عمرو موسى: لن نقدم تنازلات لإسرائيل بدون مقابل

دعا في حوار مطول مع واشنطن للتحرك الفاعل لتمديد قرار حظر الاستيطان

عمرو موسى (رويترز)
TT

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى واشنطن للتحرك الفاعل لتمديد قرار حظر الاستيطان المقرر أن ينتهي العمل به في إسرائيل يوم السادس والعشرين من الشهر الحالي. وقال موسى في حوار مع «الشرق الأوسط» في القاهرة «لن نقدم تنازلات هدية دون مقابل من جانب إسرائي»ل، مشددا على دعمه موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض لاستمرار المفاوضات في ظل تجاهل إسرائيل تمديد قرار حظر الاستيطان الذي تنتهي مدته خلال أسبوعين، مشيرا إلى أن هذا التاريخ يعد اختبارا حقيقيا لصمود عملية التفاوض ورمزا لحسن النوايا إن كان لها وجود في السياسات الإسرائيلية.

كما تحدث موسى عن فرص السلام والقضايا المطروحة خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب المقررة يوم 16 الشهر الحالي، ومن هذه القضايا الموضوعات التي سيتم إعدادها للقمة العربية المقبلة، قائلا إنه من المبكر التشكيك في قدرة العراق على استضافة القمة العربية، معربا عن أمله في أن ينجح العراق في تشكيل حكومة وفاق.

وأضاف موسى قائلا إن الدور العربي في العراق يصعب تجنيبه ويعمل في إطار التوافق ودعم الاستقرار، مشيرا إلى أن الحوار الدولي مع إيران يمكن أن يواكبه حوار عربي - إيراني..

وإلى نص الحوار..

* ما تقييمكم لنتائج جولة المفاوضات الأولى التي انطلقت من واشنطن خاصة بعد تحديد موعد للجولة الثانية في منتجع شرم الشيخ يوم 14 و15 الشهر الحالي؟

- من المبكر تقييم النتائج حاليا لأن الرئيس أوباما في وساطته وطلبه للمباحثات المباشرة أعطاها إطارا زمنيا قدره سنة وبالتالي لا يمكن إعطاء تقدير وتقييم في كل جلسة، وإن كان الوضع كله لا يوحي بالتفاؤل.

* هل ننتظر مدة عام فترة المفاوضات وعشر سنوات للتنفيذ كما طرحت كل من واشنطن وتل أبيب؟

- الذي تحدث عن عشر سنوات للتنفيذ هم بعض الإسرائيليين. وهذا أمر يدخل في إطار المماطلة والاستهانة بعقول الفلسطينيين والعرب، ومن ثم فلن يكون هذا معقولا. ولا مقبولا، ولكن من المنطقي طبعا وجود جدول زمني أو إطار زمني للمفاوضات والتنفيذ، وهو ما يطالب به الجانب العربي دائما وفي حدود المعقول وتحت رقابة دولية منعا للمماطلة والغش، أما طرح مفاوضات مفتوحة النهاية وفترة زمنية طويلة للتنفيذ فهذا مؤشر على سوء النية ونوع من العبث ويستفيد منه الاحتلال الإسرائيلي ويضر بالحركة الفلسطينية نحو قيام الدولة، وعلى كل حال فمن المطمئن وجود محطات لمتابعة المفاوضات ومدى جديتها أو نجاحها، وأول محطة هي مد فترة حظر بناء المستوطنات التي تنتهي يوم 26 سبتمبر (أيلول) وإذا لم يحدث تمديد لقرار تجميد المستوطنات، رغم تهرؤ القرار في ذاته إلا أنه يعد مقياسا لمدى وجود الإرادة السياسية لتسهيل المفاوضات من عدمه وكذلك لقبول قيام دولة فلسطينية من جانب إسرائيل أو رفضها وبالطبع فإن استمرار المفاوضات مع استمرار الاستيطان يخلق حالة عبثية وضارة بالمصالحة الفلسطينية وبالتالي العربية ويعني إما المفاوضات أو المستوطنات إنما إذا توقف الاستيطان سيكون هذا نوعا من الرمزية الإيجابية وإبداء شيء من حسن النية لإعطاء الفرصة للمفاوضات.

