ليبرمان: المفاوضات لن تفضي إلى تسوية لا في السنة المقبلة ولا في الجيل المقبل

تراشق كلامي بين الإسرائيليين والفلسطينيين بلغ حد الشتائم

TT

على الرغم من إعلان وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن «الأجواء الإيجابية سائدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهذا يشجعها على المشاركة الفعالة وتكريس كل جهد ممكن للتقدم في هذه المفاوضات»، شهدت الساحة الإعلامية، أمس، هجمات متبادلة بين الطرفين، بلغت حد الشتائم. فوصف مسؤول إسرائيلي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بالجبن. فيما قال وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، إن المفاوضات لن تفضي إلى تسوية لا في السنة المقبلة ولا في الجيل المقبل.

وفي ظل هذه الأجواء، بقيت وحتى اللحظة الأخيرة علامة استفهام على اللقاء المقرر بين رئيسي طاقمي المفاوضات، يتسحاق مولخو من إسرائيل، وصائب عريقات من فلسطين. وحسب مصادر إسرائيلية فإن هذا اللقاء كان مقررا عقده في أريحا بسرية تامة، ولكن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نبيل شعث، كشف عنه. وهو ما أثار غضب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. فعندما تلقى نتنياهو تقريرا عن تصريحات الرئيس الفلسطيني، عباس، لصحيفة «القدس» الصادرة في القدس، وفيها هدد بحزم حقائبه إذا طولب بتقديم تنازلات في موضوع اللاجئين سوف يحزم حقائبه ويعود، تقرر إلغاء اللقاء إلى أجل غير مسمى وأصدر «مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع» بيانا سليطا يقترب من الشتائم، نشرته جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وجاء في هذا البيان أن تصريحات عباس وغيره من القادة الفلسطينيين في اليومين الأخيرين التي تتضمن لغة تهديدات وكراهية لا تتماشى مع التصريحات التي أدلى بها خلال قمة واشنطن الأسبوع الماضي.

وأضاف المصدر أن «لإسرائيل مبادئ وثوابت مقدسة مثل ما هو الوضع عليه بالنسبة للفلسطينيين. وصنع السلام يتطلب إبداء الشجاعة والرؤيا التاريخية والموافقة على المجازفة والتوصل إلى حلول وسط مؤلمة. لكن التهديد الفلسطيني بسد الباب كلما دار البحث حول حق تقرير المصير يدل على التملص والتهرب والجبن».

وكان وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، قد عاد لينسف الآمال حول المفاوضات السلمية، فقال في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن «الآمال المعقودة على هذه المفاوضات مبالغ فيها وخطيرة، وإنه لا يمكن التوصل إلى حل دائم خلال عام أو خلال جيل». وأضاف ليبرمان أنه من غير الممكن حل قضايا معقدة مثل «القدس واللاجئين والمستوطنات والاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي» خلال عام.

وزاد ليبرمان قائلا إن تجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية هوعملية سابقة لأوانها، وبحسبه فإن «الولادة المبكرة تعرض حياة الأم والجنين للخطر، وإن أي محاولة لتسريع العملية السياسية بشكل اصطناعي سوف تعرض الطرفين للخطر». وبحسبه فإنه «على السياسيين أن يتحلوا بالمسؤولية، وأن لا يتعلقوا بالأوهام، ويجب خفض سقف التوقعات إلى مستواها الحقيقي والعملي». وقال إن الأمر الوحيد الواقعي الذي يمكن إنجازه هو «تسوية مؤقتة طويلة المدى». وقال أيضا «نحن نتحرك بسرعة أكبر من اللازم في حين أن الأمور يجب أن تتطور بشكل طبيعي».

وكان ليبرمان قد هاجم الرئيس الفلسطيني عباس، وقال إنه لا يصلح شريكا في مفاوضات السلام لأنه متطرف ولأنه لا يستطيع تمثيل الشعب الفلسطيني. وقال في حديث للإذاعة الإسرائيلية، أول من أمس، إنه يعتقد أن سلطة أبو مازن مهتزة وغير مستقرة. وأضاف أن الولايات المتحدة فرضت عليه قمة واشنطن. وتساءل «من يمثل أبو مازن؟ حماس في السلطة في قطاع غزة، والانتخابات في السلطة الفلسطينية تأجلت مرتين أو 3 مرات، وأي إدارة جديدة للسلطة بعد الانتخابات بإمكانها أن تتنصل من الاتفاق وأن تقول إن أبو مازن لا يمثل أحدا؟ كما ادعى ليبرمان أن السلطة الفلسطينية تحاول المس بـ«العملية». وقال إن «الطرف الثاني يبحث عن ذرائع لكي يتجنب إجراء مفاوضات جدية»، وإن الحديث هو عن «تمثيلية لتحميل إسرائيل مسؤولية عدم نجاح المحادثات».

من جهة ثانية، أشاد الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، بالمفاوضات، وقال إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بات صراعا مفتعلا لأن قادة الشعبين قررا الانطلاق لتسويته. وأضاف، خلال كلمته أمام المؤتمر السنوي لمعهد التصدير الإسرائيلي، أمس، أن النزاع الحقيقي في الشرق الأوسط هو بين إيران والعالم العربي وليس بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن إيران تحاول أن تصبح من جديد دولة عظمى تلبس لباس الفضيلة ولكنها بالفعل دولة بلطجية مستقوية في نشاطها.

وكانت مصادر سياسية إسرائيلية في واشنطن ذكرت أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قد قررت تكريس وقتا وجهدا أكبر لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني خلال هذه السنة، وأنها ستحاول حضور معظم اللقاءات الثنائية بين نتنياهو وأبو مازن. وبعد لقائهما المقبل في مصر، بعد أسبوع، سوف تحضر إلى إسرائيل في إطار السعي لإيجاد تسوية لموضوع تجميد البناء الاستيطاني.