حلفاء الحريري المسيحيون يرفضون توصيف «شهود الزور» ويتركون هذه المهمة للمحكمة الدولية

شمعون لـ «الشرق الأوسط»: نتفهم مواقف رئيس الحكومة اللبنانية ولا مشكلة لدينا بالتأقلم معها

TT

تتواصل ردود الفعل المرحبة بحديث رئيس الحكومة سعد الحريري لـ«الشرق الأوسط» من قبل فرقاء «8 آذار» فيما يتحفظ حلفاؤه المسيحيون في التعليق على الملفات التي طرحها، خاصة ملفي شهود الزور والعلاقة مع سورية. وعلى الرغم من دعوة عضو تكتل لبنان أولا الذي يرأسه الحريري النائب محمد قباني في وقت سابق حلفاء الحريري للتأقلم مع المواقف المستجدة، بقي رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع على موقفه لجهة رفضه توصيف «شهود الزور» تاركا المهمة للمحكمة الدولية.

من جهته، أعلن رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون لـ«الشرق الأوسط» أنه «يتفهم مواقف الرئيس الحريري المستجدة» لافتا إلى أن «لا مشكلة لدينا بالتأقلم معها» وقال: «لدينا كامل الثقة بمواقف وتصرفات الحريري ونتفهم بالتالي سعيه لإقامة أفضل العلاقات مع الدولة السورية على أن تبادلنا الاحترام الذي نسعى لترسيخه».

ولفت شمعون إلى أنه «وفي العام 2005 جاء اتهام اللبنانيين للنظام السوري باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري كرد فعل طبيعي في مواجهة تصرفات سورية التي سمحت حينها بتوجيه الإصبع إليها دون خجل». وأضاف: «لومنا لسورية حينها كان عفويا وليس قانونيا واليوم حان دور المحكمة الدولية لتحدد الفاعلين».

ورأى شمعون أن «من واجب السوريين اليوم تقديم شكرهم للحريري على مواقفه الأخيرة» وأضاف: «أما فيما خص ملف شهود الزور فأنا ضد أن يتم الجزم بهذا التوصيف فهذا ليس عملنا بل عمل المحكمة الدولية التي تحدد وحدها إمكانية الأخذ برأي الحريري في هذا الصدد أو عدمه».

وكان جعجع قد شدد على أن «لكل منا الحق باستخدام العبارة التي يريدها للدلالة على أمر ما، فمثلا بإمكاني تسمية الشمس بـ(العنكبوت) ولكن في الحقيقة وفي المفهوم العام تبقى شمسا، ومن هنا يحق للإخوان تسمية من يريدون بـ(شهود الزور) ولكن الجهة الوحيدة المخولة التوصيف في هذا الشأن هي المحكمة الدولية وكل ما عدا ذلك تسميات تخص أصحابها». ورأى أن «عمل المحكمة الدولية مستمر وسنقرأ القرار الظني حين صدوره وسنعلق عليه قبل الآخرين باعتبار أننا أصحاب الدم كما أن كل الشعب اللبناني معني بعمل هذه المحكمة وليس عائلة أو طائفة أو حزبا معينا». وعن كلام الحريري لـ«الشرق الأوسط» عن تبرئة سورية من اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، اعتبره عضو كتلة القوات اللبنانية أنطوان زهرا «كلاما سياسيا لرئيس حكومة»، معربا عن «ارتياحه لتمسك الحريري بالمحكمة الدولية وعمله على تحصين الوضع الداخلي والوضع الحكومي»، مؤكدا أنهم «ينشدون الحقيقة ولا يريدون اتهام أي أحد».

وفي الإطار عينه، اعتبر عضو تكتل لبنان أولا النائب عقاب صقر أن «كلام رئيس الحكومة سعد الحريري لا يحتاج إلى تبرير وهذا واضح وليس هناك لا خجل ولا عيب في كلامه»، مؤكدا أن «الاعتذار جريء وجزء من ثقافة سياسية ديمقراطية للرئيس الحريري»، مشيرا إلى أن «كل فريق الرئيس الحريري موافق على هذا الكلام وقد وضع كتلة المستقبل في اجتماعها الأخير في أجواء الحديث الذي أدلى به لصحيفة «الشرق الأوسط» حول ضرورة تصحيح الخطأ مع سورية والمزورين الذين سماهم سياسيا شهود الزور» مشددا على أن كلام الحريري «رد الاعتبار إلى سورية، أما الاعتذار فسيكون بعد صدور قرار المحكمة الدولية».

وعن دعوة البعض الحريري إلى تبرئة حزب الله، أشار صقر إلى أن «الرئيس الحريري ليس المحكمة ليبرئ أو يتهم أحدا، وهو لم يتهم حزب الله أصلا ليبرئه، كما أنه في حديثه الأخير لم يبرئ سورية بل قال إن «هناك مزورين أو كما سماهم شهود زور ضللوا التحقيق» مشددا على وجوب «إنزال أشد العقوبات بشهود الزور وأن يحاكموا بالإعدام لأنهم أساؤوا إلى دول لا إلى أشخاص فقط». وأكد أنه «إذا ثبت أن الضباط الأربعة أوقفوا بموجب شهادات الزور فقط فسنعتذر منهم».

وفي وقت جدد فيه وزير حزب الله في الحكومة محمد فنيش «عدم ثقة الحزب بالمحكمة الدولية»، شدد على أنه «إذا كان هناك حرص على الحقيقة في ملف شهود الزور فالمطلوب أن نأتي بهؤلاء، وهذا من بديهيات الأمور». واعتبر أن «المحكمة الدولية وبشكل غير مقنع تقول إن الأمر ليس من اختصاصها»، وسأل «ألا يعنيها هذا الأمر؟ ألا يشكل ذلك خيطا لإعادة التحقيق لمعرفة من كان وراء هؤلاء ولمصلحة من تم تضليل التحقيق وحرفه عن خطه؟ ألا يطرح هذا الأمر شبهة عن سبب التغطية على المجرم الحقيقي؟».

وعن الخيارات المطروحة أمام رئيس الحكومة سعد الحريري وماذا بإمكانه أن يفعل، لفت فنيش إلى أنه «ليس بإمكاننا أن نملي على أحد ماذا عليه أن يفعل. والمطلوب هو التعامل مع الأحداث بكل وضوح وأن يتم تقديم الحقائق للرأي العام اللبناني، لأن هذا هو حقه، وألا نسمح بتضليل الناس وإثارة العصبيات، والتوقف عن هذا التحريض الدائم الذي قد يشعل في أي لحظة حريقا كبيرا في لبنان والمنطقة».

وقال عضو كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب عبد المجيد صالح: «رئيس الحكومة سعد الحريري بات على علم كامل بأن المجرمين الذين أقدموا على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يزالون يحاولون استكمال الفتنة التي من أجلها كان الاغتيال، وأن الحكمة والدراية السياسية التي يتمتع بها الرئيس سعد الحريري ترد سيوفهم إلى نحورهم»، متمنيا «ديمومة الوعي، لأن إسرائيل تسعى لزعزعة السلم الداخلي اللبناني».