* لكن من الواضح أن واشنطن تطالب الرئيس محمود عباس بمواصلة المفاوضات حتى لو استمر الاستيطان.. كيف إذن يستقيم هذا الوضع؟

- إذا استأنفت إسرائيل بناء المستوطنات ويُطلب من أبو مازن الاستمرار في المفاوضات يصبح الأمر في غاية الخطورة مما يعني أن المطلوب منه أن يستمر في المفاوضات من حيث الشكل وأن يقبل إعطاء إسرائيل مكنة ووقتا لاستكمال بناء المستوطنات وتنتهي فرص إمكانية قيام الدولة الفلسطينية وبالتالي ليس من المنطقي أن تستمر المفاوضات مع استمرار بناء المستوطنات، حيث لن تكون هناك جدوى من التفاوض بعد ابتلاع الاستيطان للأرض الفلسطينية. وقد تحدث الرئيس الفلسطيني بوضوح مؤكدا هذا الموقف. وموقف الجامعة العربية واضح للغاية، وهو أن الاستيطان يتعارض مع جدية المفاوضات وسوف يتضح الأمر على كل حال في نهاية هذا الشهر وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث.

* كيف ترى ما طرحه الرئيس المصري حسني مبارك بأهمية وجود قوات دولية في الضفة الغربية وهل يساعد هذا الطرح على الحد من الاستيطان؟

- هذا الطرح يستهدف تقديم بدائل جدية ربما تسهل مفاوضات الحل النهائي.. الحل للوضع النهائي، خاصة أن إسرائيل تصر على وجود إسرائيلي على أرض فلسطين بعد قيام الدولة، وهذا أمر يدعو إلى التساؤل عن الأهداف الإسرائيلية، وهل تعمل على تحقيق استمرار الاحتلال الإسرائيلي بدعاوى أخرى وبقبعات مختلفة، وهل تعتقد إسرائيل ومن يحميها أن العرب بهذا القدر من الغفلة ليقبلوا بقبعة الأمن الإسرائيلي بدلا من قبعة الاحتلال الإسرائيلي وتغيير اسم الجندي الإسرائيلي من قوات محتلة إلى قوات أمن وأن لا يكون هناك انسحاب إسرائيلي وبالتالي فإن مقال الرئيس مبارك جاء في إطار تقديم رؤية لحل الوضع النهائي تحاول أن تمنع ذلك، هذا ما فهمته..

* كيف نصل إلى سلام حقيقي؟

- أمامنا خيارات هي المفاوضات الجادة، أو تدخل رسمي من مجلس الأمن أو موقف عربي رافض بحسم لسياسات المماطلة والخداع وتكرار الأساليب المعروفة التي عانينا منها، ونحن اخترنا المفاوضات غير المباشرة كاختبار ولولا ضغط الحكومة الأميركية لما ذهب الفلسطينيون إلى المفاوضات المباشرة، وعليه يجب أن تضغط واشنطن لوقف بناء المستوطنات لإنقاذ هذه المفاوضات.

* لم تقدم إسرائيل حتى اليوم رؤية واضحة عن قضايا الحل النهائي (القدس - الحدود - اللاجئين)؟

- كل هذه الملفات المفروض أن تتضح خلال التفاوض، أي خلال السنة المحددة كإطار زمني، ولكن يشك الكثيرون في أن لدى إسرائيل ما تقدمه بأمانة ومعقولية على طاولة المفاوضات.

* أفادت بعض التقارير أن المفاوضات في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت وصلت إلى تقدم وصلت نسبته إلى أكثر من 90% من أوراق الحل.. هل ستبدأ المفاوضات من حيث انتهت أم من نقطة الصفر؟

- الجامعة العربية لم تعلم بما تم وقتها وليس لديها تفاصيل لما قدمه أولمرت، بل إن الرئيس أبو مازن استمر في القول طوال عهد أولمرت أنه لم يتحرك قيد أنملة، و(أولمرت) كان يتكلم فقط ولكن يرفض أن يضع حرفا واحدا على الورق، وهكذا قال أبو مازن وما نعرفه هو أن هناك قواعد أساسية للمفاوضات وما نعرفه هو مبادرة السلام العربية التي نتحرك من خلالها إضافة إلى خارطة الطريق، ونحن لا ندري ولا نعلم بأن هناك موقفا أو خطة أو عناصر أو مبادرة إسرائيلية للسلام حتى هذه اللحظة.

