الدول المانحة تبحث مع صنعاء استراتيجية خفر السواحل للسنوات العشر المقبلة

اعتقال عنصر جديد من «القاعدة»

TT

أعلنت السلطات اليمنية، أمس، اعتقال أحد عناصر تنظيم القاعدة في مديرية لودر بمحافظة أبين بجنوب البلاد، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على الإعلان عن اعتقال 14 شخصا من «القاعدة» في نفس المنطقة، خلال الأسبوعين الماضيين، وقالت المصادر الأمنية إن عنصر «القاعدة» المعتقل يدعى محمد أحمد المنصوب، الذي يعد أحد «العناصر الإرهابية في تنظيم القاعدة بلودر».

وأشارت إلى أن اعتقاله «جاء في إطار عملية تمشيط المديرية وملاحقة فلول الإرهابيين من تنظيم القاعدة الذين تلاحقهم الأجهزة الأمنية على مدار الساعة»، وأن «عملية الملاحقة للعناصر الإرهابية تجري في طول المديرية وعرضها، وأن فلول هذه العناصر لن تستطيع الإفلات من حملة الملاحقة في ظل الطوق الأمني المحكم المفروض عليها، الذي أخذ يضيق خناقه على الإرهاب والعناصر الإرهابية يوما بعد يوم».

قالت مصادر محلية في محافظة أبين إن العنصر الإرهابي الذي وقع أمس في أيدي الأجهزة الأمنية في مدينة لودر وبحوزته وثائق مهمة تكشف عن التعاون والتنسيق بين تنظيم القاعدة ومسلحي ما يسمى الحراك يدعى محمد أحمد المنصوب، أما وزارة الدفاع اليمنية، فقد قالت على موقعها على شبكة الإنترنت، إنه من أبناء محافظة الضالع الجنوبية و«يعد أحد المطلوبين أمنيا بتهمة الوقوف وراء تنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية والتخريبية واغتيال عدد من منتسبي الأمن»، وإنه الشخص الذي أعلن عن أنه اعتقل في إحدى النقاط الأمنية وبحوزته «وثائق مهمة تكشف عن التعاون والتنسيق بين تنظيم القاعدة الإرهابي ومسلحي ما يسمى الحراك».

وفي إطار الملاحقة الأمنية لمطلوبين في اليمن، في أكثر من قضية، قالت الداخلية اليمنية، إن أجهزتها في مدينة الحوطة، مركز محافظة لحج، ألقت القبض على أحد المتهمين في «جريمة قتل العقيد علي عبد الكريم البان» الضابط في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في المحافظة، في الـ13 من أغسطس (آب) الماضي، أثناء خروجه من منزله في منطقة الحمراء، في ضواحي الحوطة. ورمزت الداخلية عبر مركزها الأمني إلى المشتبه به بـ«ن.ش.ع. شهاب»، مشيرة إلى أنه يبلغ من العمر 23 عاما ومن نفس أهالي قرية الحمراء، وإلى أن التحقيقات الأولية، كشفت عن تورط الشاب في عملية الاغتيال التي تعرض لها العقيد البان، كما «كشفت عن عدد من الحقائق الهامة المتعلقة بالتنفيذ والتخطيط للجريمة التي ما زالت إجراءات التحقيق فيها متواصلة لكشف كافة ملابساتها، والتي سيعلن عنها فور الانتهاء من إجراءات التحقيق».

على صعيد آخر، ناقش اليمن وعدد من كبرى الدول المانحة له، استراتيجية شرطة خفر السواحل التابعة لوزارة الداخلية اليمنية التي أنشئت، قبل عدة سنوات، بدعم غربي، وتحدثت المصادر الرسمية عن أن جلسة مباحثات رسمية عقدت في مبنى وزارة الداخلية بين الوزير اللواء مطهر رشاد المصري، وسفراء دول مانحة، في مقدمتهم المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وإيطاليا وفرنسا، إضافة إلى خبراء من عدد من البلدان الغربية.

ونقل عن الوزير المصري تناوله لما تقوم به قوات خفر السواحل في اليمن، وأن «لا يخدم اليمن فحسب ولكنه يخدم المنطقة بأسرها مما يستدعي مساندة جميع الدول المعنية»، وكذا إشادته بها في قيامها بمهامها «في جانب مكافحة جرائم القرصنة البحرية وجرائم المخدرات والإرهاب»، كما نقل عن السفير البريطاني في صنعاء قوله، أثناء المباحثات، أنه سيقوم بـ«عرض الاستراتيجية المقترحة لتطوير عمل قوات خفر السواحل على الاجتماع الذي سيعقد في 24 سبتمبر (أيلول) الحالي في الولايات المتحدة الأميركية»، وهو الاجتماع الذي من المقرر أن تحتضنه مدينة نيويورك، لمجموعة «أصدقاء اليمن» من الدول الخليجية والغربية، والذي يعد الثالث من نوعه بعد اجتماعي لندن والرياض، أواخر العام الماضي.

في موضوع آخر، تفيد المعلومات الواردة من مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، بأن عددا من المواطنين المدنيين، بينهم نساء، سقطوا جرحى، في المصادمات التي جرت، ليل أول من أمس، بين متظاهرين غاضبين من سكان المدينة وقوات الأمن، إثر خروج المواطنين في مظاهرات منددة بانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة وكافة المحافظات اليمنية لأكثر من 7 ساعات.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الشرطة استخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات التي تحولت إلى أعمال شغب، وقام خلالها المحتجون بإحراق الإطارات وقطع الطرقات والشوارع بالحجارة، وأشاروا إلى أنه شوهد بعض الجرحى من المدنيين ينقلون إلى المستشفيات، على متن سيارات إسعاف وأخرى مدنية، مؤكدين أن المظاهرات «عفوية»، رغم أنه تخللتها «شعارات معادية للوحدة اليمنية»، وعاشت المحافظات اليمنية الـ21 سبع ساعات من دون كهرباء، بعد انقطاع مفاجئ، أرجعته السلطات اليمنية المختصة إلى «البروق والأمطار» في محافظة الحديدة في غرب البلاد، والتي أدت إلى إعطاب محطات توليد وتوزيع الكهرباء هناك.