المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يدعو إلى تبني استراتيجية جديدة في أفغانستان

تواصل الانتقادات لولاية ألمانية بسبب انسحابها من تدريب الشرطة الأفغانية

TT

دعا المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أمس في لندن البلدان الغربية إلى التخلي عن استراتيجيتها في أفغانستان، وتبني سياسة تقوم على احتواء تنظيم القاعدة وحركة طالبان عبر التفاوض بدلا من القوة العسكرية.

وذكر المعهد في حصيلته الاستراتيجية السنوية التي صدرت أمس، أن «المستقبل هو بوضوح إلى جانب المفاوضات مع أو بين المشاركين في النزاع». وأشار المعهد إلى أن «عددا كبيرا من المراقبين يعرب عن قلقه من أن يؤدي الحضور الكثيف للقوات الأجنبية إلى ترسيخ طالبان وتقويتها». وأضاف المعهد أن جهود حلف شمال الأطلسي لإقامة دولة في أفغانستان والتصدي للمتمردين «بلغت ذروتها من وجهة نظر عسكرية وسياسية»، فيما يقترب هذا النزاع من سنته العاشرة. وكتب المعهد «قد يكون ضروريا ومن المفضل على الأرجح أن تتبنى السلطات الأجنبية سياسة احتواء في أفغانستان وباكستان». ويبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ابتعد على ما يبدو عن وعده بالبدء بسحب قوات من أفغانستان في يوليو (تموز) 2011. وقد نشرت واشنطن هذه السنة نحو 30 ألف جندي إضافي في إطار استراتيجية جديدة لمواجهة التمرد. لكن المعهد اعتبر أن «الشكوك تزداد» حول إمكانية تحقيق أهداف كالانتصار على طالبان وتعزيز الدولة الأفغانية وقوات الأمن الأفغانية والقضاء على الفساد. وأشار المعهد إلى أن الإسراع في سحب الـ150 ألف جندي يمكن أن يتسبب في «تفجير أفغانستان من الداخل»، لكن الاستمرار في المهمة الحالية «قد يؤدي إلى كارثة مستدامة بسبب مفاهيم قديمة».

إلى ذلك وجهت نقابة الشرطة الألمانية والكثير من الولايات انتقادات شديدة لولاية براندنبورغ التي انسحبت من المشاركة في عملية تدريب عناصر الشرطة الأفغانية. وقال رئيس نقابة الشرطة كونراد فرايبورغ أمس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن مهمة الشرطة في أفغانستان هي جزء من السياسة الخارجية الألمانية ومهمة مشتركة تجمع بين الحكومة الاتحادية والولايات. وأوضح فرايبورغ أن أي تصرف أحادي الجانب ضد موقف باقي الولايات لن يكون مجديا. وكان وزير داخلية ولاية براندنبورغ راينر شبير قد برر مطلع هذا الأسبوع انسحاب ولايته من عمليات التدريب في أفغانستان بأن ألمانيا تشارك وفقا لتعريف الحكومة الاتحادية في «صراع مسلح»، وأوضح أن شرطة ولايته لن تشارك في حرب.

ويقوم مدربو الشرطة الألمانية بعملهم في أفغانستان منذ ثمانية أعوام. ورفعت ألمانيا عدد مدربي الشرطة خلال النصف الأول من هذا العام من نحو 170 إلى 250 شخصا بهدف تدريب نحو خمسة آلاف أفغاني سنويا. ومن المقرر نقل المسؤوليات الأمنية في البلاد إلى أيدي الأفغان عام 2014. وعلى الرغم من تأييده للمهمة، انتقد فرايبورغ بعض القواعد المعمول بها في المهمة، وقال إن من الخطأ أن تتم التدريبات خارج المعسكرات الآمنة، مما يشكل خطورة بأن يصبح الموظفون الألمان جزءا من حرب أهلية. وأضاف «لا نرغب في ذلك ولا نستطيع ذلك». وأعرب فرايبورغ عن مخاوفه من قتل رجال شرطة أفغان في هجمات وقال «المخاطر تزيد بشكل دائم هناك، ويجب أن يتحسب المرء بكل تأكيد لحدوث ذلك».