* هل يناقش وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم يوم 26 سبتمبر الحلول والبدائل في حال تعثر المفاوضات؟

- سوف يجتمع وزراء الخارجية في القاهرة وفي نيويورك، ولكن نتابع الآن ونتشاور، منذ الآن، في كيفية التصرف وكل البدائل مطروحة، فإذا رفضت إسرائيل تجميد الاستيطان يصبح من المفروض وقف المفاوضات إلا إذا كان المطلوب مفاوضات عبثية ومشاهد سينمائية.. أقصد الانتقال من مدينة لأخرى لإجراء مفاوضات وتصوير الموائد مع توزيع الابتسامات. مَن مِن العرب يستطيع تحمل هذه المسؤولية؟ وهل يستطيع أبو مازن تحملها؟

* هل هناك اتجاه عربي لإصدار قرار من مجلس الأمن لإقامة دولة فلسطين ومطالبة دول العالم بالاعتراف بها في حال تعثر الجهد الأميركي لاتفاق سلام على غرار القرار 181 الذي أدى إلى إقامة دولة إسرائيل؟

- القرار 242 ينص على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي عن طريق الحرب وهو ما ينطبق على كافة الأراضي العربية التي احتلت عام 1967 أما الحق في إقامة دولة فلسطين فمنصوص عليه في قرار التقسيم 181، وإشارة لها في قرارات حديثة للجمعية العامة.

* خلال مشاركتكم في مؤتمر اقتصادي انعقد مؤخرا في إيطاليا روجت الصحافة الإسرائيلية في تقارير مختلفة عن عقد لقاء مع الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس.. ما مدى حقيقة ذلك؟

- ما حدث هو وجودنا في مكان واحد خلال المؤتمر وكلمات قليلة وليس اجتماعا للتفاوض أو لتحديد المواقف فهذا مجال مائدة التفاوض الجارية في واشنطن وليس في أي مكان آخر.

* هل طلب منكم (بيريس) أن تكون مواقف الجامعة العربية معتدلة نحو إسرائيل كما ذكرت تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية؟

- ما يجب أن يفهمه بيريس، وأرجو أن يكون قد فهمه، هو أن المواقف المعتدلة مطلوبة من نتنياهو وليس من أبو مازن المقبول أساسا، وأن الخطوات الإيجابية مطلوبة من إسرائيل وليس من الجانب العربي. وأن الخطوات العربية كافة منصوص عليها وعلى شروط حددتها في المبادرة العربية.. أي إن الجامعة مرتبطة بقراراتها وبالمبادرة العربية وبالشروط الواضحة جدا لأي سلام أو تقدم مع إسرائيل، وهذه مسائل لا يمكن التنازل عنها أبدا، وأحب أن أطمئنك أنه لا أحد يستطيع أن يزحزح موقفي من القضية الفلسطينية وأنا أحيانا أشعر بأنني قادر على إقناع من أمامي أكثر مما أقتنع أنا بكلامه.

* هذه التقارير تزامنت مع ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن المفاوضات المباشرة تسير مع محاولات للتطبيع مع الدول العربية.. هل كان القصد من التسريب الإيعاز بحوارات بين الأمين العام للجامعة العربية والرئيس الإسرائيلي قبل التوصل لاتفاق سلام؟

- لا توجد هذه الحوارات، ولكن السؤال: هل سيطلب منا أن نأخذ خطوات إضافية لإرضاء إسرائيل وبدون أي خطوات من جانبها، ومن الذي يستطيع إقناع أي دولة عربية أن تقدم تنازلا آخر في مقابل «زيرو» تنازلات من الجانب الإسرائيلي ومن أجل عيون مَن يتم هذا؟ إن التقدم المطلوب هو من جانب إسرائيل وليس من العرب وهذا موقف عربي معلن ولن يتغير (نحن لن نقدم أية تنازلات أخرى وقد قدمنا الكثير وفي انتظار ما سيحدث يوم 26 سبتمبر – موعد تمديد حظر الاستيطان).

