حكومة إسرائيل تصادق على تعيين «غالانت» رئيسا للأركان

تلقى ضربة من حزب الله في حادثة أنصارية.. وقاد حرب غزة

TT

صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس على تعيين الميجور جنرال يواف غالانت (52 عاما) رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، على أن يباشر مهامه في 11 فبراير (شباط) المقبل، عند انتهاء فترة ولاية الجنرال غابي أشكنازي، رئيس الأركان الحالي.

وتجدر الإشارة إلى أن وزير الدولة المكلف، ميخائيل إيتان، صوت ضد تعيين غالانت في هذه المرحلة، وطالب بإرجاء عملية التصويت إلى حين استيضاح الأنباء التي أفادت أن غالانت تصرف في قطعة أرض قرب بيته بصورة مخالفة للقانون. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة «إن غالانت أبلى بلاء حسنا خلال خدمته العسكرية في الخطوط الأمامية للجيش طوال 33 عاما، وأثبت قدرته المميزة بصفته مقاتلا شجاعا مقداما لا يهاب، وضابطا متفوقا وقائدا متزنا ومسؤولا في ساحات المعارك». وأضاف نتنياهو قائلا: «غالانت يواصل بذلك اتباع نهج التفوق والإخلاص الذي تميز به رئيس الأركان الحالي، الجنرال غابي أشكنازي». وهنأ أشكنازي على الفور غالانت، وقال إنه سيقدم له المساعدة اللازمة ليباشر مهام منصبه على أفضل وجه في الموعد المقرر بعد نحو نصف عام.

وقال أشكنازي إنه سيبقى على رأس مهامه حتى نهاية الأربع سنوات، والتي ستنتهي في فبراير المقبل، نافيا بذلك الأنباء التي أفادت أنه سينهي مهامه قبل انتهاء هذه الفترة إثر الجدل الكبير الذي أثارته ما عرف بـ«وثيقة غالانت المزورة»، التي فجرت اتهامات وصراعات متبادلة بين جنرالات الجيش الإسرائيلي. وأكد ذلك وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال إنه سيتعاون تماما مع أشكنازي، واصفا إياه بـ«القائد الجيد وصاحب الخبرة الممتازة في الجيش الإسرائيلي»، متمنيا أن يستمر أشكنازي في أداء مهامه لتطوير الجيش الإسرائيلي حتى نهاية ولايته.

واعترف أشكنازي بأنه يمر بفترة غير سهلة على خلفية قضية وثيقة غالانت «المزورة»، ولكنه أعرب عن ارتياحه لكون الشرطة أكدت أن أيا من كبار ضباط هيئة الأركان العامة، وأيا من العاملين في مكاتب هؤلاء الضباط لم يكن ضالعا في عملية تزوير الوثيقة.

ومن جهة ثانية، أقرت الحكومة الإسرائيلية اقتراح باراك باختصار مدة ولاية رئيس أركان الجيش من 4 إلى 3 سنوات قابلة للتجديد.

وُلد قائد الأركان الجديد في يافا عام 1958، وهاجر والداه من أوروبا على متن سفينة «أكسودس» لإسرائيل، وعمل والده في الجيش الإسرائيلي قناصا وحاز على شهادات تفوق عسكرية.

وفي عام 1976 انضم غالانت إلى صفوف الجيش الإسرائيلي منتسبا للكوماندوز البحري «شييطت 13» (الدورية 13)، المتخصصة بعمليات في الخارج، وعمل كضابط عسكري بحري.

وبعد 6 أعوام، أي في عام 1982، ترك الجيش وانتقل إلى ولاية ألاسكا الأميركية وعمل حطابا للخشب، وأراد أن يطور عمله ليتاجر في الخشب، لكنه فشل وعاد إلى صفوف الجيش الإسرائيلي بعد سنتين (1984) ليعمل قائدا لسفينة عسكرية مقاتلة. وفي عام 1986 تم ترقية غالانت إلى قائد الوحدة البحرية العسكرية (شييطت 13) برتبة مقدم.

وفي عام 1988، بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، نقل إلى جنين، وظل يترقى في سلم قيادة الجيش في الضفة الغربية حتى 1994. وكان أحد الذين رتبوا الأوضاع الميدانية تمهيدا لدخول الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لأرض الوطن بعد اتفاق أوسلو. وفي السنة نفسها أعيد إلى الكوماندوز البحري، كأول قائد له، لكنه تلقى ضربة قاسية من حزب الله بعدما فقدت الوحدة التي يقودها 12 جنديا في كمين نصبه مقاتلو حزب الله في أنصارية في لبنان، فأرسل غالانت إلى قطاع غزة قائدا عسكريا للمنطقة.

وفي عام 1996، أرسل إلى سلاح المدرعات، ومن هناك عين قائدا للقوات البرية، وتحسنت علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرئيل شارون، وبعد عام على انتخاب شارون رئيسا للوزراء في 2001، اختار غالانت ليكون سكرتيره العسكري.

وتعتبر حرب غزة 2009 الأهم في مسيرته، ويصفه فلسطينيو القطاع بـ«المجرم». وكان غالانت القائد العسكري المسؤول عن عملية «الرصاص المصبوب» التي راح ضحيتها أكثر من 1200 فلسطيني والآلاف من الجرحى.

وغالانت من أوائل العسكريين الذين قدموا من الخدمة العسكرية في سلاح البحرية إلى رأس القيادة العسكرية البرية. وشغل غالانت قائدا لوحدة الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، ورئيسا للهيئة العسكرية البرية.