مصر: إحالة الإعلامي حمدي قنديل إلى المحاكمة الجنائية في قضية سب لـ«أبو الغيط»

صحافيون حذروا من خطورة التوسع في الإحالة إلى المحاكم في قضايا النشر

مجموعة من مقاتلي حركة الشباب الأصولية في الصومال يتوجهون إلى شمال العاصمة مقديشو أمس (أ.ب)
TT

قرر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود، أمس، إحالة الصحافي والإعلامي حمدي قنديل إلى المحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة جنايات الجيزة، لمحاكمته بتهم السب والقذف في حق وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وأثار القرار ردود فعل في أوساط عدد من الصحافيين عبروا عن خطورة التوسع في الإحالة للمحاكم في قضايا النشر، خلال الفترة الأخيرة. ونسبت النيابة إلى قنديل، أمس، تهمة سب وقذف موظف عام أثناء وبسبب تأديته لوظيفته. ومن المقرر أن تحدد محكمة استئناف القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة جلسة ودائرة المحاكمة التي ستباشر محاكمة قنديل فور تسلمها ملف القضية والتحقيقات من النيابة.

وجاءت تحقيقات النيابة مع قنديل وإحالته إلى المحاكمة، أمس، إثر بلاغ تقدم به أبو الغيط ضد قنديل عقب نشر الأخير لمقال بصحيفة «الشروق» الخاصة مؤخرا، حيث شكا وزير الخارجية مما قال إنه ألفاظ استخدمها الكاتب كانت بمثابة سب وقذف في حقه تتجاوز حدود النقد الذي يمكن تقبله. وكان قنديل قد ذكر في أقواله أمام النيابة إبان التحقيق معه إنه يهدف من مقاله إلى الصالح العام وإنه لم يقصد سب وزير الخارجية أو الإساءة إليه، وإنما انتقاد تصريحه عندما قال إن إسرائيل دولة عدو لمصر، لأن ذلك يتعارض مع السياسة العامة للدولة. وقال قنديل - أمام النيابة - إن أبو الغيط اعتاد أن يدلي بتصريحات غير محسوبة.

من جانبه، انتقد الإعلامي وائل الإبراشي، رئيس تحرير جريدة «صوت الأمة» الخاصة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» لجوء وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إلى النيابة العامة والبلاغات القضائية المباشرة في مواجهة ما ينشر بالصحف من مقالات الرأي، معتبرا أن ما أقدم عليه وزير الخارجية يمثل خطأ جسيما، وكان من الأجدى قيام الوزير بالرد بالأسلوب المناسب الذي يتمثل في إرسال رد لنشره في المساحة نفسها والمكان ذاته بالصحيفة.

وأشار الإبراشي إلى أن الوزراء أصبحوا يلجأون مؤخرا إلى القضاء ضد الصحافيين وكتّاب الرأي، معتبرا أن مثل هذا الأمر - إحالة كاتب إلى المحاكمة بسبب رأي - يمثل ظاهرة خطيرة تهدد مناخ حرية الصحافة والإعلام في مصر، لأن هناك قاعدة معروفة مفادها أن «مَنْ استوزر فقد استهدف»، فضلا عن أن أبو الغيط يمثل الدبلوماسية المصرية، وكان عليه أن يراعي قيمة حمدي قنديل الإعلامية أولا، حتى وإن بدر عن الأخير نقد لاذع أو تجاوز لفظي.

وأضاف أن كثيرا من الوزراء تم انتقادهم بمعرفة الصحافة في السابق، ولم يلجأوا إلى أسلوب (جرجرة الصحافيين والإعلاميين وكتّاب الرأي في المحاكم) غير أنه لوحظ في الآونة الأخيرة لجوء الكثير من الوزراء لهذا الأسلوب الذي يمثل إرهابا للصحافة وحرية التعبير والرأي، حسب الإبراشي.

ومن جهته، أعرب مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة «الأسبوع» الخاصة، عضو البرلمان المصري، لـ«الشرق الأوسط» عن أمله أن يتنازل أبو الغيط عن دعواه ضد حمدي قنديل، مشيرا إلى أن ما كتبه الأخير يأتي في إطار الاختلاف المشروع في وجهات النظر والآراء في ما يتعلق ببعض السياسات، لافتا إلى أنه سيبذل مساع للوساطة بين الوزير وقنديل لإنهاء الأمر بصورة ودية.