حملة الدفاع عن الرئيس سليمان مستمرة وتيار العماد عون يستغرب ردود الفعل

مصادر بعبدا لـ «الشرق الأوسط» : الكلام من فوق السطوح لا يوصل إلى أي مكان

TT

بعدما نقل رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، السجال الحاصل داخليا إلى الجبهة المسيحية بانتقاده المباشر رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، والوزراء المحسوبين عليه، نجح حزب الله وتيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة، سعد الحريري، في ترسيخ التهدئة من خلال تغييب أي خطاب متشنج، وفتح قنوات التواصل، تحضيرا للقاء منتظر بين أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس الحريري. في هذا الوقت، استمرت حملة الدفاع عن موقع الرئاسة الأولى، وسط استغراب التيار الوطني الحر لردود فعل اعتبرها «غير مبررة».

وكشفت مصادر قصر بعبدا لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا وساطات حتى الساعة على خط بعبدا - الرابية»، داعية «للتهدئة على هذا المحور قبل القيام بأي خطوات مباشرة»، وأضافت: «الكلام من فوق السطوح لا يوصل إلى أي مكان، وما قام به الرئيس سليمان لم يكن ردا مباشرا على العماد عون؛ فهو لم يذكره في التصريح، وكل ما سعى إليه الدعوة للحوار؛ لأنه السبيل الوحيدة لحل الخلافات في وجهات النظر». وإذ استغربت المصادر ما يحكى عن «إمكانية مقاطعة العماد عون لجلسات الحوار»، أكدت أن «دوائر القصر الجمهوري لم تُبلغ بشيء بعد في هذا الصدد».

من جهته، اعتبر عضو كتلة الكتائب اللبنانية، النائب إيلي ماروني أن «العماد عون اختار توقيتا معينا لإثارة الفتنة المسيحية - المسيحية»، واصفا هجومه على رئيس الجمهورية بـ«غير المبرر» وبـ«الساعي للتشرذم». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من غير المسموح التوجه بهذه الطريقة إلى موقع رئاسة الجمهورية، لكننا نتفهم ما قاله عون، لأن عينه لا تزال على كرسي بعبدا، وهو لا يفوّت فرصة للانقضاض على الرئيس سليمان الذي يسير على خيوط رفيعة حفاظا على وحدة البلاد».

ولفت ماروني إلى أن «العماد عون ركن أساسي من أركان الخطة الموضوعة، منذ البداية، لمنع بناء الدولة القوية»، وأنه «مولج بزرع الفتنة في الصف المسيحي».

وفي حين غابت الملفات السياسية الساخنة عن جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في السرايا الحكومية برئاسة رئيس الحكومة، سعد الحريري، ولم تتطرق للحملة التي طالت رئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء، علق الوزراء خلال دخولهم إلى الجلسة على حملة العماد عون؛ فاعتبر وزير الدولة وائل بوفاعور أن «الهجوم على رئيس الجمهورية ميشال سليمان غير محق، لأن سليمان يشكل الحالة الوفاقية»، داعيا إلى «تعزيز مناخات التهدئة والاستقرار». وقال وزير الداخلية زياد بارود في هذا الصدد: «هناك موقف لا بد من التوقف عنده، وهناك أسئلة صدرت ويجب الإجابة عنها، والرد سيكون في المؤسسات». وكانت كتلة المستقبل التي يتزعمها الحريري توقفت في اجتماعها الأسبوعي «أمام بعض المواقف عالية النبرة، التي أطلقها البعض، وتضمنت تهجمات واتهامات وافتراءات طالت رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس الحكومة سعد الحريري وبعض المسؤولين»، ورأت فيها «مواقف مستهجنة ومرفوضة». كما ثمنت الكتلة في هذا السياق «الدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في تعزيز الوحدة الوطنية وحماية الدستور والمؤسسات»، وأكدت مساندتها ووقوفها إلى جانبهما.

وفي المقلب الآخر، اعتبر وزير السياحة فادي عبود أن «وسائل الإعلام ضخمت موقف العماد عون الأخير»، موضحا أنه «عبر عن مخاوفه من سير عمل الدول»، داعيا إلى «التفكير مليا بما قاله وعدم تكبير الموضوع»، مذكرا بأن «الجنرال يقول المواقف كما هي من دون تجميل». ولفت عبود إلى أن «الحديث عن أن عون يهاجم سليمان بسبب رئاسة الجمهورية التي لم يحصل عليها، مجرد تخمينات وتحليلات نفسية». وقال عضو تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه العماد عون، النائب زياد أسود: «الهجوم الذي شنه النائب ميشال عون على رئاسة الجمهورية ليس بمعنى الهجوم، ولكن هناك ممارسات في المؤسسات غير سليمة، وكان العماد عون بعث بعدة رسائل ولم يأته جواب»، لافتا إلى أن «الناس ترى الأمور وترى المخالفات، ونحن شركاء في السلطة، لكننا قررنا ألا نكون شركاء في الذي يحصل». ورأى أسود أن «كل الوزارات، وبصورة خاصة المالية والدفاع والداخلية، تقوم بأداء منحاز، كما أن التحذيرات في النهاية لم تعد تنفع، لذلك فلا بد من تسمية الأشياء بأسمائها».