أعلنت مصر رسميا أنها ستستضيف الجولة الثانية من المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية في منتجع شرم الشيخ يوم 14 من الشهر الحالي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي، في تصريحات له أمس، إن المفاوضات ستجري على مستوى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمشاركة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون. وانطلقت إعادة المفاوضات بدعوة أميركية يوم الخميس الماضي في واشنطن بمشاركة الرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وذلك بعد انقطاع دام نحو 20 شهرا بسبب الإصرار الإسرائيلي على بناء المستوطنات وتهويد القدس ومواصلة حصار المناطق الفلسطينية.
على صعيد متصل، قررت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح على الحدود بين مصر وغزة مدة ثلاثة أيام خلال عيد الفطر، وذلك للمرة الأولى منذ افتتاحه بأمر من الرئيس المصري حسني مبارك في الأول من يونيو (حزيران) الماضي، فيما استغرب مسافرون فلسطينيون القرار وأعربوا عن مخاوفهم من عدم إعادة فتحه مرة أخرى. وقال مسؤول مصري بمعبر رفح الحدودي إنه سيتم وقف العمل بالمعبر ابتداء من العاشر من الشهر الحالي على أن يفتتح مرة أخرى في الثالث عشر من نفس الشهر أمام حركة عبور الفلسطينيين في الاتجاهين، مضيفا أنه تم إبلاغ الجانب الفلسطيني بهذا القرار.
وتابع المسؤول أن المعبر سيعاود العمل بنفس الشروط ونفس المواعيد عقب انتهاء إجازة عيد الفطر. وقال إن إجمالي عدد الفلسطينيين الذين سمح بعبورهم منذ فتح المعبر وحتى ليل السبت بلغ 74 ألفا و500 فرد حيث وصل إلى الأراضي المصرية 35 ألفا و694 فردا، وغادر إلى قطاع غزة 38 ألفا و806 أفراد. واستغرب المسافرون الفلسطينيون عند معبر رفح القرار المصري الذي صدر بشكل مفاجئ ودون تنسيق مع الجانب الفلسطيني، وقال الفلسطيني خالد إياد، الذي كان قادما من غزة في طريقه للقاهرة لاستكمال دراسته إن هناك المئات من الفلسطينيين من بينهم أصدقاء وأقارب لهم قرروا العودة إلى غزة خلال فترة العيد لقضائه مع ذويهم.
وأضاف أن «العائدين الفلسطينيين ارتبطوا بحجوزات على الطائرات بمواعيد وأيام محددة والقرار المصري المفاجئ أربك الجميع». وقال مصطفى شاهر، الذي كان عائدا من رحلة عمل بالسعودية إن «أغلب الفلسطينيين العاملين بالمملكة كانوا يتوقعون استمرار فتح المعبر خاصة مع تأكيد الحكومة المصرية أكثر من مرة أنه مفتوح لأجل غير مسمى».
وقال: كنا نتوقع أن يزيد عدد ساعات العمل بالمعبر خلال العيد، وأن يعمل المعبر طوال اليوم نظرا لارتفاع أعداد الفلسطينيين المنتظر عودتهم إلى أراضيهم خلال فترة الأعياد. وتقول أم حبيبة إن الآلاف من الفلسطينيين سيضطرون إلى قضاء عيد الفطر داخل الأراضي المصرية بسبب هذا القرار.
ويكمل افتتاح معبر رفح يوم الأربعاء المقبل يومه المائة منذ إعادة افتتاحه بأوامر الرئيس مبارك في الأول من يونيو الماضي في أعقاب هجوم شنه الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية.
وسمحت مصر خلال نفس الفترة بإدخال نحو 475 طنا من الأدوية والأجهزة والمساعدات الطبية وألبان الأطفال و54 سيارة إسعاف، وكراس للمعاقين، و42 مولدا كهربائيا إضافة إلى 7600 بطانية و357 خيمة ومفروشات وملابس وأحذية ومساعدات أخرى.