدى به في كثير من الدول العربية والإسلامية، وقد طالبت دول عدة بالاستفادة من هذه التجربة الرائدة».

وقال في ختام كلمته: «إنني باسم جامعة أم القرى حيث مكة المكرمة مولد نبي الإنسانية صلى الله عليه وسلم، أتشرف بقبولكم وسام الإنسانية؛ شهادة الدكتوراه الفخرية في خدمة الإنسانية، فشكرا سيدي، شكرا على ما قدمتم للإنسانية.. وشكرا على قبولكم هذا التعبير عن امتنان الإنسانية لكم»، وقد تسلم الملك عبد الله شهادة الدكتوراه من الدكتور خالد العنقري ومدير جامعة أم القرى، وأعرب عن شكره للوزير العنقري والدكتور بكري عساس ولجامعة أم القرى والقائمين عليها، داعيا الله سبحانه وتعالى لهم بالتوفيق والنجاح.

وكان صالح بن أحمد الزهراني والد الشهيد المقدم طيار عبد الله الزهراني ألقى كلمة في بداية الاستقبال رفع فيها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية على عزائه ومواساته لهم في فقيدهم، كما عبر عن شكره وتقديره لخادم الحرمين ولولي العهد على ما وجده ذوو الفقيد من رعاية كان من شأنها تخفيف مصابهم وأحزانهم، وحمد الله أن قيض لهذا البلد الكريم قيادة حكيمة لا تدخر جهدا في متابعة أحوال المواطنين وتخفيف آلامهم وأحزانهم، وقال: «ما حظينا به من لفتة كريمة من لدن مقامكم الكريم بتوجيهاتكم - يحفظكم الله - للجهات المختصة بمتابعة إجراءات سفر أسرة الشهيد - إن شاء الله - ونقل جثمانه إلى أرض الوطن في وقت وجيز.. يعد مصدر فخرنا واعتزازنا».

من جهة أخرى، تسلم خادم الحرمين الشريفين من الدكتور عبد الله التركي درعا تذكارية من رابطة العالم الإسلامي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها، وكذلك الكتاب الوثائقي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين في «المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار».

حضر الاستقبالات الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمراء. كما حضر الاستقبال عدد من الوزراء وكبار المسؤولين. وقد تناول الجميع طعام الإفطار على مائدة خادم الحرمين الشريفين.