* هل مطروح على أجندة وزراء الخارجية العرب قضايا أخرى بخلاف عملية السلام؟

- لدينا بنود أخرى تتعلق بالإعداد للقمة العربية الاستثنائية التي ستعقد في سرت يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول) والقمة العربية الأفريقية التي ستعقد في اليوم التالي أي 10 أكتوبر. ومن المقرر أن تنظر في أمرين؛ الموضوع الأول هو إعادة هيكلة منظومة العمل العربي المشترك وهناك أوراق ومقترحات كثيرة على أساس المبادرتين الليبية واليمنية ومناقشات الدول ورأي الأمين العام، الموضوع الثاني هو مبادرة الجوار العربي التي تقدمت بها خلال القمة الماضية.

* هل سيتم التطرق للوضع في العراق خاصة في ظل تعثر تشكيل الحكومة العراقية وإمكانية انعقاد القمة العربية العادية لعام 2011 في العراق؟

- الموضوع العراقي تتم مناقشته في مختلف مجالس الجامعة في إطار دعم الجامعة العربية لاستقرار العراق خاصة بعد انسحاب القوات الأميركية. أما مسألة انعقاد القمة فقد تقرر استضافة العراق لها ولا داعي لإثارة التشكيك في قدرة العراق على استضافتها ولدينا الوقت الكافي الذي يسمح بتشكيل حكومة العراق واستقرار الأوضاع في اتجاه أفضل.

* متى تتوقع تشكيل الحكومة العراقية في إطار الاتصالات المكثفة بينكم وبين القيادات العراقية؟

- لا بد من الإشارة أولا إلى أنني تفاءلت كثيرا بنتائج الانتخابات العراقية والتي شكلت أفقا للمستقبل وأكدت أن الشعب العراقي ليس شعبا تقوده النظرة الطائفية والعرقية والمذهبية وإنما تقوده النظرية الوطنية وهي أن كلهم عراقيون بصرف النظر عن هذه الخلافات، ثم جاء موضوع تشكيل الحكومة الذي تعثر لأسباب ربما شخصية وربما طائفية وربما مذهبية، وأقصد أن ما يجري الآن هو عكس ما عبر عنه الشعب العراقي والأغلبية الكاسحة خلال الانتخابات، وهذا كله يؤدي إلى اهتزاز في النفسية السياسية العراقية التي أصبحت آملة في مستقبل يختلف عما حدث منذ الغزو الأميركي وحتى هذه اللحظة.. أي على مدار سبع سنوات عجاف، ورغم ذلك لا مناص من تشكيل حكومة وفاق وطني لأن المزاج العراقي يستدعي ضرورة إعمال هذا الوفاق بشكل أساسي وحقيقي، ومؤخرا التقيت مع الأستاذ عادل عبد المهدي والدكتور إياد علاوي وقبلها التقيت الرئيس طالباني والرئيس بارزاني وعددا آخر من الزعماء والمسؤولين، وأتابع تصريحات وتحركات الرئيس المالكي، وأحيانا يحدث انفراج كما أصبح هناك أكثر من اقتراح وأكثر من فكرة يمكن أن تؤدي إلى حل.

* لكن هناك محاذير ومخاوف من استمرار الوضع على ما هو عليه لفترة شهرين وهو ما يستدعي إجراء انتخابات جديدة قد لا تؤدي إلى استقرار العراق في المستقبل المنظور؟

- نحن نريد أن نتحرك بوسائل تضمن استقرار العراق في كل الأحوال ويجب ألا نغفل الخطوة الإيجابية التي تمت بالنسبة لانسحاب القوات الأميركية وأعتقد أنه مطلوب منا جميعا وخاصة دول الجوار العمل على استقرار واستقلال العراق، أما فيما يتعلق بالدور العربي فهو موجود ولا يمكن التخلص منه عبر أية محاولات للتجنيب فهي لن تنجح لأن الدور العربي مسألة أساسية والعراق دولة عربية ومزاج العراق عربي ويتعدى خطوط التماس العربية والطائفية وغيرها، إن الدور العربي موجود ونشط ولكنه موجه لإنقاذ العراق وليس لإفساده.

* تردد أن الجامعة حاولت خلال الأسابيع المنصرمة القيام بدور توفيقي مع سورية لدعم تشكيل الحكومة؟

- نسعى دائما للقيام بدور توفيقي يدعم تشكيل الحكومة العراقية ويوفر القدر المطلوب للاستقرار والخروج من تبعات ما مضى في مراحل مختلفة للشعب العراقي والدور السوري مهم ومطلوب ولكن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للعراقيين.

