اليمن: اعتقال 14 عنصرا من «القاعدة» وارتفاع عدد قتلى مواجهات ردفان إلى 17

مسلحون يغتالون أحد وجهاء محافظة أبين

TT

أعلنت السلطات اليمنية، أمس، اعتقال 14 عنصرا من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، في الوقت الذي ارتفع عدد القتلى المدنيين والعسكريين في المواجهات الجارية في محافظة لحج الجنوبية إلى 17 شخصا. وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن حملة ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في مديرية لودر بمحافظة أبين مستمرة، وإن الأشخاص الـ14 جرى اعتقالهم في أعقاب انتهاء المواجهات التي دارت أواخر الشهر الماضي في المديرية بين قوات الأمن والجيش من جهة، ومسلحين من «القاعدة» من جهة أخرى.

ونقل مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة عن مصادر أمنية قولها إن من تبقى من «العناصر الإرهابية في المديرية ملاحقون ومطاردون على مدار الساعة، ومن يحاول منهم الفرار يتم إلقاء القبض عليه من قبل النقاط الأمنية التي تحكم إغلاق المديرية في وجوههم»، وإن «4 من المشتبه بهم تم ضبطهم في النقاط الأمنية وعلى رأسهم القيادي في التنظيم صلاح الدباني الذي ألقي القبض عليه في نقطة أمشعة».

وأكدت الداخلية اليمنية أن من تبقى من عناصر القاعدة في لودر «لن يستطيعوا الإفلات من حملة الملاحقة والمتابعة»، وتوقعت أن «يقوم البعض منهم بتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية، بسبب حالة اليأس المسيطرة عليهم وإحساسهم بأنهم ملاحقون من قبل الأجهزة الأمنية في طول المديرية وعرضها بالتزامن مع تخلي أبناء مديرية لودر عنهم وإدانتهم لكل جرائمهم الإرهابية التي ارتكبوها في المديرية».

وفي محافظة أبين، أيضا، قتل الشيخ حسين صالح مشدل، أحد الوجهات القبلية في مديرية مودية، ومعه 2 من مرافقيه، وذلك في كمين نصبه له مسلحون، يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، وقالت مصادر محلية إن المهاجمين كمنوا لمشدل وعندما وصل إلى منطقة بالقرب من مدينة لودر بادروا بإطلاق النار على سيارته بكثافة، ما أدى إلى مقتل الأشخاص الثلاثة على الفور. وتفيد المصادر أن الشيخ مشدل كان يهم بزيارة لودر للقيام بدور الوساطة بين السلطات اليمنية ومسلحي «القاعدة» الذين ما زال بعضهم يتحصن في المدينة، على الرغم من انتهاء المواجهات واستمرار الحصار المفروض على المدينة، دون أن تتحدث عن الجهة المستفيدة من مقتل هذه الوجاهة القبلية.

في هذه الأثناء ارتفع عدد القتلى في المواجهات التي دارت يومي الخميس والجمعة الماضيين في مدينة الحبيلين، مركز مديريات ردفان، بمحافظة لحج الجنوبية، بين قوات الجيش والأمن ومسلحين يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة إلى 17 شخصا، هم 5 جنود و12 مسلحا، إضافة إلى جرح 23 آخرين من الطرفين.

وقالت مصادر محلية في الحبيلين لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن العام انسحبت تماما من النقاط الأمنية التي كانت استحدثتها وعادت إلى ثكناتها، في الوقت الذي قام المسلحون في المدينة بإحراق الخيام التابعة لقوات الأمن والتي كانت تنتشر على طول الطرقات داخل المدينة وفي مداخلها ومخارجها.

وفي مدينة الحوطة، مركز محافظة لحج، ما زالت السلطات تتحفظ على الخسائر المادية والبشرية التي أسفرت عنها عدة هجمات اليومين الماضيين على مبنيي جهاز الأمن السياسي (المخابرات) والأمن العام من قبل مسلحين مجهولين، في حين تؤكد مصادر مطلعة سقوط قتلى وجرحى في تلك الهجمات. واكتفت أجهزة الأمن بالقول إنها اعتقلت 3 مشتبهين بالتورط في الهجوم الذي استهدف مبنى إدارة أمن المحافظة. وأضافت أن «المتهمين الثلاثة الذين ضبطتهم في إطار التحقيقات الجارية في الحادثة تتراوح أعمارهم بين 22 - 27 عاما، وأن ضبطهم «جاء في أعقاب تحريات ومعلومات أكدت تورطهم في حادث التفجير بجوار مبنى إدارة أمن محافظة لحج والتي لم يسفر عنها أي إصابات، عدا إحداث فجوة في سور المبنى».

وضمن مسلسل الاستهداف لرجال الأمن في بعض المحافظات اليمنية الجنوبية، نفذ مسلحون هجوما، فجر أمس، على دورية أمنية في مديرية نصاب بمحافظة شبوة، غير أن الهجوم فشل، وأسفر عن مقتل أحد المهاجمين ويدعى صالح حيدر أحمد صالح وأصيب آخر ويدعى عائد بنان، الذي تقول السلطات إنه «متعاون مع عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة».