بغداد: 8 قتلى في ثاني هجوم على مبنى وزارة الدفاع القديم خلال أقل من 3 أسابيع

مسؤول عسكري: تنظيم القاعدة يلجأ إلى أسلوب «الانتحاري المجهول»

TT

أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل 8 أشخاص وإصابة 25 آخرين بجروح الأحد في هجوم انتحاري بواسطة حافلة ركاب، هو الثاني من نوعه يستهدف وزارة الدفاع القديمة في باب المعظم وسط بغداد خلال أقل من 3 أسابيع. من ناحية ثانية، كشف مسؤول عسكري عن لجوء تنظيم القاعدة إلى نوع جديد من الهجمات سماه «الانتحاري المجهول».

وقالت المصادر العاملة في مدينة الطب المجاورة لمكان انفجار الحافلة المفخخة إن «8 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 25 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب وزارة الدفاع القديمة». وتابعت، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «القتلى وغالبيتهم العظمى من المدنيين تم انتشالهم من تحت أنقاض منازل قديمة متداعية تهدمت بفعل الانفجار».

ومنطقة الميدان الواقعة في باب المعظم، شمال وسط بغداد، قديمة جدا تعود معظم مبانيها إلى مطلع القرن العشرين.

ولم يتم الحصول على حصيلة نهائية للضحايا، حيث أكدت مصادر أمنية «مقتل 8 أشخاص بينهم 4 من قوات الأمن وإصابة 21 آخرين بينهم 15 جنديا بجروح في الهجوم». وأعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا «مقتل 7 أشخاص، بينهم 3 من الشرطة الاتحادية، وإصابة 29 آخرين». وقال «حاولت مجموعة إرهابية من 5 أشخاص يرتدون أحزمة ناسفة ويستقلون حافلة صغيرة مفخخة، الاقتراب من الباب الخلفي للوزارة (...) فدارت اشتباكات بين قوات الأمن والمجموعة الإرهابية». وأضاف «لدى ترجل واحد من الخمسة تمكنت قوات الأمن من قتله أثناء محاولة الاقتراب من نقطة التفتيش في حين فر اثنان من الحافلة إلى أحد المباني وتمت محاصرتهما وقتلهما». وختم مؤكدا «انفجرت الأحزمة التي يرتديها الاثنان الآخران داخل الحافلة بينما كانت تحاول اقتحام الباب الخلفي» للوزارة.

وقد أعلنت عمليات بغداد في وقت سابق أن «إرهابيا يقود حافلة مفخخة قام بتفجير نفسه قرب الباب الخلفي لمبنى وزارة الدفاع القديمة». وأوضح المصدر أن «أصوات الطلقات النارية ناتجة عن إطلاق القوات الأمنية النار باتجاه السيارة قبل أن يفجرها الانتحاري».

بدورها، أوضحت مصادر متطابقة في وزارتي الدفاع والداخلية أن المهاجمين كانوا 5 أشخاص يستقل أحدهم حافلة ركاب صغيرة قام بتفجيرها أمام المبنى الخلفي للوزارة القديمة، في حين أطلق الحرس النار على انتحاري آخر ما دفعه إلى تفجير نفسه، كما أصابوا زميله بجروح. قال ضابط في الشرطة الاتحادية أصيب بجروح في ركبته اليسرى وفخذه الأيمن إن «(دايو) حمراء اللون مرت على الحاجز وخضعت للتفتيش لكن السائق فجرها عند الحاجز الثاني». وأضاف رافضا ذكر اسمه «أن عددا من المسلحين حاولوا اقتحام مقر الوزارة القديمة مطلقين النار على الجنود (...) أوقعت 6 قتلى من الجنود ثم هاجم انتحاري نقطة التفتيش بينما كانت الاشتباكات جارية وفجر نفسه هناك». وتابع «كنت أنتظر مع زملاء قرب عربة مدرعة فأصبت بجروح وحاولت الاختباء وراء العربة لكنني بعد برهة ألقيت نظرة على زملائي فلم يكن هناك سوى بقع من الدماء». ورفض جنود السماح بالاقتراب من محيط الانفجار بسبب «تواصل إطلاق النار».

يشار إلى أن وزارة الدفاع القديمة باتت مقرا لعمليات ناحية الرصافة شرق نهر دجلة في بغداد. وكان 59 شخصا على الأقل من المتطوعين والجنود العراقيين قتلوا وجرح أكثر من مائة آخرين عندما فجر انتحاري نفسه في 17 أغسطس (آب) الماضي، أمام مركز تجنيد في مقر الوزارة القديمة في منطقة الميدان الواقعة في باب المعظم. وكان مسلحون من تنظيم القاعدة اقتحموا المصرف المركزي القريب من مكان التفجير الحالي في 13 يونيو (حزيران) في عملية أسفرت عن مقتل 15 شخصا.

من ناحية ثانية، قال اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية إن تنظيم القاعدة يعتمد أسلوبا جديدا في تنفيذ العمليات يسمى «الانتحاري المجهول». وقال «توصلنا من خلال معلومات استخباراتية دقيقة والتحليل الميداني خلال الأيام الماضية إلى حقيقة أن تنظيم القاعدة بات يفتقد إلى انتحاريين لتنفيذ أعمال إرهابية في عموم العراق». وأضاف «ألقينا القبض على مجموعة اعتمدت أسلوبا جديدا في محاولة لتعويض الإخفاق يسمى (الانتحاري المجهول)». وأوضح العسكري أن «أحد الأشخاص يقوم باستئجار سيارة أجرة أو حافلة ركاب صغيرة لوضع مواد متفجرة بداخلها دون علم سائقها فيقع الانفجار خلال تجوله في شوارع بغداد أو غيرها بهذا الشكل».

وتابع العسكري «لا نريد إخافة الناس لكن عليهم مشاركتنا في صناعة الأمن. هناك عشرات نقاط التفتيش وضمن مسافات محدودة. عليهم التوجه مباشرة إلى أقرب نقطة تفتيش ليحمي نفسه أولا وبلده ثانيا، ويساعدنا في القبض على هؤلاء الإرهابيين». وأكد أن «(القاعدة) تعد العدة لتنفيذ هجمات بهذه الطريقة خلال أيام عيد الفطر ضد القوات الأمنية».