* مع تضخم ملف التدخلات الإيرانية في الشأن العربي هل من المطروح أن تقوم الجامعة العربية بطرح ورقة عمل مع إيران حول القضايا المختلف عليها لتقريب وجهات النظر كبداية للحوار العربي الإيراني؟

- كما تعلمين أرى أن حوارا عربيا - إيرانيا مسألة أصبحت ضرورة لأن هناك الكثير من الخلافات يجب أن تناقش بصراحة، وأعتقد أنه حتى إذا كان هناك بعض التحفظ إزاء فكرة الحوار فلا بد أن نبدأ في الحوار من مختلف الزوايا وأرى أنه إذا استؤنفت المفاوضات بين مجموعة الدول الست وإيران يكون من المناسب أن تنطلق إلى جانبها أو بالتوازي معها مفاوضات عربية - إيرانية.

* أقصد أن تعد الجامعة العربية ورقة عمل حول التدخلات الإيرانية في الشأن العربي وتحصل على رد من طهران بشأنها كبداية للحوار العربي الجماعي؟

- ورقة عمل؟ هذا مطروح أيضا، وربما تكون من الوسائل المثلى للحوار مع إيران، إنما لم تنضج بعد.

* الجامعة العربية بذلت جهدا مشهودا له في دارفور وفي جنوب السودان لدعم الوحدة والسلام. ماذا أنتم فاعلون في ظل تصاعد نبرة الانفصال الحتمي القادمة من الجنوب؟

- لا يوجد شيء اسمه انفصال حتمي، ولماذا يكون حتميا ولا تكون الوحدة حتمية؟ كلاهما ينتظر نتائج الاستفتاء الذي يطرح، وهناك مؤشرات وتقديرات قد تهز النتائج الحتمية التي تحدثت عنها، والوحدة خيار مشروع، والانفصال قد يكون قرارا بالأغلبية فيصبح أيضا مشروعا، إنما نحن نعمل على أساس الوحدة وإظهار فوائدها كما تحركنا منذ البداية عندما ذهبنا إلى دارفور وجوبا معا لإطلاق مشاريع عربية تنموية في مختلف المجالات وقد تحققت بالفعل نتائج طيبة جدا، وربما تكون هناك زيارات أخرى للجامعة العربية إلى الجنوب خلال الشهور المقبلة إنما سيظل الاستفتاء الذي سيجرى في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل هو صاحب القرار.

والمهم أن يتم في التاريخ المحدد وفي ظل ظروف سياسية آمنة ويتفق عليها الطرفان وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب، ولا منتصر ولا مهزوم، وأن الجميع إخوة مع تقبل نتائج الاستفتاء والذي يجب إتمامه تحت رقابة دولية وستكون الجامعة العربية موجودة في هذا الإطار بناء على طلب الحكومة السودانية كمراقب. هذا الاستفتاء يجب ألا يخلق عداوة أو أن ينتهي بصدام يؤدي إلى خلق مشاكل أخرى تعيق التنمية في شمال وجنوب السودان.

* تجدد مشكلة التمرد في اليمن وعدم التزام الحوثيين باتفاق وقف القتال والتسوية.. كيف يمكن حل هذه المعادلة؟

- أبلغني رئيس وزراء قطر الأخ الشيخ حمد بن جاسم أنهم في الطريق نحو التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة. ونرجو أن ينتهي الأمر بالحل، كما أبلغني أنهم أنهوا بنجاح النزاع بين جيبوتي وإريتريا وهذا أمر محمود.

* هل تعتزم القيام بجولة عربية مع اقتراب انعقاد القمة العربية الاستثنائية في ليبيا لتقريب وجهات النظر وإنهاء الخلافات العالقة في ملف العلاقات العربية - العربية؟

- هذه الأمور تحتاج لدبلوماسية هادئة وهو ما يجري، وأرجو أن تنتهي هذه الخلافات ونتركها وراء ظهورنا، وهو أمر وإن كان يبدو في ظاهره صعبا، ولكنها خلافات تسببها حساسيات آن أوان التخلص منها وعدم الخضوع لها.