داغستان: مصرع 5 جنود وإصابة 34 في هجوم انتحاري ضد قاعدة عسكرية

بعد ساعات من محاولة اغتيال وزير القوميات والإعلام

TT

واصل الإرهابيون نشاطهم المكثف في داغستان بشمال القوقاز بمهاجمة إحدى القواعد العسكرية في منطقة بويناقسك في داغستان قرابة الواحدة بعد منتصف ليلة أمس. فبعد محاولة اغتيال وزير القوميات والإعلام بيكمورزايف في قلب العاصمة مخاتش كالا، أول من أمس، اقتحم إرهابي انتحاري على متن سيارة مفخخة قاعدة عسكرية على مقربة من بويناقسك مما أسفر عن مصرع خمسة من الجنود وإصابة 34 آخرين منهم أربعة في حالة حرجة.

وقالت المصادر الأمنية إن العبوة الناسفة كانت تزن قرابة المائة كلغم من مادة التروتيل، فيما أشارت إلى أن عدد الضحايا كان من الممكن أن يكون أكثر لو لم يسرع جنود الحراسة بالتصدي لها والحيلولة دون بلوغها مخيمات إقامة أفراد اللواء 136 مشاة. وكان فصيل المناوبة أطلق نيرانه على السيارة بعد تجاهل سائقها طلقات التحذير من الاقتراب، مما أدى إلى اصطدامها بشاحنة جرى وضعها على عجل لقطع الطريق أمامها والحيلولة دون وصولها إلى قلب المخيم. وكشفت المصادر عن انفجار عبوة ناسفة كان الإرهابيون زرعوها على مقربة من مخيمات إقامة العسكريين في منطقة غيري أفلاكي، مشيرة إلى أن الانفجار لم يصب أيا من أفرادها وإن أشارت مصادر أخرى إلى أن الانفجار وقع على الطريق الذي كان يتوقع الإرهابيون أن تسلكه مجموعة النيابة العامة ولجنة التحقيق في اتجاه موقع الانفجار الأول.

وقالت إن الرئيس ديمتري ميدفيديف كلف وزير الدفاع أناتولي سيريدنيكوف بسرعة اتخاذ الإجراءات العاجلة لإنقاذ المصابين وتدعيم حراسة المنشآت العسكرية في داغستان. وقالت المصادر إن النيابة العامة باشرت التحقيق في الحادث بالتعاون مع ممثلي قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية. ومن اللافت أن معظم العمليات الإرهابية التي تشهدها داغستان والمناطق المجاورة في شمال القوقاز تستهدف العسكريين وممثلي أجهزة الأمن والمخابرات والنيابة العامة، والذين كان منهم رئيس إنغوشيتيا يونس بك يفكوروف وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين ممن تعرضوا للكثير من محاولات اغتيالهم في الشيشان وداغستان وإنغوشيتيا، وهو ما يواصل التحذير منه الرئيس الروسي ميدفيديف الذي سبق وحرص على السفر إلى هناك، بينما عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي لبحث الإجراءات اللازمة لوقف تواصل مسلسل الإرهاب واستعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة.

وقال إن سياسة الدولة تجاه تصفية الإرهابيين لم تتغير، مؤكدا ضرورة الاستمرار في هذه السياسات بكل القوة وبشكل دوري. وكان الرئيس الروسي سبق وطالب بضرورة الكف عن تداول الأرقام التي تبدو بعيدة عن الواقع في إشارة إلى تكرار صدور البيانات الرسمية التي طالما أعلنت عن نجاح الأجهزة الأمنية في تصفية عشرات الإرهابيين وزعمائهم في شمال القوقاز في الوقت الذي لم تتوقف فيه عملياتهم ضد المواقع الحيوية والقيادات السياسية والأمنية لجمهوريات شمال القوقاز، والتي وصلت مؤخرا إلى قلب العاصمة الروسية مثلما حدث في مارس (آذار) الماضي يوم نجحت إرهابيتان من فرق «الأرامل الانتحاريات» في تفجير مترو الأنفاق في موسكو.