كابل: اغتيال مقدم برامج تلفزيوني معروف طعنا بالسكاكين

مقتل 500 جندي أجنبي في أفغانستان عام 2010 حتى الآن

TT

اغتيل مقدم معروف في التلفزيون الأفغاني أول من أمس طعنا بسكين بعد توجهه إلى موعد غامض قرب منزله في كابل، كما أعلنت الشرطة أمس. وقال مساعد قائد شرطة كابل خليل الله داستيار لوكالة الصحافة الفرنسية إن «شخصا اتصل هاتفيا بسيد حميد نوري وطلب منه النزول من شقته مساء أمس، وعثر على جثته بعد فترة وجيزة في منطقة حرجية قريبة من منزله».

وأكدت الهيئة الأفغانية للدفاع عن حقوق الصحافيين أن «نوري قد تعرض لقطع رأسه وطعن مرات عدة». ولم يؤكد داستيار قطع الرأس أو ينفيه، لكنه أكد أن الصحافي قد قتل «بيد احد أصدقائه»، مشيرا إلى أنه توجه إلى الموعد فورا بعد الاتصال الهاتفي. وكان سيد حميد نوري (45 عاما)، نائب رئيس الجمعية الوطنية للصحافيين في أفغانستان، يقدم نشرة الأخبار التلفزيونية في الإذاعة والتلفزيون الوطني، لكنه كان معروفا على نطاق ضيق بنشاطه الكثيف في مجموعات معارضة للرئيس حميد كرزاي.

وفي عام 2004، تخلى مؤقتا عن وظيفته في الإذاعة والتلفزيون الوطني، ليصبح المتحدث باسم محمد يونس قانوني رئيس أحد مجلسي البرلمان وأحد منافسي كرزاي في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 أغسطس (آب) 2009.

ويجرى تحقيق في الوقت الراهن، لكن عناصر طالبان هاجموا مرارا صحافيين، كما أن منظمات الدفاع عن وسائل الإعلام من العنف حيال بعض مندوبي الصحافة توجه التهمة إلى الحكومة أحيانا. وذكرت هيئة أخرى للدفاع عن الصحافيين هي هيئة «ناي» (القلم) أن 27 صحافيا قتلوا في أفغانستان منذ بداية الحرب منهم 12 أفغانيا. ويحدد صديق الله توحيدي رئيس هيئة «ناي» بـ252 عدد «أعمال العنف» التي استهدفت رجالا ونساء في الصحافة وشملت عمليات قتل في السجن من دون سبب والتعرض للضرب. ويقول إن حركة طالبان قامت بالقسم الأكبر من تلك الأعمال. إلى ذلك، بلغ عدد القتلى بين صفوف القوات الأجنبية في أفغانستان هذا العام 500 جندي على الأقل طبقا لموقع مستقل يحصي الخسائر البشرية وأيضا إحصاءات تجمعها «رويترز». وأعلنت قوة المعاونة الأمنية الدولية «إيساف»، التي يقودها حلف شمال الأطلسي، أن أحد أفرادها قتل في هجوم للمتمردين في شرق أفغانستان أول من أمس. ولم يتوافر على الفور المزيد من التفاصيل. وزادت بشكل حاد أعداد القتلى بين صفوف القوات الأجنبية ومن بينهم عدد كبير من الجنود الأميركيين مع انخراط القوات الأجنبية في مزيد من العمليات العسكرية للتصدي لتمرد متصاعد لحركة طالبان المتشددة التي مدت عملياتها خارج معاقلها التقليدية في جنوب وشرق أفغانستان. وقتل على الأقل خمسة من أفراد قوة المعاونة الأمنية منذ يوم الجمعة، ومن بينهم أول جندي من جورجيا يقتل في الصراع. ووصل العنف إلى ذروته منذ أن أطاحت قوات بقيادة الولايات المتحدة بحكومة طالبان أواخر عام 2001. ووصل حجم الخسائر في الأرواح بين العسكريين والمدنيين على السواء إلى مستوى قياسي، بينما حذر قادة عسكريون أميركيون وقادة في حلف الأطلسي من معارك آتية أشد. وجاء العدد المتنامي من القتلى رغم وجود 150 ألف جندي أجنبي في أفغانستان وستكون هذه الإحصاءات مثيرة للقلق، بينما يجري الرئيس الأميركي باراك أوباما مراجعة لاستراتيجيته في أفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) القادم. ويتراجع تأييد الرأي العام الأميركي للحرب، وأظهر استطلاع حديث لشبكة «إن بي سي» التلفزيونية وصحيفة «وول ستريت جورنال» أن سبعة من بين كل عشرة أميركيين يعتقدون أن الحرب لن تنتهي بنجاح. وسقط خلال موسم المعارك في الصيف عدد كبير من القوات الأجنبية قتلى هذا العام. وقتل 102 من الجنود في يونيو (حزيران) ليصبح أكثر الشهور دموية هذا العام، بينما قتل في يوليو (تموز) 88 جنديا، وفي أغسطس (آب) 80 جنديا وفقا للإحصاء الذي يجريه موقع «كاجواليتيز دوت أورج» المستقل على الإنترنت. وارتفع بذلك عدد القتلى في أفغانستان منذ عام 2001 إلى 2068 جنديا نصفهم تقريبا قتل عامي 2009 و2010. ويشكل الأميركيون نحو 60 في المائة من القتلى. وعلى الرغم من ارتفاع الخسائر في الأرواح بين العسكريين فإن المدنيين يتحملون النصيب الأكبر في الحرب. وجاء في تقرير أصدرته الأمم المتحدة الشهر الماضي أن الخسائر في الأرواح بين المدنيين ارتفعت بنسبة 31 في المائة في النصف الأول من عام 2010 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وألقت المنظمة الدولية مسؤولية قتل أكثر من ثلاثة أرباع هذا العدد على المتمردين.