حركة إيتا الانفصالية تعلن وقف إطلاق النار لبدء «عملية ديمقراطية»

الحكومة الإسبانية ترد بحذر في بيان أنها تدرسه

TT

أعلنت حركة إيتا الانفصالية المسلحة، التي تناضل منذ 40 عاما من أجل استقلال إقليم الباسك شمال إسبانيا أمس، وقف إطلاق نار من أجل بدء «عملية ديمقراطية» تترك لمواطني الباسك تقرير مصيرهم بـ«حرية».

وتعتبر إيتا التي لم ترتكب أي اعتداء منذ أغسطس (آب) 2009 والمدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي، مسؤولة عن مقتل 829 شخصا منذ انطلاقها في 1959. وكان أول هجوم دام نفذته في 7 يوليو (تموز) 1968. وجاء رد فعل الحكومة الاشتراكية حذرا على إعلان المنظمة الباسكية. وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها تدرسه.

وأعلنت الحركة في شريط فيديو تسلمته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة «غارا» الباسكية القريبة منها والتي بثته على موقعها الإلكتروني، أنها «لن تنفذ بعد الآن عمليات هجومية مسلحة»، لكنها لم توضح إن كان وقف إطلاق النار هذا مؤقتا أم دائما. وظهر في الشريط ثلاثة ملثمين جالسين وخلفهم ملصق عليه شعار إيتا الذي يمثل أفعى وفأسا.

وقال صوت امرأة إن «بلاد الباسك باتت تعيش أوقاتا حرجة، إنها عند منعطف». وأضافت أن القرار اتخذ قبل أشهر عدة «للوصول إلى سيناريو يتيح إجراء عملية ديمقراطية».

وكان رئيس الحكومة خوسيه لويس ثاباتيرو أعلن في نهاية يوليو أن ليس أمام إيتا «سوى خيار واحد: إلقاء السلاح ومن دون أي شروط».

وأكدت المنظمة في الترجمة الإسبانية للفيديو «التزامها بإيجاد حل ديمقراطي لكي نتمكن نحن المواطنين الباسك من خلال الحوار والمفاوضات من تقرير مصيرنا بطريقة حرة وديمقراطية».

وأضافت المنظمة «إذا شاءت الحكومة الإسبانية! فإن إيتا مستعدة اليوم كما كانت بالأمس للقبول بالأسس الديمقراطية الضرورية في الحد الأدنى لاعتماد عملية ديمقراطية».

وقالت المنظمة إن «التغيير السياسي ممكن». وأضافت «إننا ننقل قرارنا هذا إلى المجتمع الدولي.. وندعوه إلى التجاوب بحس من المسؤولية مع رغبة والتزام إيتا، للمشاركة في إيجاد حل دائم وعادل وديمقراطي لهذا النزاع السياسي القائم منذ أكثر من مائة عام»، ولكن على أن يضمن ذلك «الاعتراف بحقوق شعب الباسك وإقرارها».

وتعرضت منظمة إيتا لحملة اعتقالات منذ انتهاء آخر هدنة أعلنتها في 2006. ومنذ بداية 2010، اعتقل 68 من المتعاونين مع المنظمة في إسبانيا ودول أوروبية أخرى. وأعلنت إيتا في يوليو عن «فترة تغيير» من دون أن توضح ما يعني ذلك.

ويشكل الحزب القومي الباسكي اسكو الكارتاسونا وحليفه باتاسونا الواجهة السياسية لمنظمة إيتا المحظورة منذ 2003. وطلب الحزبان من إيتا قبل أيام إعلان «وقفا دائما لإطلاق النار يمكن التحقق منه بإشراف دولي». كما مارست حركة باتاسونا الراديكالية ضغوطا منذ أشهر عدة على إيتا للتخلي عن العنف.

وتسعى حركة باتاسونا بكل السبل للانخراط في الحياة الديمقراطية وخصوصا من خلال التحالف مع الحزب القومي الباسكي بهدف المشاركة في الانتخابات البلدية في إقليم الباسك في 2011.