وكالة الطاقة: إيران تزيد نشاطها النووي رغم العقوبات.. ومخاوف من إنتاجها لصاروخ نووي

مسؤول روسي: أميركا تعوق اتفاق مبادلة الوقود الإيراني.. ونجاد يشكك في الرواية الرسمية لهجمات 11 سبتمبر

TT

أبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس قلقا من تزايد أنشطة إيرانية نووية قد تكون ذات طبيعة عسكرية، بما في ذلك السعي لتطوير رؤوس نووية لصواريخ، موضحة أن الإنتاج الإيراني من اليورانيوم المخصب قد زاد بنسبة 15%، مقدرة مخزونها بنحو 2.8 طن، الأمر الذي يكشف عن مضي إيران قدما في نشاطها النووي على الرغم من تشديد العقوبات المفروضة عليها.

وجاء في تقرير سري جديد رفعه يوكيا أمانو، مدير عام الوكالة، لمجلس أمنائها، الذي من المقرر أن يناقشه في اجتماعه القادم بتاريخ 13 سبتمبر (أيلول) الحالي بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا، أن إيران لا تنفذ الالتزامات الواردة في القرارات المتعاقبة من مجلس الأمن الدولي ومجلس أمناء الوكالة بما في ذلك إصرارها على عدم تطبيق البروتوكول الإضافي. طالبا من إيران مزيدا من التعاون لتوضيح المسائل التي لا تزال عالقة بما في ذلك تلك التي تثير قلقا متفاقما بشأن أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي.

وأوضح التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أنه، وخلافا لمطالبات المجلسين، فإن إيران لم تعلق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم، بل تمضي مستمرة في التخصيب بدرجة 20% التي بدأتها منذ 9 فبراير (شباط) 2010، مقدرا أن إيران في خلال الفترة من 2009 إلى أغسطس (آب) هذا العام أصبحت تمتلك 995 كيلوغراما من غاز «يو إف 6» وبذلك يكون إجمالي مخزونها منه 2803 كيلوغرامات. مبينا أن إيران أصبحت تمتلك 16 من السلاسل التعاقبية بمجموع 3 آلاف من أجهزة الطرد المركزي.

وقال التقرير إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة ما زالت تشعر بالقلق بخصوص احتمال وجود نشاط في إيران لتطوير شحنة نووية يمكن تركيبها في صاروخ. ومن المرجح أن تنظر القوى الغربية إلى نتائج التقرير على أنها تبرر الاشتباه في أن طهران تسعى لصنع قنابل نووية وتبرز ضرورة دخولها في مفاوضات جادة للحد من برنامجها النووي.

وذكر التقرير أن إيران تواصل العمل في بناء منشآت تخصيب إضافية وأن البناء في أول منشأة سيبدأ في مارس (آذار) 2011 وذلك دون أن تطلع الوكالة على التصميمات الخاصة بهذه المنشأة والأخريات وفقا لاتفاق ضمانات إيران مع الوكالة. وفيما يختص بالأنشطة الإيرانية بالماء الثقيل بمفاعل «أي اي ار 40» في آراك، أشار التقرير إلى أن إيران لا تزال ترفض أن تحصل الوكالة على عينات بيئية من هذا المفاعل.

في سياق مواز أشار التقرير إلى مسألة اعتراض إيران على اثنين من المفتشين الدوليين رفضت إيران السماح لهما بمواصلة عملهما داخل أراضيها، مؤكدا أن الوكالة ترفض المبررات التي صاغتها إيران في هذا الشأن (سبق لإيران أن اتهمت المفتشين بالكذب وتقديم معلومات غير صحيحة وإفشائها لوسائل الإعلام قبل أن يتضمنها تقرير المدير العام السابق. ومن جانبهما كان المفتشان قد أخطرا الوكالة بعد زيارة قاما بها لمفاعل جابر بن حيان باختفاء معدات دقيقة لم تعلن إيران عن تغيير موقعها).

بالمقابل أبدى التقرير قلق الوكالة على تكرار اعتراضات الإيرانية على مفتشين متخصصين مما قد يعرقل عمليات التفتيش في إيران مكررا لعدم حق إيران في تبديل وتجاهل الاتفاقات الدولية كيفما شاءت وبصورة تتجافى وصيغتها الأصلية التي وقعت عليها.

