باكستان: مقتل 19 شخصا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مركزا للشرطة

بينهم 11 شرطيا وعدد من الأطفال

TT

قتل 19 شخصا على الأقل في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مركزا للشرطة أمس في شمال غربي باكستان الذي يشهد سلسلة من الهجمات الدامية يشنها مقاتلو حركة طالبان، وفق ما أعلنت الشرطة. وضمن القتلى 3 أطفال و11 شرطيا في قرية لكي مروت، التي تبعد عن بيشاور نحو 162 كيلومترا. وقال غول والي خان قائد شرطة الإقليم لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف إن «انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم المدخل الخلفي لمركز الشرطة» في منطقة لكي مروت في ولاية خيبر بختونخوا القريبة من المناطق القبلية حيث معقل طالبان. من جهته قال الضابط في الشرطة المحلية افتخار أحمد إن «19 شخصا قتلوا بينهم 11 شرطيا، وأصيب 34 بجروح». كما أعلن حميد شهيد المتحدث باسم شرطة لكي مروت الحصيلة ذاتها. وصرح مسؤول آخر بالشرطة بأن بعض الأطفال كانوا من بين القتلى لأن المفجر صدم أيضا سيارة فان مدرسية قبل ارتطامه بالجدار الخلفي لمركز الشرطة. وقال إن 34 شخصا من بينهم 20 شرطيا جرحوا. وقتل نحو 3600 شخص خلال أكثر 3 سنوات في نحو 400 هجوم في باكستان أغلبها انتحاري ونفذتها بشكل رئيسي حركة طالبان باكستان التي بايعت «القاعدة»، أو حركات إسلامية أخرى. ويأخذ هؤلاء المتمردون على إسلام آباد اصطفافها وراء واشنطن في «الحرب على الإرهاب»، وهم يستهدفون بانتظام قوات الأمن والمباني الرسمية ولكن أيضا وفي أحيان كثيرة المدنيين، وخصوصا الأقليات الدينية مثل الشيعة (20 في المائة من السكان). وحصيلة الهجوم مرشحة للارتفاع. وأوضح سليم خان الطبيب الذي يعمل في لكي مروت أنه كان هناك 45 شرطيا في المركز، مؤكدا أن «مبنى الشرطة دمر تماما». وأضاف خان الذي يحاذي مبنى المستشفى الذي يعمل فيه مبنى مركز الشرطة «أن قسما من المستشفى دمر». وكانت منطقة لكي مروت شهدت في السابق هجمات إرهابية دامية، خصوصا في 2 يناير (كانون الثاني) 2010 حين قتل انتحاري 99 شخصا بعد أن هاجم بسيارته المخففة جمهورا غفيرا كان يتابع مباراة في الكرة الطائرة في قرية شاه حسن خان.

وتكثفت موجة الهجمات الانتحارية في الأيام الأخيرة. وفجر انتحاري الجمعة حزامه الناسف وسط تجمع للشيعة في كويتا (جنوب غرب) ما خلف 59 قتيلا. ومع حلول موعد الإفطار الأربعاء قتل 3 انتحاريين راجلين 31 شخصا أثناء الصلاة في لاهور، المدينة الكبيرة في شرق باكستان. وتعد المناطق القبلية في شمال غربي باكستان المحاذية لأفغانستان معقلا لطالبان باكستان ومجموعات إسلامية أخرى، وهي أيضا أبرز معاقل قيادات «القاعدة» التي تدرب فيها عناصرها، وخصوصا انتحارييها. وحملت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة زعيم طالبان باكستان حكيم الله محسود المسؤولية في اغتيال 7 من عملاء المخابرات المركزية الأميركية بيد انتحاري أردني فجر قنبلته داخل قاعدة أميركية في خوست شرق أفغانستان غير بعيد عن الحدود مع باكستان، وذلك نهاية ديسمبر «كانون الأول». ومنذ ذلك الهجوم كثفت المخابرات المركزية الأميركية غاراتها الصاروخية على المناطق القبلية الباكستانية التي تشنها بواسطة طائرات من دون طيار، وقد قتل في هذه الغارات الكثير من كوادر طالبان و«القاعدة»، وأيضا الكثير من المدنيين، بحسب عسكريين باكستانيين. وهددت طالبان يوم الجمعة بشن هجمات في الولايات المتحدة وأوروبا (قريبا جدا) بعد يومين من إضافة واشنطن حركة طالبان الباكستانية إلى قائمتها (للمنظمات الأجنبية الإرهابية).