العراقيون يستقبلون العيد بمشاعر الخوف والقلق.. و«ملازمة البيت» الخيار المفضل

كردستان: تشديد الإجراءات الأمنية لحماية السياح القادمين من باقي المحافظات

TT

بعد أن ألقت الأزمات السياسية في العراق بظلالها على أغلب أنشطة الدولة وخدماتها العامة والخاصة، عادت هذه المرة لتكون سببا في نشوب مشاكل داخل العائلة الواحدة، وخصوصا بين الزوجين، حيث تقضي أغلب الزوجات شهر رمضان وهن يحلمن بأيام العيد، الذي تبدأ عطلته رسميا في العراق اليوم، وأين سيقضينها وأي الملابس سيرتدين، فيما استغل الأزواج تردي الأوضاع الأمنية في أغلب مدن العراق مؤخرا ليعلنوا اعتصامهم داخل البيت في العيد والرد الوحيد الذي اعتاد كل منهم أن يقدمه لعائلته «هل تريدون الموت في الشارع بسيارة مفخخة في العيد؟».

وهناك هذه الأيام حركة غريبة وتنقلات ونوع من الاستعداد لشيء مجهول، ففي محافظتين في الجنوب وزعت مناشير تتوعد السكان بهجمات انتقامية دامية خلال أيام العيد، وفي المقابل صدرت لجميع مديريات الأمن تعليمات باتخاذ خطوات احترازية، وفعلا بدأت هذه القيادات باتخاذ ما يلزم من نشر نقاط تفتيش وغلق الأسواق ومنع دخول المركبات لمناطق التجمع السكاني وتشديد الإجراءات الأمنية عموما، مما زاد من حالة الخوف والهلع عند العراقيين حتى وصل الأمر إلى قيام أغلب العوائل بتغيير خطة العيد وأن يقضوها إما في منطقة آمنة تماما كإقليم كردستان أو البقاء في البيوت وشراء أرصدة الهاتف الجوال بدلا من تكاليف الخروج والبقاء على تواصل مع الأصدقاء والأحبة عبر الهاتف.

وتوقع مصدر مسؤول في قيادة عمليات بغداد أن تشهد أيام العيد القادمة عملية أو عمليتين إرهابيتين. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن أوامر عليا صدرت باتخاذ إجراءات أمنية أكثر من المعتادة في مناسبات أخرى، موضحا أن قادة الأجهزة الأمنيين يعلمون جيدا أن هناك دوافع أخرى سياسية وراء هذه العمليات ومحاولة لإضعاف موقف الحكومة التي دائما ما ركزت في خطابها على تحسن الواقع الأمني. وأكد المصدر أن هناك جهات بدأت باستهداف شرائح محددة لإثارة ضجة مثل الإعلاميين أو رجال المرور أو الأطباء. المهم لديهم هو تحريك مشاعر الناس وإثارتهم وتوجيههم لإثارة عنف لأن هذه الجهات الإرهابية باتت عاجزة عن مواجهة قوة القانون والسلطة في العراق ولم يبق لديها إلا افتعال أزمات أو مشاكل داخلية. وأشار إلى أن مدنا كثيرة انغلقت على حالها أمنيا بعد أن شهدت مدن أخرى عمليات نوعية قامت بها خلايا إرهابية خوفا من انتقال الحالة لها.

من جهته، قال عضو مجلس محافظة بغداد ورئيس اللجنة الإدارية والمالية محمد الربيعي لـ«الشرق الأوسط» إن «الخلل السياسي نجم عنه خلل أمني وأصبح هناك ترهل لدى القادة الأمنيين».

بدوره، أكد المتحدث باسم أمانة بغداد حكيم عبد لـ«الشرق الأوسط» أن «أمانة بغداد استعدت ومنذ مدة ليست بالقليلة لأيام عيد الفطر المبارك ووزعت مهامها على جميع دوائرها الخدمية والإدارية وحتى الأمنية وتمت تهيئة المرافق السياحية وهناك فوج طوارئ خاص بالأمانة سيقوم بتأمين المناطق السياحية التي يقصدها المواطنون».

إلى ذلك، أعلنت حكومة إقليم كردستان أن عطلة عيد الفطر السعيد ستبدأ من اليوم وتنتهي يوم الاثنين المقبل في جميع مؤسسات الحكومة بإقليم كردستان. وكثفت السلطات الأمنية من إجراءاتها المشددة في جميع أنحاء الإقليم استعدادا لاستقبال قوافل السياح العراقيين الذين يترقبون حلول العيد للتوافد على مدن ومناطق كردستان التي تتمتع باستقرار أمني ملحوظ. وبحسب مصدر في وزارة داخلية الإقليم «فإن أجهزة الشرطة المحلية ستسير دورياتها على مدار 24 ساعة يوميا ابتداء من فجر الخميس إلى نهاية عطلة العيد، وأن الإجراءات ستشدد في نقاط التفتيش بمداخل ومخارج المدن تحسبا من استغلال العيد وتدفق السياح العراقيين على مناطق الإقليم، إلى جانب تكثيف المراقبة في المناطق التي تزدحم عادة في الأعياد والمناسبات». وأشار المصدر إلى أن وزارة الداخلية وبالتنسيق مع مديريات الشرطة والآسايش في جميع محافظات كردستان اعتمدت خطة أمنية محكمة لحماية الوضع الأمني خلال أيام العيد وتوفير أكبر قدر من الراحة والأمن أمام الزوار العراقيين لكردستان».