قلق بين مسلمي أميركا لتوافق عيد الفطر مع ذكرى الهجمات

مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية: تاريخ المسلمين في الولايات المتحدة يعود إلى عشرات السنين

TT

لأول مرة منذ هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، ستصادف ذكرى الهجوم احتفالات المسلمين بأي من العيدين الرئيسيين. وقال مسؤولون في منظمات إسلامية أميركية إنهم سيؤدون المراسم الدينية، لكنهم سيقللون من الاحتفالات، وذلك بسبب «الحساسية» من ناحيتين: احتراما لحزن أميركيين كثيرين بسبب ذكرى الهجوم، وخوفا من اعتقاد أميركيين بأن المسلمين يحتفلون بالهجوم.

لكن، قال قادة في جمعيات للمسلمين السود إن تاريخهم في الولايات المتحدة يعود إلى عشرات السنين. لهذا، يعتقدون أن الأميركيين غير المسلمين لن يغضبوا إذا شاهدوهم يحتفلون كما ظلوا يفعلون كل سنة.

وقال إبراهيم هوبر، مدير الاتصالات في مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) في واشنطن: «سوف يتردد أبناء الجالية الإسلامية في الاحتفال بهذه المناسبة، التي تصادف ذكرى هجمات 11/9، رغم أن الأمر لا يعني الاحتفال بتلك الهجمات».

وقال تلفزيون «سي.إن.إن»: «يأتي عيد الفطر في وقت يشعر فيه كثير من المسلمين الأميركيين بأن النقاش صار عميقا في مشروع بناء مركز إسلامي ومسجد بالقرب من المنطقة التي وقع فيها الهجوم»، وهو المكان الذي كان فيه مركز التجارة العالمي الذي دمره الهجوم.

وقال مراقبون في واشنطن إنه، بسبب هذا التزامن بين العيد والهجوم، قرر كثير من المساجد والجماعات الإسلامية في الولايات المتحدة تغيير خططها العادية فيما يتعلق بعيد الفطر. لكن، ربما كل هذه المساجد يؤمها مهاجرون وأبناء مهاجرين، وليس المسلمين السود. سيكون الاحتفال حسب رؤية هلال شوال: يوم الخميس، أو يوم الجمعة، أو يوم السبت، يوم ذكرى هجوم 11 سبتمبر.

وأعلن المركز الثقافي الإسلامي في فريسنو (ولاية كاليفورنيا) إلغاء خططه الاحتفالية بالعيد، وذلك بسبب زيادة «الاعتداءات ضد الإسلام والمسلمين التي تلت اقتراح مشروع بناء مركز إسلامي ومسجد في حي مانهاتن (في نيويورك)». وأيضا بسبب «منع المتطرفين (غير المسلمين) من استغلال فرصة الزعم بأن مسلمي أميركا يحتفلون في ذكرى الهجمات».

وفعل نفس الشيء المركز الإسلامي في مورفريسبورو (ولاية تينسي). وكان المركز مادة خبرية مؤخرا، بعد أن تعرض مكان المسجد المقترح إلى اعتداءات وحرائق وعمليات تخريب.

وقال نائب رئيس المركز، عبدو قطية: «إنه ليوم حزين لنا نحن الأميركيون وللأمة كلها، ولا نشعر بأنه من المناسب الاحتفال في اليوم الذي يصادف ذكرى 11/9». وقال نعيم بايج، نائب رئيس الشؤون العامة في منظمة «كير» في واشنطن: «تؤثر موجة الهجمات المعادية للمسلمين بالفعل على الجالية المسلمة.. ويخشى البعض من عنف ضد المراكز الإسلامية. أيضا، نحن نشجعهم على أن يكونوا أكثر انفتاحا، وأن يتركوا الناس يأتون إلى هذه المراكز».

وأعلنت المنظمة ترتيب «يوم العائلة المسلمة» من يوم الجمعة إلى يوم الأحد، وهو تقليد تحتفل فيه كل المدن التي فيها جاليات إسلامية.

في الوقت نفسه، دعا ائتلاف لمنظمات أميركية إسلامية إلى إعلان يوم 11 سبتمبر (يوم السبت) يوم «خدمة عامة»، يؤدي فيه المسلمون خدمات عامة لصالح المجتمعات التي يعيشون فيها. وذلك في محاولة لتحسين صورة المسلمين الأميركيين.

وقال تلفزيون «سي.إن.إن»: «في هذا الوقت الحساس، يعتقد أن كل الأعين ستتجه نحو المسلمين، لأن الصورة الإعلامية عنهم تتركز على أنهم ينظرون إلى أميركا نظرة سلبية».

وأمس، قالت صحيفة «واشنطن بوست»: «يوم العيد سيجرى المسلمون في منطقة واشنطن احتفالاتهم التقليدية. لكن، سيقتصر ذلك على المراس الدينية. لا على الوجبات الكبيرة، والغناء، والرقص، وتلوين الأيدي بصبغة الحناء».

ونقلت الصحيفة على لسان رشيد مخدوم، عضو مجلس إدارة مركز الجالية الإسلامية في ضاحية سلفرسبرنغ، قوله: «لا احتفالات ولا مهرجانات». وأضاف: «يوجد حذر وسط الناس ألا يحتفلوا بهجوم 11 سبتمبر لأنه يوم كارثة، ونحن يجب أن نكون حساسين».

وأعلن مجلس اتحاد المنظمات الإسلامية في منطقة واشنطن الكبرى، ويتكون من مائة وخمسين منظمة، نفس الشيء.

وقال رضوان جاكا، عضو مجلس إدارة مسجد منطقة دالاس، من ضواحي واشنطن: «نحن متشددون في دعوة الناس ألا يحتفلوا يوم 11 سبتمبر. إذا جاء العيد في نفس اليوم، لن نقيم احتفالات مثل الألعاب التي نقيمها للأطفال». وقال أنور حسن، مؤسس وعضو مجلس إدارة المركز الإسلامي في مقاطعة هاوارد (ولاية ماريلاند): «نريد أن نشرك المسؤولين الأميركيين في احتفال العيد، وطبعا لن نقدر على أن نفعل ذلك إذا جاء العيد يوم السبت».

وقال جوهري عبد المالك، إمام مسجد دار الهجرة في فولزجيرج، من ضواحي واشنطن: «سنقيم الاحتفالات للأطفال لكن يوم الأحد (يوم 12 سبتمبر). لكنه قال إن منظمات إسلامية في منطقة واشنطن أبلغته أنها ستحتفل كما تفعل كل عيد. وأنهم سألوه، وهو من الأميركيين السود مثلهم: «أي رسالة نعبر عنها عندما لا نحتفل بالعيد كما نفعل كل سنة؟»