قتيلان وجرحى ومفقودون في قصف إسرائيلي لأنفاق غزة

القاهرة تكثف جهودها لإحباط عمليات تهريب السلاح في عمق سيناء

TT

لأول مرة منذ عدة أشهر، أغارت طائرات عسكرية إسرائيلية مقاتلة على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر، مستهدفة المنطقة التي توجد فيها مئات الأنفاق التي تستخدم لتهريب البضائع. وأسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين وفقدان عدد آخر.

وذكر شهود عيان أن طائرات من طراز «إف 15» ألقت قنابل تزن الواحدة طنا من المتفجرات على مناطق متفرقة على الشريط الحدودي، الليلة قبل الماضية وفجر أمس، في الوقت الذي كان يوجد فيه عدد من الأشخاص في هذه الأنفاق. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن القتيلين هما خالد عبد الكريم الخطيب (35 عاما)، وسليم محمد الحطاب (20 عاما) اللذين قتلا في نفق يقع في حي السلام شرق رفح.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية نفقا آخر في مخيم «يبنا» غرب رفح، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وفي خان يونس، قصفت طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ واحد على الأقل أرضا خالية في بلدة خزاعة شرق المدينة دون وقوع إصابات، حيث استهدف القصف أرضا زراعية قرب مدخل البلدة، كانت تعرضت لقصف مماثل قبل أسابيع. من ناحيتها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية، عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن القصف جاء ردا على قيام الفلسطينيين بإطلاق قذيفة صاروخية على منطقة النقب جنوب غربي إسرائيل.

وكانت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة في قطاع غزة قد أخلت مقارها مؤخرا في أعقاب قيام كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بتنفيذ عمليتين أسفرتا عن مقتل أربعة مستوطنين وجرح عدد آخر في كل من الخليل ورام الله، حيث خشيت الحكومة المقالة أن تقوم إسرائيل بالرد على العمليتين باستهداف مؤسساتها في القطاع.

يذكر أن إسرائيل دأبت في أعقاب انتهاء الحرب على قطاع غزة مطلع العام الماضي على قصف منطقة الأنفاق ردا على عمليات إطلاق القذائف الصاروخية التي يقوم بها عدد من الفصائل والمجموعات الفلسطينية الصغيرة. وتتهم إسرائيل حركة حماس بأنها تستغل فترة الهدوء الحالية في تهريب كميات كبيرة من السلاح والوسائل القتالية عبر مصر إلى قطاع غزة. وزعمت محافل عسكرية إسرائيلية مؤخرا أن حركة حماس نجحت في تهريب صواريخ قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي وتحديدا مدينة تل أبيب التي يعيش فيها مليون إسرائيلي، بالإضافة إلى قدرة الحركة على تهديد المرافق الاستراتيجية الهامة وتحديدا محطة توليد الكهرباء الرئيسية في جنوب إسرائيل، وقواعد سلاح المشاة والقواعد الجوية الإسرائيلية التي توجد في محيط القطاع. وتسود حالة من الإحباط في الأوساط العسكرية الإسرائيلية في أعقاب نجاح المهربين الفلسطينيين في اختراق الجدار الحديدي الذي أقامته الحكومة المصرية على طول الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر، حيث نجح المهربون في إحداث فتحات كبيرة في الجدار. وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات المصرية باتت تركز جهودها في إحباط عمليات تهريب السلاح في عمق صحراء سيناء.

وأشارت المصادر إلى نجاح الأمن المصري مؤخرا في الاستيلاء على كميات كبيرة من الصواريخ كانت في طريقها إلى قطاع غزة.