من جهة ثانية قال مسؤول كبير بالحكومة الروسية أمس إن الولايات المتحدة تعوق استئناف المحادثات مع إيران بشأن اتفاق لمبادلة الوقود يهدف إلى تهدئة القلق بشأن الطموحات النووية لطهران. وتهدف تعليقات المسؤول التي أدلى بها أمام مجموعة من الخبراء في الشؤون الروسية فيما يبدو إلى دفع واشنطن إلى استئناف المحادثات المتوقفة التي تدعمها الأمم المتحدة لتزويد إيران بالوقود النووي لمفاعل أبحاث في طهران. وعندما سئل عن هذا الاتفاق قال المسؤول للخبراء المشاركين في منتدى فالداي: «أنا قلق من حقيقة أن الولايات المتحدة أبطأت العملية». وتحدث المسؤول طالبا عدم نشر اسمه نظرا لحساسية القضية.

لكن المسؤول الروسي قال إن المطالب الغربية بتخلي إيران عن إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب عديمة الفائدة وبدلا من ذلك يجب أن تركز القوى الكبرى على منع إيران من الحصول على الوقود الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية. وأضاف المسؤول: «من غير الواقعي أن تتخلى إيران عن تخصيب اليورانيوم حتى لدرجة أربع في المائة. ينبغي للمجتمع الدولي أن يركز على منع المزيد من التخصيب إلى 20 في المائة».

وأبدت إيران عددا من الردود المتباينة التي تصل حد التناقض أحيانا على اتفاق مبادلة الوقود مما يسلط الضوء على المخاوف في العواصم الغربية وفي موسكو من أن إيران تعمد إلى إطالة أمد العملية لكسب الوقت في حين تواصل المضي قدما في خطط التخصيب. وتنفي إيران أنها تسعى إلى صنع أسلحة نووية وتقول إنها اضطرت إلى تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى بعد توقف المحادثات بشأن اتفاق مبادلة للوقود مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا العام الماضي.

ورحبت روسيا ببيان للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الشهر الماضي قال فيه إن العمل على إنتاج يورانيوم عالي التخصيب سيتوقف إذا حصلت بلاده على تأكيدات بشأن إمدادات الوقود لمفاعل أبحاث طهران. وفي ذلك الوقت دعت روسيا أيضا إلى عقد اجتماع بأسرع ما يمكن لبحث مثل هذه الإمدادات.

من جهة ثانية شكك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الرواية الرسمية لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) في نيويورك! معتبرا أنها كانت ذريعة لاجتياح أفغانستان ومقتل عشرات الآلاف! كما اتهم الغرب بزرع الشقاق بين ضفتي الخليج. وقال أحمدي نجاد في لقاء خاص مع عدد من السفراء قبيل مغادرته العاصمة القطرية أمس حيث أجرى محادثات مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني: «حصل شيء ما في نيويورك ولا احد يعلم حتى الآن من الذين كانوا الفعلة الحقيقيين لهذا العمل».

وأضاف: «لم يسمح لأحد! لأي أشخاص مستقلين! بأن يحاولوا أن يحددوا الفاعلين». واعتبر أحمدي نجاد أنه بعد هذه الهجمات «قالوا إن إرهابيين كانوا مختبئين في أفغانستان وحرك الحلف الأطلسي كل قدراته وهاجم أفغانستان».

وأضاف: «يقولون إن ألفي شخص قتلوا في برجي (مركز التجارة العالمي) وفي أفغانستان قتل حتى الآن أكثر من 110 آلاف شخص». وسبق أن وصف الرئيس الإيراني الرواية الأميركية لهجمات 11 سبتمبر بأنها «كذبة»! إلى ذلك! قال أحمدي نجاد إن «القوى الاستعمارية تحاول أن تخلق التوترات بين دول» منطقة الخليج «بهدف خلق شقاق بينها»! أي بين إيران دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف أن هذه القوى «تستمر في بث حملات البروباغاندا والحروب النفسية للتفرقة بين دول المنطقة ولإيجاد فرص لتجارة السلاح الخاصة بهم». واعتبر الرئيس الإيراني أن هذه القوى! أي الولايات المتحدة والغرب! «لن تفلح»! مجددا الدعوة إلى التقارب بين بلاده ودول الخليج.

من جهة أخرى! كرر أحمدي نجاد دعوته لقيام «نظام عالمي جديد» قائم على «العدل» و«المحبة» و«الصداقة»! ولا يقوم على هيمنة الدول الكبرى! على حد تعبيره. وإذ رأى أن النظام العالمي الحالي يتجه نحو نهايته! قال إن النظام الجديد يجب أن يكون مزيجا من «القيم الإلهية والقيم الإنسانية».