نتنياهو: التوصل لاتفاق خلال سنة ممكن على أن يكون نهر الأردن حدودا أمنية لإسرائيل

«كديما»: سندعمه ما دام يسير على نهج السلام.. مع أننا نشك في ذلك

عامل بناء فلسطيني في مستوطنة كريات اربع شرق مدينة الخليل في الضفة الغربية، امس (إ ب أ)
TT

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تشاؤم نائبه ووزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا، الذي قال إن السلام لن يتحقق في سنة ولا حتى في الجيل القادم. وقال إنه في حالة موافقة الفلسطينيين على الشروط الأمنية لإسرائيل، فإن التوصل إلى اتفاق سلام خلال سنة ممكن جدا. وتبقى المسألة كيف يطبق هذا الاتفاق.

وكان نتنياهو يتحدث مع وفد يضم أربعة نواب يهود بارزين في الكونغرس الأميركي من الحزب الديمقراطي، هم: باس هولت وديبي سايمون وشولتس وستيفن إسرائيلي. فسألوه عن أي شروط أمنية يتحدث.. وهل يطلب شيئا آخر سوى أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ومحكومة بسلطة القانون، فأجاب «نعم، نحن نطلب أن يكون نهر الأردن هو الحدود الأمنية لدولة إسرائيل». وأوضح أنه لا يقصد أن يبقى غور الأردن ضمن حدود إسرائيل، ولكنه يريد ضمانا لحماية أمن إسرائيل من الحدود الشرقية ويفضل أن يكون ذلك بالقوى العسكرية الذاتية الإسرائيلية.

وفي اجتماع آخر عقده نتنياهو في الليلة قبل الماضية مع عدد من خبراء الأمن القومي، قال إنه خلال لقائه الأول مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، في واشنطن وجد انهما متفقان في الكثير من القضايا. ومع أنهما مختلفان أيضا حول قضايا كثيرة، فإنهما أكدا أن الحوار المباشر بينهما كفيل بتسوية معظم القضايا في وقت قصير. ولذلك، قال نتنياهو، إنه متفائل. ويسعى لأن تكون المفاوضات المباشرة بوتيرة سريعة، ومن دون توقف، وبإشرافه المباشر مع عباس الذي سيلتقيه مرة كل أسبوعين، لتلخيص مناقشات المفاوضين من الطرفين وتقديم التوجيهات للأسبوعين التاليين.

من جهة ثانية، أعلنت رئيسة حزب كديما المعارض، تسيبي ليفني، أن حزبها سيدعم نتنياهو وحكومته ما دام هناك مفاوضات سلام. ودعت وزراء نتنياهو إلى أن يكفوا عن بث أحاديث الشؤم والمساس بالآمال التي يبنيها المواطنون حول عملية السلام. وأضافت، خلال حفل بمناسبة رأس السنة العبرية للمئات من أعضاء الحزب: «الجمهور الإسرائيلي بدأ يستيقظ إزاء فشل الحكومة في هذا المجال. فالغالبية الساحقة من المواطنين مؤيدة للعملية السلمية وباتت مقتنعة بأن هناك شريكا فلسطينيا في عملية السلام وتلاحظ الفرق بين هذه الحكومة وبين الحكومة السابقة. ففي الدورة السابقة كادت الحكومة تتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وهناك اتفاقات وتفاهمات لا يمكن تجاهلها، في معظم القضايا الكبرى للصراع. ولكن المشكلة أن حكومة نتنياهو بنت برامجها على أسس التخويف للجمهور والتشكيك في كل ما هو غير إسرائيلي يميني. والتخويف يأتي فقط بالشلل. ولذك لم تتقدم عملية السلام».

وتكلمت رئيسة الكتلة البرلمانية لـ«كديما»، داليا ايتسيك، المرشحة لرئاسة إسرائيل خلفا لشيمعون بيريس (الذي تنتهي دورته سنة 2014)، فباركت تصريحات نتنياهو الإيجابية وتوجهاته الجديدة نحو الرئيس الفلسطيني والمفاوضين الفلسطينيين، وقالت إن حزبها حزب وطني يقف إلى جانب رئيس الحكومة في كل ما يفعله لمصلحة إسرائيل، وعملية السلام هي أهم مصلحة لإسرائيل. ولكنها أضافت «أن كلامه جميل ونحن معه في ذلك. ولكن ما بين الأقوال والأفعال توجد هوة سحيقة على نتنياهو أن يسدها ويقنعنا بأنه صادق وجاد في عملية السلام». وأضافت ايتسيك: «الصحيح أني لست متفائلة. فأنا أعرف الرجل جيدا وقد جربناه خلال المفاوضات حول تشكيل الحكومة. فقد كان منطقه بعيدا جدا عن أفكار السلام ومتطلباته. وأشك في أنه تغير بشكل حاد خلال سنة ونصف السنة. ولكني أتمنى أن أكون مخطئة وأن أجده يحدث انعطافا حادا نحو السلام، وعندها سيجدنا إلى جانبه حتى ونحن في المعارضة».