أعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، أمس، تبنيه لسلسلة الهجمات المسلحة التي شهدتها بعض المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي راح ضحيتها عدد من ضباط المخابرات ورجال الأمن. وقال التنظيم في بيان نشر على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، إن عناصر التنظيم قاموا بسلسلة الهجمات تلك ضد من وصفهم بـ «جنود الردة» في «ولاية أبين» الجنوبية، كما تبنى عملية اغتيال نائب مدير المباحث العامة في محافظة مأرب، بشرقي البلاد، محمد فارع.
ونفى بيان «القاعدة»، سقوط أي من عناصر التنظيم قتلى في المواجهات التي دارت أواخر أغسطس (آب) الماضي، بين قوات الأمن والجيش، من جهة، ومسلحين من عناصر التنظيم، وقال إن تلك المواجهات، أسفرت عن مقتل أكثر من 50 عسكريا، وهي رواية مغايرة للرواية الرسمية التي تقول بمقتل 11 عسكريا وقرابة 19 عنصرا من «القاعدة».
وشهدت عدة محافظات يمنية جنوبية، وبالأخص محافظة أبين، خلال الأسابيع القليلة الماضية، عدة هجمات نفذها مسلحون يستقلون دراجات نارية واغتيل فيها عدد غير قليل من ضباط جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، إضافة إلى استهداف رجال الأمن في دوريات خارج المدن وداخلها وسط الأسواق.
وعادة ما توجه السلطات اليمنية أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة بالوقوف وراء تلك الهجمات، كما تتهم أيضا عناصر في الحراك الجنوبي المنادي بما يسميه «فك الارتباط» بين الشمال والجنوب، بالتحالف مع «القاعدة» والتورط في سلسلة الهجمات، رغم أن قوى وفصائل الحراك تنفي هذه الاتهامات وبشدة، وتقول أن نضالها «سلمي».
وكانت السلطات اليمنية أعلنت، قبل أيام، اعتقال 14 شخصا، وقالت إنهم ينتمون لتنظيم القاعدة وإن اعتقالهم جرى أثناء المواجهات التي دارت في لودر وأثناء قيام بعضهم بمحاولة الفرار إلى مناطق مجاورة، وإنها تواصل ملاحقة عدد آخر منهم وأيضا محاصرة بعض الذين ما زالوا يتحصنون في المدنية التي دمرتها المواجهات وهجرت عنها معظم سكانها.
على صعيد آخر، تمكنت الجهات المختصة في محافظة عدن، من إعادة التيار الكهربائي إلى محافظة أبين بعد أن قُطع عنها كليا بسبب ما وصفتها السلطات، بـ «الأعمال التخريبية»، واستنكر مصدر مسؤول هذه الأعمال ودعا «السلطة المحلية وأجهزة الأمن إلى التصدي بحسم لهذه الأعمال الإجرامية والتخريبية التي تكرر حدوثها في الآونة الأخيرة وتعقب الجناة حتى يتم ضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع».
وأضاف المصدر أن «عناصر إجرامية وتخريبية أقدمت على إطلاق النار وتقطيع ونهب وسرقة أسلاك الدائرة الكهربائية بين عدن وجعار، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في محافظة أبين بشكل كامل».