فياض يسحب صورته من «حملة جنيف» الموجهة للجمهور الإسرائيلي

باعتبارها «موالية لإسرائيل» وتظهر الفلسطينيين الطرف المعطل للسلام

TT

أزالت مبادرة جنيف عن موقعها الإلكتروني صورة لرئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، كانت قد وضعتها ضمن حملة دعائية شارك فيها عدد من الشخصيات الفلسطينية لمخاطبة المجتمع الإسرائيلي في محاولة لحثه على قبول الفلسطينيين كشركاء في عملية السلام.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن فياض كان منزعجا من وضع صورته على الإعلان من غير إذن مسبق منه، فطلب رسميا عبر مكتب الإعلام الحكومي، في رسالة خطية أرسلت إلى مسؤولي مبادرة جنيف، إزالة صورته وإزالة كل ما يتعلق بشخصه في هذه الحملة.

وقالت المصادر إن فياض رفض قبل شهر من الآن طلبا بالمشاركة في الحملة عبر تسجيل كلمة مقتضبة موجهة إلى الإسرائيليين تحثهم على الشراكة كما فعل مسؤولون آخرون، ولم يستأذن ثانية بوضع صورته واستخدام اسمه. وأضافت المصادر: «ليس لفياض اعتراض على السلام بكل تأكيد، لكنه معترض على المضمون.. مضمون الحملة وشكلها والأسلوب الذي أخرجت به».

ويقولون في أوساط فياض إن الطريقة التي أخرجت بها الحملة تظهر الفلسطينيين وكأنهم المسؤول عن تعطيل عملية السلام طوال السنوات الماضية، وإنهم يستجدونه الآن. ونقل عن فياض وصفه الحملة بأنها إسرائيلية أكثر من اللازم، وأنه يرفض مبدأ استجداء الإسرائيليين من أجل صنع السلام والاعتذار لهم، باعتبار ما يدور الآن مفاوضات تركز على إنهاء الاحتلال وفق الشرعية الدولية والحقوق الفلسطينية. كما أن فياض لم يفهم لماذا لا يوجد في المقابل شخصيات إسرائيلية تتحدث عن السلام.

وكانت مبادرة جنيف للسلام التي لا تلقى ترحيبا كبيرا في أوساط الفلسطينيين، وخصوصا اللاجئين منهم، بدأت الأسبوع الماضي حملة مصورة، مدعومة من الولايات المتحدة من خلال منظمة «يو إس آيد» الأميركية، ويظهر فيها مسؤولون فلسطينيون يخاطبون الجمهور الإسرائيلي من أجل صنع السلام، من خلال تسجيلات قصيرة بحدود دقيقة ونصف الدقيقة.

وشارك في الحملة كل من كبير المفاوضين الفلسطينيين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، صائب عريقات، الذي تحدث بالإنجليزية، وعضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب الذي تحدث بالعبرية، وأمين سر منظمة التحرير ياسر عبد ربه، ووزير الخارجية رياض المالكي، والوزير السابق للأسرى سفيان أبو زايد.

ويطلب هؤلاء من الإسرائيليين عدم تفويت الفرصة الحالية للتوصل إلى اتفاق على أساس الدولتين، ويطلبون من الإسرائيليين كذلك أن يكونوا شركاء. ويبدأ المسؤولون الفلسطينيون بتحية الجمهور الإسرائيلي باللغة العبرية، «شالوم»، وينهون حديثهم بالقول، «نحن شركاؤكم.. هل أنتم شركاؤنا؟». ونشرت هذه اللقطات عبر موقع الحملة وشبكة الإنترنت وفي الصحافة المطبوعة واللوحات الإعلانية. وتقول مبادرة جنيف إن الحملة تهدف إلى التصدي للخرافة التي تقول إنه لا يوجد شريك في فلسطين.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وفياض، لم يسمحا باستخدام صورهما في الحملة.

ويلاحظ أن صورة فياض أزيلت فعلا، لكن صورة الرئيس الفلسطيني كانت لا تزال موجودة حتى أمس.

وأشارت الصحيفة إلى أن فياض طلب خلال الأيام الماضية، عبر وسيط، بعدم استخدام صورته في الحملة.

وقالت مصادر فلسطينية إن فياض يعتبر الحملة «موالية جدا لإسرائيل»، تظهر الفلسطينيين باعتبارهم مسؤولين عن عدم السعي إلى السلام.

ورفض القائمون على مبادرة جنيف التعقيب على موقف فياض حسب «هآرتس»، واكتفوا بالقول إن المبادرة تتحدث عن نفسها. وإنها تملك مكتبا في رام الله، بالإضافة إلى وجود مكتب لها في تل أبيب، كان يفترض أن يكون قد أمن موافقة الزعماء الفلسطينيين على استخدام صورهم في الحملة.

وأثارت بعض الجمل التي استخدمت في الحملة من نوع «نحن نعترف بأننا خيبنا آمالكم»، و«أنا أريد أن أكون شريكك.. هل أنت شريكي؟»، جدلا في الشارع الفلسطيني، وترجم ذلك فياض بطلب سحب صورته من الحملة التي يرى فيها أنها لا تعبر عن رأي الفلسطينيين وحقهم.