برنامج تلفزيوني يوقع بالفنانين في أوضاع «إرهابية» يثير حفيظة الشارع العراقي

يشارك فيه رجال أمن حقيقيون يوقفون فنانين بشبهة حمل متفجرات في سياراتهم

TT

يحاول عدد من الفنانين العراقيين ومن خلال تواجدهم الأسبوعي في دائرة السينما والمسرح ببغداد أن يجمعوا عددا من التواقيع لرفعها إلى هيئة الاتصالات والإعلام في محاولة لإيقاف برنامج «خلي نبوكه» والذي يعني «دعونا نسرقه» والذي تعرضه قناة «البغدادية» مساء كل يوم، وترى القناة أنه يحمل عدة رسائل عبر كوميديا هادفة.

وقد أثار البرنامج، الذي تشبه فكرته برنامج «الكاميرا الخفية» والذي يقدمه الشاب علي الخالدي، حفيظة الشارع العراقي والفنانين على وجه الخصوص الذين غيروا اسمه إلى «خلي نهينه» لأنه يظهر خوف وضعف المواطن العراقي أمام قوات الأمن في حالة كشفه لمتفجرات لا يعلم بها داخل سيارته والتي ترتب من قبل مقدم البرنامج وقوة عسكرية أمام مكتب القناة في بغداد. وفكرة البرنامج هي الإيقاع بفنان بإيقاف سيارته عند نقطة تفتيش وهمية ولكن القائمين عليها رجال أمن حقيقيون بالتنسيق مع القناة ثم تفتش السيارة وعند تفتيش صندوقها تدس المتفجرات فيه قبل أن يصارح مقدم البرنامج الفنان الضحية بالخدعة.

وتؤكد إحصاءات على صفحات «الفيس بوك» أن أكثر من 800 مواطن من مختلف الشرائح طالبوا بإيقاف هذا البرنامج الذي يراه أحد مسؤولي القناة ومقرها في القاهرة برنامجا ترفيهيا يعكس الشارع العراقي.

ويؤكد نجم الربيعي المستشار في القناة وهو أيضا معد ومقدم برنامج فيها أن البرنامج حمل عدة رسائل منها أنها كوميديا هادفة تنقل المعاناة الحقيقية لما يجري في الشارع والمعاناة اليومية للمواطن وأن البرنامج أيضا أظهر الجهد والمقدرة والتعب الكبير للقوات المسلحة لمكافحة الإرهاب وإدامة الصلة بين المواطن والقوات الأمنية. ويؤكد الربيعي لـ«الشرق الأوسط» أن «المقلب نجح في إلغاء عملية الاسترخاء التي يتمتع بها المواطن العراقي أثناء تفتيش سيارته وكيف يمكن للبعض زرع عبوات داخل سيارته دون أن يعلم». وأشار الربيعي إلى أن البرنامج مدروس لإيصال دلالات واضحة للجميع من خلال تلك الرسائل وأن البرنامج يستأذن الفنان بالعرض قبل عرضه ويحصل على موافقته التي تعلن عبر الشاشة.

وأكد الربيعي أن قيادة عمليات بغداد أبدت استعدادها للمساعدة بالبرنامج ومنحته خيرة الشباب من المقاتلين للمشاركة فيه وأن عملية النقد التي تظهر عبر بعض الشاشات وبعض الصحف لا تستند إلى رأي واقعي بل إلى «مشاعر الحسد والغيرة» لما وصلت إليه قناته في إيصال «رسائلها الواقعية إلى الناس».

وفي جنوب العراق لاقى البرنامج استياء واسعا لدى أغلب الفنانين حيث قال رئيس فرع نقابة الفنانين في ذي قار الفنان علي عبد عيد في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن البرنامج «ينتقص من قيمة الفنان العراقي وهو ليس كاميرا خفية حيث لا شيء يضحك في البرنامج غير المشاهد المؤلمة لسقوط الفنانين على الأرض» مبينا أن «ردود أفعال معظم الضيوف الذين سقطوا ضحية هذا البرنامج اختلفت بين من ارتفع ضغط الدم عنده وبين من كاد يغمى عليه وبين من أغمي عليه بالفعل، في سيناريو تسبب في انزعاج المتلقي العراقي لذا طالبنا ومنذ الأيام الأولى لعرض البرنامج بإيقاف بثه».

من جانبه قال مصمم الأزياء العراقي زياد العذاري لـ«الشرق الأوسط» إن «البرنامج قلل من شأن الفنان العراقي على الرغم من وجود إمكانيات لدى (البغدادية) لعمل فكرة الكاميرا الخفية بأسلوب أجمل وألطف بعيدا عن التشويه والتقليل من شأن الفنان العراقي». وتابع «شاهدنا أن الفنان العراقي قد تعرض للإهانة والخوف وأن أغلبهم أصيبوا بانهيار عصبي بسبب فكرة البرنامج».

ويطالب أغلب الفنانين بعرض الحلقة التي يشتركون فيها لكنهم يلاقون شتى أنواع اللوم من زملاء لهم بينما يتساءل آخرون عن كيفية السماح لقوات الجيش بالمشاركة في إهانة الفنانين بهذه الصورة. وحسب مصادر من القناة أيضا فإن كل فنان يتقاضى مبلغ 200 دولار عن كل حلقة يوافق على عرضها ويحجب عنه المبلغ في حال لم يوافق على العرض.